العلاقة بين حزبى المؤتمر الوطنى والاتحادى الديمقراطى المسجل جناح الدقير ظلت فى تطور مستمر منذ منتصف تسعينيات القرن الماضى حينما قرر زعيم الاتحاديين حينها الشريف زين العابدين الهندى العودة لارض الوطن بعد ان قال قولته المشهورة (البلد تتآكل من اطرافها وانه لابد من العودة لها قبل ان تتآكل من احشائها) ومنذ ذلك الحين ظل الحزبان يلتقيان فى كل حكومة يتم تشكيلها حتى اضحى الاتحادى المسجل عضوا دائما فى منظومة الاحزاب القومية المتحالفة مع المؤتمر الوطنى لدرجة ان الاخير افرغ بعض دوائره الانتخابية فى الانتخابات الماضية حتى يدخل عبرها منسوبو الاتحادى المسجل . ومشاركة الاخير فى الحكومة العريضة الى جانب الحزب الحاكم وبعض الاحزاب تشير الى ان حزب الدقير لم يعد يكترث لامر مكوث الوطنى فى السلطة لاطول فترة وان سطى على الحكم عبر انقلاب وقتل الديمقراطية كما تشير الاحزاب المعارضة الاخرى التى مازالت على موقفها من الحزب الحاكم فى وقت ظلت تتشدد فيه على ضرورة اسقاط النظام وتفعيل كل التحالفات من اجل النيل منه وكان آخر مجاهدات القوى السياسية المعارضة ما يعرف بالتحالفات السياسية والتى ووفقا لتأكيدات منسوبيها تاتى كضرورة قصوى للتعامل مع الراهن السياسى للبلاد فى وقت تشهد فيه تطورات وتعقيدات كثيرة . وتطور العلاقة بين الحزبين وفقا لمراقبين جعل المواقف تتوحد رغم تعدد حتى الالسن بشان هذه المواقف داخل الحزب الحاكم مما جعل جل الامور تاخذ منحى التطبيع الهادئ البعيد عن المشاكل والتشاكسات . وبما ان الاتحادى المسجل لم يأتِ للمشاركة فى الحكومة عبر اتفاقية سياسية كالاتفاقيات التى انهارت بعضها كاتفاقية القاهرة وابوجا وحتى نيفاشا الا انه ظل منصهرا مع المؤتمر الوطنى دون حدوث ما يعكر صفو العلاقة بين الجانبين وعن موقف المسجل مع الوطنى قدمت الاستاذة اشراقة سيد محمود مرافعة قوية بجامعة السودان امس الاول اكدت من خلالها ان مشاركاتهم المستمرة فى السلطة تأتى من منطلق وطنى وان السودان يمر بمنعطفات خطيرة تتطلب منهم ان يكونوا قدر التحدى فى وقت وصفت فيه خلافات الاحزاب الاخرى مع الحزب الحاكم بالبالغة التعقيد . واضافت ان هنالك احزاب تنطلق من نظريات الوسط وعندما يحدث بين السودان وجنوب السودان من مشكلات ترى اشراقة سيد محمود انهم ينظرون اليها من واقع ان دولة الجنوب تعمل على تنفيذ مخططات خارجية وانهم فى الاتحادى المسجل يرفضون ذلك . واكدت انهم حينما وقعت نيفاشا كانوا يحلمون بان تعمل الحركة الشعبية التى انفردت بحكم الجنوب للوحدة الى جانب السودان الا انه وللاسف لم تعمل لذلك مقدمة ترافعات كبيرة بالنسبة للحزب الحاكم فى وقت لم تسلك فيه منهاج الاحزاب الاخرى والتى من بينها الاحزاب المتحالفة مع الوطنى. وتطرقت اشراقة بالحديث لما قامت به دولة الجنوب من اعتداءات متكررة على جنوب كردفان والنيل الازرق فى وقت قالت فيه انهم فى الاتحادى المسجل سيعملون جنبا الى جنب مع القوات المسلحة والعمل على نصرتها وانهم كحزب حليف للوطنى سيظلوا يتعاملون معه من واقع شراكة وصفتها بالقوية فى وقت قطعت فيه امام طلاب جامعة السودان عبر تظاهرة الاسبوع الثقافى الطلابى والذى عبره اقام الطلاب الاسلاميون الوطنيون ندوة سياسية حاشدة تحدث فيها الى جانب القيادية بالاتحادى المسجل اشراقة سيد محمود القيادى بالمؤتمر الوطنى ربيع عبد العاطى قطعت بان الاتحادى المسجل سوف يخرج عن ما اسمته بالحكومة العريضة حال ان قبل الحزب الحاكم بالتفاوض مع دولة الجنوب دون ادنى اي شروط . وزادت اشراقة انه لابد من اخراج كل منسوبى الجيش الشعبى فى جنوب كردفان والنيل الازرق وطرد الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبى من السودان نهائيا قبل الذهاب الى جولات التفاوض . لم يشارك اى من الاحزاب الاخرى حتى المتحالفة مع الوطنى فى ندوة طلاب جامعة السودان غير الاتحادى المسجل رغم ان التبريرات كانت مقبولة بعض الشئ الا ان هذا ان دل انما يدل على ان هنالك علاقة بين الحزبين لا يعكر صفوها ما يحدث من تطورات سياسية كثيرة .وفى معرض حديثه فى ندوة امس الاول اكد القيادى بالمؤتمر الوطنى ربيع عبد العاطى ان ماتمر به البلاد من تحديات يتطلب تعاملا من نوع خاص سيما فى ظل وجود ما سماه بالطابور الخامس . وقال ان المنهج القادم منهج جديد وانهم مع قوى الاجماع الوطنى سيكسرون طوق اى عصيان سياسى مضيفا ان معركتهم مع المتمردين مستمرة وقال وا (اسفاه ) ان هنالك وطنيين يدعون الوطنية ويعملون على تفتيت وحدة السودان وانهم اى (المعارضة) تعول على القرار 2046 للنيل من السودان وفقا لما ذهب اليه عبد العاطى الذي عرج الى الحديث حول هجليج وابيى قائلا ان اى منطقة من هاتين شمالية وستظل شمالية خاصة ابيى ووجد حديث ربيع عبد العاطى ومن بعده اشراقة سيد محمود ترحيبا بالغا خاصة من طلاب المؤتمر الوطنى والاتحادى المسجل فى وقت اختفى فيه طلاب الاحزاب الاخرى حينما فتحت فرص النقاش التى لم يتحدث فيها غير طلاب الحزبين مما يدل وفقا لمراقبين على ان هنالك تواصل وحميمية بين هذين الحزبين وان ما بينهما من تحالف فى طريقه للقوى خاصة فى ظل ظهور ما يسمى بالتحافات السياسية التى تبنتها الاحزاب المعارضة عبر ندوة تخليد التيجانى الطيب الثلاثاء الماضى . على كل تظل العلاقة بين الحزب الحاكم ومشاركيه السلطة علاقة قد تحكمها المصالح وتفرضها المصلحة الا ان ما بينه والاتحادى المسجل تحمكه الكثير من المتداخلات مما يجعل بعض الاستفهامات تطل عبر نافذة التحليلات عن سر ومتانة علاقة الوطنى بالاتحادى المسجل . وهل اصبح الاخير مؤتمرا وطنيا كما تساءل احد المشاركين ؟ ام ان الامر لا يعدو عن كونه ناتج لمرحلة وعي متقدم للحزب الاتحادى والذى اكد عبر منسوبته اشراقة سيد محمود انه قبل بالمشاركة فى الحكم وترك الصراع السياسى المسلح والمهادن رغبة فى تهيئة الناخ السياسى فى البلاد لمزيد من الحوار وصولا الى الوفاق السياسى المطلوب .