تمضى الحياة فى مدينة كادقلى بصورة طبيعية رغم ظروف الحرب الطاحنة التى تعيشها المنطقة، فالأسواق والشوارع تضج بالحركة الا ان أجواء الحرب بصورة او بأخرى انعكست على تفاصيل المكان، هدوء حذر وإنتشار للجنود والآليات العسكرية لتأمين المدينة الجبلية التى تعيش ظروفا إستثنائية وتستقبل الفارين من حجيم القتال ومن نجحوا فى التسلل من المناطق التى يسيطر عليها الجيش الشعبى، وبين الفينة الأخرى تجدد الحكومة سيطرتها على ولاية جنوب كردفان وتبث تطمينات بإستقرار الأوضاع الإنسانية فى الولاية الملتهبة وانه لاحاجة لدخول المنظمات صاحبة الأجندة الى المنطقة، وتأتى زيارة لجنة الإسناد لدعم الولايتين «النيل الازرق وجنوب كردفان» برئاسة الأمين دفع الله وعدد من الوزارات الإتحادية المختلفة لتفقد الأوضاوع والوقف على النقص والإحتياجات والإطمئنان على الأحوال الأمنية فى المنطقة. وإستمع وفد لجنة الإسناد الى تنوير مفصل عن الأوضاع الأمنية والإنسانية من والى الولاية احمد هارون وقائد العمليات العسكرية اللواء بشير مكى الباهى والذى اكد سيطرة القوات المسلحة على المنطقة وإستعادة مدينة تلودى واستعدادهم لصد اي هجوم على المنطقة بالتنسيق مع القوات الأمنية المختلفة خاصة الدفاع الشعبي الذي وصفه بالوليد الشرعي، وأشار الباهى الى ان الهجوم الأخير على تلودي تم بالتنسيق مع دولة الجنوب الا ان الرد كان حاسما من لواء «الكرامة» وقال «نطمئن اهل المنطقة والشعب السوداني ان السودان لن يؤتى عبر بوابة الفرقة (14) مشاة بجنوب كردفان». فى تنويره لوفد الخرطوم جدد والي جنوب كردفان، احمد هارون، اتهامه لجنوب السودان باعتدائها بصورة مباشرة على منطقتي هجليج وتلودي، واستدل بالاستيلاء على سيارات وآليات تحمل أرقام «نمرة» دولة الجنوب وقال انهم وجدوا فى ادراجها اوراق تخليص من الموانئ الكينية، واوضح هارون ان الهجوم الاخير على منطقة تلودي تم بمشاركة الفرقة الرابعة للجيش الشعبي بجنوب السودان، وأشار الى ان جيش الحركة بقطاع الشمال لم يفك ارتباطه بجوبا حتى الآن، وقال «حتى رواتبهم وترقياتهم تتم المصادقة عليها من دولة الجنوب»، واوضح هارون ان الحرب خرجت من نطاقها الطبيعي الداخلي الى سياق مختلف لا ينحصر فقط فى إسقاط الحكومة بل تدمير السودان، واضاف «الجيش الشعبي وجنوب السودان عبارة عن بيادق صغيرة فى رقعة شطرنج كبيرة تحركها اجندة غربية»، وسخر هارون من تصريحات الجيش الشعبي بإمتلاك زمام المبادرة فى ميدان القتال، وقال «نحنا قاعدين فى المدن وهم هائمين فى الخلاء ومطاردين من مكان لمكان فكيف يمتلكون زمام المبادرة، واضاف «هؤلاء لا يخيفوننا وجرادة جوه الجلابية ما بعضي بس قعادو ما حلو، وقال هارون ان حكومة الجنوب أفتعلت الحرب مع الشمال هرباً من إستحقاقات بناء الدولة الوليدة، ووصف رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بأنه «كوماندوز» فى غابة أكثر منه رئيس دولة، وأبدى هارون عدم تفاؤله بالوصول الى إتفاق مع دولة جنوب السودان فى مفاوضات اديس ابابا الجارية وأشار الى ان حكومة الجنوب ليس لها عهد وسريعاً ما تنكص بوعودها رغم الإتفاقيات، وقال «لكن سريعاً ماترجع ريمه الى قديمة»، وأوضح هارون انه كون حكومته الجيدة بناءً على معطيات الواقع الذى تعيشه الولاية وتضم 12 حزباً، لافتاً الى انهم وضعوا خطة مفصلة لمجابهة تحديات المرحلة الحالية، وقال ان اجتماع مجلس الوزراء الأخير بالولاية كون عددا من اللجان للتعامل مع الواقع على الأرض من بينها لجنة أمنية مهمتها تبصير المواطنين بالمخاطر المحيطة والتعبئة والإستنفار، و لجنة إعلامية لمناهضة الحرب الإعلامية التى تستهدف السودان وولاية جنوب كردفان بصورة مباشرة، هذا الى جانب لجنة للشؤون الإنسانية وتضم سائر الأطراف المختصة من أجل التعامل مع الأوضاع الإنسانية التى أفرزتها الحرب. وتعهد رئيس لجنة الإسناد ،الأمين دفع الله، بتوفير كافة الإحتياجات للولاية التى تعيش ظروفا إستثنائية تجعلها فى سلم الأولويات من ناحية الدعم، وأشار دفع الله الى ان الوضع الإنساني مطمئن بالولاية، وقال ان مخزون الغذاء يكفي لمدة عام كامل وانه فى الفترة الحالية تم توفير الفي جوال ذرة، وألف جوال عدس، و3 الاف جركانة زيت، بالإضافة الى توفير 40 الف جوال ذرة من المخزون الإستراتيجي في منطقتي ابوجبيهة وتندلتي، و50 الف جوال ذرة فى الدلنج، وقال «لا نحتاج للإغاثات المشبوهة ولدينا ما يكفي بنسبة (100%) من المخزون الإستراتيجى. وتحدث مسؤول منظمة الهلال الأحمر عثمان جعفر بأن الهجوم الأخير على مدينة تلودى خلف عددا كبيرا من النازحين توجهوا الى مناطق ابو جبيهة والليرى، واوضح ان المنظمة حركت 10 اتيام لحصر المتأثرين بالتنسيق وزارة العون الإنسانى لمعالجة الجرحى من القوات المسلحة والمواطنين وتقديم الإيواء للمتأثرين. وطالبت وزيرة الدولة بالإعلام، سناء حمد، بتفعيل الإعلام الشعبي وإستخدام كاميرات الهواتف النقالة من قبل الأهالي لتصوير الفظائع الإنسانية التي ارتكبها الجيش الشعبي في المنطقة لفضحه وكشف حقائقه للإعلام، خاصة العالمي الذي وصفته بالمتحامل على السودان، وقالت نريد تفعيل الجهد الشعبى فى الإعلام وإرسال الصور الى موقع وزارة الإعلام او وكالة السودان للأنباء لتعرية من يتحدثون عن التهميش وضعف التنمية بإستهدافهم لمصالح المواطن ونسفهم لمحطات الكهرباء والآبار والمشاريع البسيطة التى تخص المواطنين، وتعهدت وزيرة الدولة بالإعلام بفتح الولاية للإعلام الداخلى والخارجى وزيارة المناطق التى تمت إستعادتها من الجيش الشعبى للوقوف على الفظائع التى ارتكبتها الحركة الشعبية. وفى ختام زيارة لجنة الإسناد للمنطقة، طاف الوفد ارجاء كادقلى متفقداً اوضاع المواطنين فى السوق والشوارع العامة، بالإضافة الى المشاريع التنموية فى المدينة والميناء البرى الذى شارف على الإكتمال، بجانب المستشفى والمدينة الرياضية وبعض المشروعات التى لم تكتمل بسبب ظروف الحرب التى تعيشها ولاية جنوب كردفان.