إعلان مثل الحلم الجميل الذي يأخذ صاحبه بين المروج الخضراء والمياه المتدفقة من الأعالي.. يظل ماثلا طيلة الساعات في كل لحظة يتوقع أن يتحقق.. هذا هو حلم أهل شمال كردفان المنتظر.. والذي لم يتوقع حتى في الأحلام (128) مدرسة حتة واحدة.. يبدو أن الحاجة ملحة.. وقضية مأساة التعليم بالولاية حقيقة ومستحقة على المركز، الذي أفاق متأخراً لهذه الولاية الوديعة التي لا تحاص ولا تمر حجراً.. ولكن إرادة الله غالبة ان تنزل هذه البركات مرة واحدة عليها في مجال التعليم، الذي يحتاج الى الكثير من المعينات بدءاً بالبيئة الدراسية المتمثلة في المباني الثابتة ثم المعلم الكفء الذي نال حظاً من التدريب والتأهيل، خاصة بعد هجرة أفذاذ المعلمين من كردفان صوب المركز والولايات الثرية.. هذه المكرمة مقبولة وإن تأخرت كثيراً.. لأن جحافل الفاقد التربوي قد فاحت بهم مدن الولاية في كل مكان فشكراً النائب الأول الاخ علي عثمان محمد طه، على هذا القرار الذي سوف يحول 80% من مدارس شمال كردفان الى المواد الثابتة، بعد ان ظلت مشيدة بالبروش والقش والجناقير المهترئة ،ولكن يبقى أمر التنفيذ والمتابعة والمراقبة.. فمثل هذا العدد من المنشآت يتطلب آلية قوية وأمينة وصادقة خاصة وان تجارب أثبتت ان التنفيذ في المناطق النائية من قبل المقاولين يتم بطريقة (امسح وشك) أي سماحة المبنى الذي يتصدع ويتساقط في أول تجارب الطبيعة من أمطار وأهوية، وعليه يجب ان تتبع متابعة هذه المدارس مباشرة وتحت إشراف جهة معلومة وان يكون العقد سارياً بعد التنفيذ كضمان لمدة خمسة أعوام شاملاً الشروط الجزائية وغيرها من شروط المباني التي يجب أن تتم مع شركات معلومة ومعروفة ذات امكانات اقتصادية وفنية كبيرة. ويبقى أمر آخر لا يقل أهمية عن موضوع المدارس، وهو موضوع مستشفى الأبيض شيخ المستشفيات في غرب، في تنفيذ وعد الرئيس بتأهيله وإعادة تشييده بصورة تتماشى مع العصر وتتوافق مع النهضة الصحية التي تجتاح البلاد.. وهذا يتطلب المتابعة أولاً وثانياً.. والله الموفق.