للمرة الأولى اتيح للمصريين اختيار رئيسهم عن طريق انتخابات حرة وشفافة، فعلى مدى عقود ظل الشعب المصري محروماً من ذلك الحق الطبيعي بفعل انظمة الحكم التي تتالت على دست السلطة في القاهرة، ومصر ما بعد الثورة تتهيأ الآن لاختيار رئيسها الجديد عبر انتخابات يتنافس فيها اكثر من (13) مرشحاً يعد حتى الآن اكثرهم حظا الامين السابق للجامعة العربية عمرو موسى الدبلوماسي السابق الذى يخوض الانتخابات كبديل يعمل على الاستقرار، يزاحمه الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح الذى يخوض الانتخابات كإسلامي ليبرالي. فالانتخابات المصرية الأولى من نوعها عقب ثورة الربيع العربي التي اطاحت بالحكام الجبابرة وادارت عجلة الديمقراطية في البلدان التي انجزت ربيعها، تدافع نحو صناديق اقتراعها المصريون أمس من داخل ربوع وطنهم و في 166 عاصمة عالمية انتشر فيها حوالي 586,801 مصري يحق له التصويت واختيار رئيس الجمهورية القادم لمصر الثورة، وفق شروط محددة وضوابط تعمل بها السفارات والقنصليات بالخارج وتشترط قواعد لجنة الانتخابات حضور كل ناخب بنفسه لمقر البعثة الدبلوماسية أو القنصلية فى الدولة التى يقيم فيها كما تفرض أيضا أن يطلع رئيس اللجنة على بطاقة الرقم القومى الخاصة بالناخب أو أية وثيقة معتمدة من الدولة التى يقيم فيها ثم يوقع الناخب أمام اسمه فى سجل الناخبين أو يبصم بأصبعه. وفتحت السفارة المصرية بالخرطوم ابوابها أمام الناخبين منذ التاسعة صباحا ويستمر العمل لمدة 12 ساعة يوميا ابتداء من الامس وحتى الخميس القادم، وقال السفير المصري بالخرطوم عبد الغفار الديب، إن السفارة وفرت العدد الكافى من صناديق الاقتراع بمقر اللجنة بقاعة المؤتمرات بمبنى السفارة، واضاف سيتم فرز أصوات الناخبين فى نهاية اليوم الختامى للتصويت داخل مقر السفارة عن طريق رئيس وأعضاء اللجنة الفرعية وبحضور مندوب واحد لكل مرشح وإرسالها إلى وزارة الخارجية التى تقوم بتسليمها إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فى مصر، وشهدت الخرطوم تدافع اعداد مقدرة من المصريين للاقتراع واختيار رئيس جمهوريتهم القادم وسط اجواء هادئة وروح معنوية من قبل انصار المرشحين في السباق الرئاسي. وتحتل العاصمة السودانية الرقم 19 من حيث كثافة الناخبين المصريين المنتشرين حول العالم والمرتبة الثامنة بين الدول العربية، التي تتصدرهم السعودية في ذات الوقت الذي تجلس فيه على المرتبة الاولى من حيث العدد عالميا ،فالناخبون المسجلون ويحق لهم الاقتراع بالمملكة العربية السعودية يبلغ عددهم 261,924 ناخب مقارنة بعدد الناخبين المصريين بالسودان حيث بلغ عددهم 1,339 ناخب، فيما يعتبر عدد المصريين المقيمين والعاملين بالسودان في تزايد عالي وحسب افادات سابقة نقلها السفير المصري بالخرطوم السابق محمد عبدالمنعم الشاذلي فان العدد يتراوح مابين 30 الى 50 الف عامل، لكن يبدو ان المصريين المقيمين بالسودان لم ينشغلوا جميعهم بالتسجيل لاختيار رئيسهم الاول بعد سنوات من القهر، نعم هناك شروط من ضمنها الاقامة والرقم الوطني الذي يمكن الاستغناء عنه حال ابراز الجواز المميكن حسب اشارات وتوجيهات اللجنة العليا للانتخابات بجانب قانون الحريات الاربع الموقع بين السودان ومصر الذي لا يشترط على المصري اقامة بالسودان. حسنا.. انطلقت عجلة الانتخابات للرئاسة المصرية في ارجاء الجمهورية وفي عواصم العالم يتسابق فيها ثلاثة عشر مرشحاً رئاسياً، نحو عرش مصر، لكن مقيمي مصر بالخرطوم كانوا يتنافسون حول ثلاثة اسماء فجل المقترعين الذين تزاحموا امام مباني سفارتهم بالامس هم اما من انصار رجل الدبلوماسية عمر موسى او مرشح حزب الحرية والعدالة وهو حزب الاخوان المسلمين الدكتور المهندس محمد المرسي وفريق آخر يرى ان ليبرالية الاسلامي دكتور عبدالمنعم ابوالفتوح هي ما تحتاجها مصر، لكن جميعهم كانوا يريدون ان يكتمل الاستحقاق الانتخابي. ويقول هشام عبادة موظف بالبنك السوداني المصري ل»الصحافة» أمس سارشح ابوالفتوح وزوجتي ستعطي صوتها لعمرو موسى هذه القيمة في الخلاف التي بيننا في البيت الواحد هي ما نريدها ان تكون في مصر لن نتفرق كمصريين وسندعم من ستأتي به الجماهير، واضاف همنا هو ان تستقر مصر. بخارج مباني السفارة لم تتوقف حركة العربات الميني باص التي تكتظ بالشباب اغلبهم كانوا من انصار محمد المرسي تحدثت الى محمود علي عبدالله ينشط في حملة دعم المرسي قال نحن نهدف لرئيس يعمل من اجل الامة العربية وليس مصر لوحدها ولا نحتاج الى ليبرالي او جندي فقط نريد منظومة قيمية متكاملة، لم اتحرك كثيرا وبدأت مناقشات بين الفرقاء كل يعرض بضاعة مرشحه لكن جميعهم كانوا يرددون (كل أربعة اعوام ومصر بخير) فالمصريون بالامس وحسب مدير شركة نيترة بك العاملة بالسودان حسام الدين بهجت حققوا اهم احلامهم وعرفوا معنى الحرية والاختيار بعد سنوات من الصمت والانكسار، ولم يتردد بهجت في اخفاء دعمه للدبلوماسي عمرو موسى واضاف (هو افضل الامينين) وتابع اعني انه اكثر قدرة على المحافظة على مصر. في الاثناء تداخلت سلمى بهجت التي لا يحق لها التصويت بسبب السن القانونية لكنها مع ذلك كانت متفاعلة مع الحدث وابدت تخوفاتها من قدوم السلفيين للسلطة، غير ان المناوئين لهم من الذين ينتظرون الادلاء باصواتهم اشارواالى ان من سيأتي لحكم مصر سيحكم عليه عقب سنواته الاربع في تصميم وارادة واضحة الى ان مصر الثورة قادمة لن تنكسر ، من الداخل اخبرتنا لجنة الانتخابات عبر هاتف الاستقبال انه غير مخول لهم للحديث للاعلام او الافصاح عن اي امور تختص بالعملية الانتخابية هذا ما نقله مسؤول الانتخابات بالسفارة .