الحبشة أو السودان هو الاسم الذي كان يطلق على هذه المنطقة في التاريخ القديم وهو الامر الذي يؤكد على عمق العلاقات التي تربط مابين الشعبين والتي تبرز حتى في مسألة التقارب الخلقي مابين المواطنين هنا وهناك هذا بالاضافة للتداخل مابين الشعبين حيث تمتلئ شوارع الزهرة البيضاء بالسودانيين وتستنشق شوارع الخرطوم نكهة البن الحبشي في صباحها الباكر وفي امسياتها المجملة عزفا وطربا بفضل ابداعات الفرق الموسيقية القادمة من هناك وهكذا هو قدر الشعبين ان يعيشوا معا يوحد بينهم الازرق المنساب خيرا وبركة وتواصل يبدو ظاهرا في اقتسام المنازل والتجاور في معظم احياء الخرطوم والمدن السودانية الاخرى، حيث يعيش الاثيوبيون والارتريون جنباً الى جنب مع اهل البلد الذي يمد اشرعته لاستقبال كل القادمين ويمدها بشكل اكثر خصوصية لناس تسفاي الذين يبادلونه الحب انطلاقا من مكوناتهم الخاصة والتي تميل للهدؤ والتسامح واحترام الآخر هذا غير تقديسهم لقيمة العمل. الديم الحي الخرطومي من اكثر الاحياء التي يقيم في داخلها الاثيوبيون في السودان ومعه احياء اخرى مثل الجريف ويكادون يؤثرون على مجمل تفاصيل الحراك الاجتماعي في داخله بل في كثير من الاحيان هم من يحدد طبيعة الحراك نفسه خصوصا يوم الاحد حيث سوقهم في الخرطوم 2 وغيره من الانشطة في كل السودان ويأتي على رأسها ممارستهن لعملية بيع الشاي والقهوة من خلال اعطائها نكهة خاصة من خلال جلسات الانس على الضل الممدود. تواصل جديد مابين الشعبين والذي لم يغب حتى في الانتخابات وتحديدا في الديم الدائرة التي تشهد تنافسا شرساً يغذيه التاريخ للمنطقة ويدعمه الحاضر من خلال الصورة التي تعبر عن حالة التجمع ونصب الخيم من اجل الاصوات ،الامر الذي يحتاج لضبط صواميل الرؤوس عبر الشاي والقهوة التي يرغب فيها جميع من ضمهم المركز وهو الامر التي تقوم به تلك الحسناء الاثيوبية من خلال ابتسامتها التي تخرج عبر ابخرة الكانون المتصاعد والمرسوم فوق كباية الشاي والقهوة الممدودة عند الطلب وللجميع دون فرز، كما تفعل المفوضية مع ناخبيها بالداخل حالة من الفرح تصنعها مشاركة تلك الشقيقة في انتخابات السودان مشاركة لاتناقض الدستور ولا تتجاوز القانون طالما انها مشاركة خارج اطار التصويت ولها صندوقها الخاص والمصنوع من الخشب امام صاحبته والتي ينطلق لسان حالها يقول المشاركة عبر كباية الشاي تفتح مساحات جديدة من الاستقرار لشعب يتدفق طيبة ويستاهل كل خير