السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العراق والحرب وسط الشعب.. والخسائر الأمريكية الفادحة.. البشرية والمادية
في الذكرى التاسعة لسقوط بغداد (22) ..

/6 ان اهم التطورات في العلم العسكري بعد الحرب العالمية الثانية، الى جانب احتمالات استخدام الاسلحة الصاروخية النووية، هي التطورات المتعلقة بحرب الشعب الثورية والمقاومة الشعبية التي استطاعت تحقيق انتصارات باهرة على المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية ضد التفوق المادي والتقني للجيوش الغربية. فلدينا تجارب حرب الشعب الثورية في فيتنام ولاوس وكمبوديا، وقبلها الصينية، وهي تتجاوز التقنية العسكرية الامريكية وكل التطورات التي حدثت في ارتفاع مستوى الحركة الجوية وزيادة الكثافة النارية الجوية وسرعة الآلية البرية ليس اعتمادا على تفوق مقابل في هذه المجالات، انما ارتكازا على الجوانب السياسية والمعنوية والتنظيمية، واطلاق مبادرات الجماهير الثورية واكتساب الخبرات الاستراتيجية والعملياتية والتكيتية العكسرية في اثناء الصراع المسلح ضد أعلى مستويات العسكرية الغربية والامريكية. وكذلك تجارب المقاومة الشعبية «والحرب وسط الشعب» في بورسعيد والجزائر وفلسطين ولبنان والعراق والصومال وافغانستان وعشرات التجارب الاخرى.. لقد اعتمدت هذه التجارب على عدالة القضية وعلى الانسان وعلى الدعم الشعبي والرأي العام العالمي والتنظيم المناسب لتعبئة الجماهير وتنظيمها وتوحيدها وتسليحها واطلاق مبادرتها وتجريئها على الدفاع عن النفس والوطن ضد العدوان والاحتلال.. وبهذه الاساليب والآليات استطاعت المقاومة الشعبية ان تجد الاجابات المناسبة في مواجهة التقنية المتفوقة لأكثر الجيوش العصرية قوة وتطورا. ليس هذا فحسب وانما ايضا على امتلاك فن القتال المناسب استراتيجيا وعملياتيا وتكتيكيا. اي تطوير العلم العسكري نفسه وفي كل المجالات.
/6 كان الجمهوريون يراهنون على انتصاراتهم العسكرية في افغانستان والعراق لاقناع الامريكيين والاوربيين بكفاءتهم في حكم امريكا والعالم، فيسلمون لهم زمام القيادة على طبق من ذهب في انتخابات الرئاسة الامريكية التي اجريت في نهاية عام 2008م، ولكن اكتشف كبار الرأسماليين في العالم ان المغامرة الامريكية التي خطط لها وقادها الجمهوريون قد تسببت في خسائر مالية ومعنوية فادحة لأوربا وامريكا ذاتها. وأن البرامج الزمني الذي قدمه قادة الحرب لانهاء كل المعارك ونهب الثروات وتقسيم الدول العربية الذي كان مقررا له عام 2007م، لم ينجز منه شيء ومازالت الجراح النازفة تلتهم الاموال لصالح شركات السلاح فقط.. فالجيش الامريكي تكسرت عظامه في العراق وافغانسان، واصبح عاجزا عن خوض حروب جديدة وغير قادر على اقتحام دولة ثالثة بريا، لا الآن ولا مستقبلاً، وضاع الحلم الامبراطوري مع تمزيق هذا الجيش العدواني في ارض الرافدين وسهول وقرى الافغان... فالخسائر البشرية والمادية تفضح حقيقة الثور المذبوح بأيدي أبطال من ابناء هذه الامة، وبامكانات عسكرية بسيطة جداً، وفي افقر دولتين مسلمتين عانتا حصاراً زاد عن عقدين من الزمن.. وتؤكد الارقام والوثائق ان الحرب في العراق وافغانستان كانت اكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الامريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتى الآن.. لقد خسرت امريكا ما يزيد عن «600 ألف» قطعة من العتاد ما بين دبابة وعربة قتال مدرعة وهمفي ومروحية.. وسقط ما يزيد عن «مليون» عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بأمراض نفسية وامراض الدماغ وغيرها من الامراض.
/7 اما عن الخسائر في المعدات وانظمة التسليح، فقد قدرت دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس في سبتمبر 2007م، أن عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج الى تعويض على وجه السرعة نحو «300 الف» في كل الانظمة الاساسية، خاصة المروحيات دبابات وبرادلي والمدرعات الهمفي والمدافع الثقيلة .. وقال الجنرال «روبر رادين» رئيس قيادة العتاد في الجيش الامريكي ان عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للاصلاح مثل عربات القتال وبرادلي ودبابات ابرافر وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005م، «20000» قطعة، وفي عام 2006 «33» الف قطعة، وفي عام 2007م بلغت حوالى 47 الف قطعة من المعدات خضعت للاصلاح. ووفقاً لمكتب الميزانية بالكونغرس عام 2006م فإن النقص في المعدات نتيجة التدمير كالتالي:
أ/ 13 الفاً من المركبات سريعة الحركة ومتعددة الاغراض «همفي».
ب/ 32 الف مركبة تكتيكية متوسطة.
ج/ 7.600 مركبة تكتيكية ثقيلة.
وفي نهاية عام 2006م بدأت عمليات نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة الى مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للاصلاح. والكثير من المعدات الامريكية تعطلت بسبب الاجهاد والاهلاك والحركة كرا وفرا في ارض المحرقة واستنفاد الطاقة المحددة لها.. ففي جلسات استماع بالكونغرس في يناير 2007م، قال الجنرال «تشارلز اندرسون» مدير تطوير الجيش امام اعضاء اللجان الفرعية لجاهزية القوات الجوية والبرية: قال: ان الحرب اجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهل، حيث تعمل بمعدل يتجاوز «خمس مرات» المعدل المقرر لها، والشاحنات بمقدار «ست مرات» ونفس الامر مع المدرعات الثقيلة، كما ان المروحيات استهلكت حيث تطير بمعدل يزيد خمس مرات عن المقرر لها.. ونسبة اخرى من المعدات تعطلت بسبب ظروف التشغيل القاسية والظروف البيئية العراقية المقاسية.
/8 لعبت العبوات الناسفة، هذا الاختراع البسيط جداً، دوراً متميزاً في تفجير الجيش الامريكي وتدمير معداته وقتل جنوده، ووقف الجيش الغازي والمسلح بأحداث التقنيات حائراً لا يدري ماذا يفعل امام هذا السلاح البدائي، فقد رصدت الميزانيات ووضعت الخطط لمكافحة عمليات النسف هذه، ولكنها كلها باءت بالفشل. وفي دراسة لخدمة أبحاث الكونغرس حددت في 2006/9/25م، حول العبوات الناسفة في العراق فإن ما تم انفاقه منذ عام 2004م الى عام 2006م لتمويل جهود يائسة لمكافحة العبوات الناسفة بلغ «6.1 مليار دولار».. انفقت في تمويل عدة هيئات متخصصة للبحث عن تقنيات تساهم في الكشف عن العبوات بما فيها الطائرات.
وعندما عجزوا قرروا تخصيص طرق مؤمنة خاصة لترك المعدات.. ومع تصاعد عمليات تفجير المعدات على الطرق تم تأسيس صندوق للانفاق على برامج تساعد في مواجهة العبوات الناسفة، خصص له مبلغ «20 مليار دولار من عام 2006 والى عام 2010م، ولكن حتى الآن مازالت العبوات الناسفة تحصد المعدات الامريكية في العراق وافغانستان.
/9 أعدت وزارة الدفاع الامريكية تقريرا للكونجرس في عام 2006م، قالت فيه: ان «20%» من اسلحة ومعدات الجيش تم إرسالها في بداية الحرب الى العراق، وقدر مكتب المحاسبة بالكونغرس ان عدد المعدات التي تم ارسالها الى العراق بلغت «750 الف قطعة» كالآتي:
أ/ «20%» من اسطول المروحيات دفع به الى العراق وافغانستان.
ب/ «9%» ما يعادل 550 دبابة ابرامز من مجموع الترسانة للجيش الامريكي دفع بها الي العراق.
ج/ 20% من ترسانة العربة المقاتلة سترايكر.
د/ 57.400 شاحنة من مجموع 300 الف اي ما يعادل 20%.
ه/ 23.800 في البداية تم نشر هذا العدد من الهمفي ثم تم فيما بعد إرسال كل ترسانة الجيش الامريكي.
ومنذ العام الاول للحرب في العراق يتم شحن ثلثي المعدات الى الولايات المتحدة بسبب ما اصابها من تدمير واعطاب مع عمليات غيار القوات، وتذهب القوت الجديدة بأسلحة جديدة، اي ان معظم اسلحة الجيش الامريكي تم شحنها الى مناطق الحرب لتذوق التدمير او الاعطاب، فتبقى هنالك المدمرة وتعود المعطوبة للاصلاح. وجدير بالذكر أن تبديل وغيار القوات يتم دوريا كل 12 او 15 شهرا..
/10 بلغ اجمالي ما تم انفاقه على عمليات الاستبدال والاصلاح ونقل المعدات المدمرة والمعطوبة الى الولايات المتحدة خلال الفترة من 2004م، الى 2010 بلغ مبلغ 536 مليار دولار، بمعني ان الجيش الامريكي جدد معداته التي خسرها في العراق وفي افغانستان «ست مرات» تقريبا، اي استنفد ترسانته العسكرية بنسبة 120%. وكان أبلغ تعبير عن حجم الخسائر في معدات الجيش الامريكي ما حدث في يولو 2006م عندما أرسل النواب الديمقراطيون خطابا الى الرئيس «بوش» الابن، قالوا فيه إن ثلثي «66%» الالوية المقاتلة في الجيش غير مستعدة للنضال بسبب النقص في المعدات. وقالت دراسة للكونغرس الامريكي صدرت في 2 سبتمبر 2010م، ان الكونغرس وافق مع حلول عام 2010 على تخصيص مبلغ «1.291 ترليون دولار» منذ الهجوم في 11 سبتمبر 2001م لتمويل الحربين، منها «802 مليار دولار» للعمليات في العراق، «455.4 مليار دولار» للعمليات في افغانستان، ومبلغ «28.6 مليار دولار» لتعزيز الامن، ومبلغ «8.6 مليار دولار» للرعاية الصحية للمحاربين القدماء المصابين في الحربين.. فالانفاق العسكري وما ترتب عليه كان العامل الاساسي وراء الازمة الاقتصادية التي ضربت امريكا، لقد كتب «جوزيف ستيجلتس» والحاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2000م و«ليندا بالمز» الاستاذة بجامعة «هارفارد» مقالا في واشنطن بوست يوم 5 سبتمبر 2010 م قالا فيه: إن تقديراتهما السابقة للحرب التي وصلت الى 3 تريليون دولار تقل عن الحقيقة بعد اضافة بنود اخرى كانت غائبة، وعليه فإن التكلفة الحقيقية للحرب قد تزيد عن 6 تريليونات دولار.
/11 وفقا للاحصاءات الرسمية للبنتاجون فإن عدد القتلى العسكريين الامريكيين حتى نوفمبر 2010م قد بلغ 5798 قتيلاً، وعدد المصابين قد بلغ 31.935 مصاباً في العراق، وفي افغانستان بلغ عدد القتلى 1389 قتيلا وعدد المصابين 9.095 مصاباً.. ولكن وزارة وزارة شؤون المحاربين القدماء اكدت رقما آخر مخيفا حيث ذكرت ان عدد القتلى في الجنود الامريكيين منذ حرب الخليج عام 1991 وحتى عام 2007م قد بلغ 73 الف قتيل، وقالت إن عدد المصابين في العمليات الحربية قد بلغ 1.6 مليون مصاب، وان هذا العدد من القتلى والمصابين يمثل نصف قوات الجيش الامريكي الذي تم نشره في العراق وافغانستان.. واما عدد الجنود الذين خرجوا من الخدمة واصيبوا بالعجز والاعاقة وتقاضوا اعانة بسبب العجز من وزارة المحاربين القدامى بلغ 500 ألف ضابط وجندي. وقد أكد تقرير من وزارة شؤون المحاربين القدامى أن اكثر من 58 الفاً من الضباط والجنود الذين خدموا في العراق وافغانستان فقدوا السمع تماماً.. وان اكثر من 70 الفاً من الجنود مصابون بطنين في الاذن تترتب عليه متاعب عصيبة وفقدان السمع تدريجيا، كما ان عدد الجنود الذين انهوا خدمتهم في العراق وفي افغانستان واصيبوا بالاكتئاب وضغوط ما بعد الصدمة واصابات المخ الارتجاجية بلغ 630 الفاً حتى سنة 2007م، وفق ما جاء في دراسة لمؤسسة راند بعنوان «الجراح غير المتطورة للحرب» (INVISIBLE WOUNDS OF WAR) حول الاصابات غير المتطورة للجنود التي لا تكتشفها اجهزة الاشعة رغم خطورتها.. والناتجة عن تفجير المركبات على الطرق بالعبوات الناسفة والقذائف. وأكدت الدراسة ان من بين 1.64 مليون عسكري تم نشرهم في العراق وافغانستان منذ بداية الحرب وحتى اكتوبر 2007م وأصيب 300 الف جندي بما يسمى ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد، واصيب 320 الف جندي باصابات المخ الارتجاجية ونسبة المصابين بامراض الدماغ تصل الى 830 الف جندي تقريباً.
ويترتب على هذه الاصابات فقدان الذاكرة والانتحار وسلوكيات عدوانية وممارسات غير طبيعية تجاه اسرهم ومجتمعهم.
/12 ومن الظواهر التي لفتت الانتباه انتشار الانتحار وسط الجنود الامريكيين اثناء الخدمة وبعد الخروج منها، وتشير الاحصاءات العسكرية إلى ان افراد الجيش الذين انتحروا في عام 2009 زاد على عدد الجنود الذين قتلوا نتيجة العمليات الحربية في كل من العراق وافغانستان حسب دراسة «CONGRESSIONAL QUARTERLY» وفي جلسة خصصت لمناقشة هذا الموضوع اعترف الجنرال «بيترشيا ريلي» نائب رئيس هيئة الاركان امام قادة الجيش في البنتاجون بزيادة حالات الانتحار، وقال: «نحن نشهد زيادة مزعجة حقاً في زيادة الانتحار ولكن لا نفهم سببها ونبذل اقصى جهد لدراستها والسيطرة عليها». وقال السيناتور باتي مواري ان عدد محاولات الانتحار للمحاربين المتقاعدين من حربي العراق وافغانستان بلغت نحو 12 الف حالة سنويا.. وانتقدت «موراي» وزارة شؤون المحاربين القدامى واتهمتها باخفاء الارقام الحقيقية.. وأكدت أن هؤلاء المرضى قنابل موقوتة تمشي في الشوارع لعقود قادمة.. واعترف نائب وزير شؤون المحاربين القدامى خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، وقال: إن الوزارة عينت 17 الف موظف في قطاع الصحة العقلية لمواجهة تضخم عدد المحاربين المرضى.. هذا ولم يقتصر الانتحار على من ذهبوا الى العراق وافغانستان، بل امتد الى القواعد العسكرية في الولايات المتحدة، لقد شهدت قاعدة «فورت هود» في وسط تكساس وهي اكبر قاعدة عسكرية في العالم ومنها يتم إرسال الجنود الى العراق وافغانستان، انتحار 11 عسكريا خلال عام 2009م، وهي ذات القاعدة التي شهدت قيام الضابط الامريكي من اصل عربي «نضال مالك حسين» بفتح النار على الجنود الامريكيين وقتل 13 واصاب 31 عسكريا امريكيا آخرين..
/13 كشفت دراسات ميدانية ارتفاع نسبة وفاة الجنود الذين حاربوا في العراق وافغانستان نتيجة ارتكاب حوادث السيارات والدراجات النارية جراء الامراض ا لنفسية والاكتئاب.. وان اكثر من 1000 محارب في كالفورنيا تحت سن 35 عاما قتلوا في الحوادث بسبب سلوكياتهم العدوانية وميولهم الانتحارية خلال الفترة من 2005م الى 2008م، كما اكدت دراسة اجرتها مجلة الطب العسكري في 2007م سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وافغانستان في مستنقع ادمان الخمور.. كما هرب آلاف الجنود من الجيش الى كندا.. بسبب الرعب الذي شاهدوه او سمعوا عنه في العراق وأفغانستان.. وفي احصاءات البنتاجون بلغ عدد الهاربين 40 الفاً من كل افرع الجيش، وانضموا الى المجموعات الرافضة للحرب..
/14 أما عن الخسائر البشرية في المتعاقدين وفقاً لدراسة متخصصة فإن عدد المصابين من الامريكيين المتعاقدين في العراق وافغانستان بلغ 44.152 شخصاً، منهم 16 الفاً اصاباتهم خطيرة بواقع 36023 في العراق و 8129 شخصا في افغانستان.. ومن المعروف أن وزارة الدفاع الامريكية وحدها توظف 250 الفاً من هؤلاء المرتزقة في منطقة العمليات وفقاً لتقرير صدر عن الكونغرس في يوليو 2010م.. وبسبب هذا العدد الضخم من المتعاقدين والمرتزقة الذي يفوق عدد القوات المقاتلة بمقدار الضعف.. اشارت الاحصاءات إلى أن عدد القتلى منهم تفوق على عدد القتلى العسكريين منذ بداية القتال.. بالرغم من الارقام المذكورة عن عدد المرتزقة الذين عملوا جنبا الى جنب مع قوات الغزو والاصابات التي لحقت بهم من جراء القتال، تظل هذه الارقام مشكوكاً في صحتها لاعتبارات سياسية وامنية وعسكرية، ولم تصدر عن الجيش الامريكي احصاءات كاملة عن الاصابات في افراد الشركات الامنية الخاصة، ولا عدد الهجمات التي تتعرض لها القوافل التي يحرسونها.. وتقول «فكتوريا واين» التي كانت مساعدة رئيس ادارة اعادة البناء بقوات سلاح المهندسين الامريكي «ان الجيش كان يحذف الارقام التي كانت تكتبها» واضافت «واين» التي عملت في العراق لمدة عامين ونصف العام.. انها عندما احتجت على اخفاء ارقام القتلى والمصابين باعداد كبيرة، قيل لها انها اخبار سيئة يفضل عدم نشرها..! ووفقاً لبيانات ادارة اعادة البناء.. فإن شركة «أرمر جروب» البريطانية نظمت 1184 قافلة في عام 2006م، وبلغ مجموع ما ضرب منها «450» قافلة معظمها بعبوات ناسفة على الطرق، بالاضافة لقذائف المورتر والاسلحة الرشاشة.. وتعرضت قوافل الشركة الى 293 هجوماً في الشهور الاربعة الاولى من عام 2007م.
/15 ان المقاومة الشعبية «الحرب وسط الشعب» في كل من العراق وافغانستان اعتمدت على عدالة القضية، وعلى الانسان وعلى الدعم الشعبي والرأي العام العالمي والتنظيم المناسب وتعبئة الجماهير وتوحيدها وتسليحها واطلاق مبادراتها وحثها على الدفاع عن نفسها ووطنها ضد العدوان والاحتلال، واستطاعت أن تجد الإجابات المناسبة في مواجهة التقنية المتفوقة لأكثر الجيوش العصرية قوةً وتطوراً.. وأن حرب العراق أعادت الاعتبار لدور الانسان والابداع الانساني في حل اشكالات التفوق «العبوات الناسفة» واحيانا من خلال اكثر الاساليب بدائية، ولكن مع كسب الشعب والاعتماد على الله سبحانه وتعالى وعدالة السماء وعدالة القضية وروح الاحتمال والصبر والتضحية والعمل الدؤوب.
المراجع:
/1 مؤامرة تقسيم الوطن العربي محمد ابراهيم بسيوني.
/2 فن علم الحرب منير شفيق.
/3 الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق محمد حسنين هيكل.
/4 موسوعة الاستراتجيا تيري دي مونبريال وجان كلين.
/5 حروب القرن الواحد والعشرين أينيا رامونيه.
/6 33 استراتيجية للحرب - روبرت غرين
/7 الحروب العدوانية أداة للتوسع والهيمنة العماد: علي محمد حبيب محمود «مركز الدراسات الاستراتيجية».
/8 بعض الدراسات والأوراق والبحوث والتقارير الصحفية.
خبير وباحث في الشؤون العسكرية والسياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.