حُمَّى الإنتخابات التي تسود الشارع السوداني ساهمت في انتعاش كثير من المهن والمحال التجارية من شركات إنتاج ودور نشر وخطاطين ومحلات المناسبات وغيرها ،ومع إقتراب بدايات عمليات الإقتراع إزداد الطلب لتأجير السيارات وكل من الركشات والحافلات خاصة البكاسي واللاندكروزرات وتضاعف سعر إيجارها من شركة إلى أخرى . الصحافة إلتقت بعض شركات إيجار العربات واستنطقت بعضاً منهم قالت مديرة خدمات الزبائن والحجوزات بمركز تايوتا عبير عبد الله : ان الشركة لم تضع أى إحتياطات لعملية الإنتخابات بزيادة عدد السيارات وقد فوجئت بزيادة عدد الطلبات خاصة البكاسي واللاندكروزر وقالت ان الشركة تخلو تماماً منها الآن بعد ان تم إستئجارها جميعاً ومازال هنالك تدافع لإيجار المزيد وأوضحت ان إيجار البوكس قبل الإنتخابات يصل إلى 250 جنيه لليوم الواحد والآن وصل إلى 420 جنيه أما اللاندكروزر فقد كان 350 جنيه والآن ب 500 جنيه لليوم الواحد وأضافت ان الشركة رفضت تأجير العربات الصغيرة في هذه الفترة خوفاً عليها من الإستهلاك. وتحدث موظف بشركة القولد ليموزين خليل حمدان قائلاً : إن الإنتخابات كان لها أثر كبيرفي حركة السوق وقد قامت الشركة بتأجير العربات للاحزاب منذ بداية التسجيل وحتى بداية الإقتراع وأضاف ان أسعار الإيجار تختلف من شركة إلى أخرى وان شركتهم تحدد الأسعار بالكيلو متر وهذا التحديد خاص بالولايات أما داخل ولاية الخرطوم فسعر البوكس 250 جنيه والكورلا 100 جنيه أما مدير شركة أبو حربة ليموزين فيصل محمود فيقول انه لم يحبذ تأجير العربات للاحزاب أيام الإنتخابات لعدم الثقة فيهم بالإلتزام بشروط العقود التى تبرمها معهم الشركة لذلك فضل الإيجار للأجانب والقنوات الفضائية والصحافيين نسبة لإلتزامهم بشروط العقد وأضاف ان سعر إيجارالفلكسواجن والأودى يتراوح بين 80 إلى 250 جنيه كحد أعلى. ويقول مدير شركة الصفوة نشأت رزق ان هنالك انتعاش في الإيجار هذه الأيام وتم إيجار جميع عربات الشركة للأحزاب السياسية داخل ولاية الخرطوم وبعض الولايات عدا الإقليم الجنوبي وابان ان سعر إيجار اللاندكروزر يتراوح بين 400 إلى 450 جنيه في اليوم وعربة البيكاب 200 إلى 250 وقال المواطن عمر عبدالله الذي وجدناه امام إحدى شركات تأجير العربات إنه يبحث منذ الامس على سياره للإيجار لكنه لم يجد واضاف أنها ثالث شركة يذهب إليها ولم يجد ما يطلبه وأشار إلى ان أصحاب الشركات استغلوا فرصة الإنتخابات لزيادة سعر الإيجار إلى الضعف. اما احمد حسن سائق حافلة فقد قال : انه تم إستئجار حافلته من قبل واحد من الاحزاب لنقل الناخبين ووصف احمد فترة الإنتخابات بالموسم لزيادة الدخل اليومي . وكان لصاحب حافلة مستأجرة محمد عثمان رأى آخر إتفق فيه مع احمد حسن وزاد عليه بقوله : رغم ان الإيجار بسعر مغري خلال هذه الفترة الا انه تواجهنا بعض المشكلات خاصة في الحركة داخل الأحياء لجلب الناخبين من منازلهم لمواقع مراكز الإقتراع التي تبعد مسافات طويلة، كما ان هذه العربات تعمل على فترات طويلة وهي تسيرفي طرق غير مسفلته الامر الذي أضر بإطارات عربته ويضيف أن ما يستفيده خلال هذه الأيام سيصرفه على صيانة عربته . وعلى الجانب الآخر كان مستأجرو العربات لنقل الناخبين وهم الأحزاب السياسية والتى تكفلت بترحيلهم على حسابها في وقت التسجيل والآن في الإقتراع. فالمرشح المستقل للدائرة 13 الثورة الغربية الهندي عزالدين كشف خلال مؤتمر صحفي عقده لإعلان إنسحابه من الترشيح انه قام بإستئجار 70 حافلة لنقل الناخبين لمواقع التصويت وكانت خسارته في كل حملته الإنتخابية 140 ألف أما حزب المؤتمر الوطني بدائرة ودعمارة شمال مركز رقم (1) حسب معتصم محمد فقد تم في اليوم الاول إيجار خمس عربات هايس في حدود 60 إلى 70 جنيه في اليوم وسيستمر العمل بهذا الشكل خلال الأيام التالية . وبما ان اليوم الأول كانت الغالبية من النساء خصوصاً الطاعنات في السن فقد شهدنا بعض النساء وهن يستأجرن « ركشات « لتوصلهن إلى مقر الإقتراع وقفنا إليهن وسألناهن عن موقفهن هذا فقالت عائشة احمد وهي على أعتاب العقد الخامس من العمر : قمنا بإستئجار الركشة بأربعة جنيهات لتقلنا من موقع سكننا فنحن نسكن بجوار بعضنا البعض وبعد ان سبقتنا العربة التي نقلت جاراتنا الأخريات آثرنا إستئجار الركشة لنصل إلى موقع الإقتراع الذي يبعد عن مواقع سكننا كثيراً وتشير إلى إرتفاع تكلفة إيجار الركشة التى كانت تقلهم في السابق لذات الموقع او ابعد منه بجنيهين فقط. الصحافة تحدثت إلى صاحب الركشة أمير عبد الله والذي قال محتجاً : إن هذا السعر مناسب جداً فالكثير من زملائه يقلون الآخرين بأكثر من ذلك بكثير ومع ذلك فهو سعر قابل للتفاوض ويؤكد ان موسم الإنتخابات زاد من دخلهم اليومي وأضاف ان المواقف أصبحت خالية من الركشات والتى كانت متكدسة في السابق، ويضيف أنه يعمل على تشجيع المواطنين للذهاب إلى الإقتراع لزيادة مكسبه وأضاف أن دخله في السابق كان لايتجاوز 50 جنيه ولكنه تضاعف خلال هذه الفترة إلى ثلاثة أضعافه.