Fagir Ahmed [[email protected]] قبل عامين أو زد عليه قليلا كتبت رسالة ضافية لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني داعيا الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل الي ضرورة التصالح مع الواقع وبالتالي التوافق مع المؤتمر الوطني علي مسلمات وطنية تعصم بلادنا من ويلات الانشطار و تحقق تطلعات شعبنا في الامن و السلام و الاستقرار. قلت في تلك الرسالة أن مولانا السيد محمد عثمان كلما تحرك قوميا كلما تمدد دينيا و سياسيا و كلما تدثر حزبيا كلما تراجعت أسهمه ، عليه، يجب أن يغلب مولانا البلد علي أهواء المتنطعين من قادة حزبه ممن أستهوتهم تحالفات معادية لمصالح ببلادنا و توجهات قواها الحية و الغالبه .دعوت مولانا أن يقبل علي المؤتمر الوطني الذي يشارك مولانا شخصيا و حزبه في توجهاته السياسية و الدينية و أمتدادته الاقليمية‘ و جماهيره . كان راي في ذلك الوقت أن يتحلل الحزب من تحالفه مع الحركة الشعبية و أرتباطه بقوي التجمع و يخوض إنتخابات 2010 متحالفا مع المؤتمر الوطني بل و حددت النسب التي يجب التراضي عليها. رسالتي تلك أغصبتك بعض الذين يسمون أنفسهم صقور الحزب ، من ما دعاني لكتابة مقال في الصحف داعيا مولانا لحل الحزب الاتحادي الاصل و طرح نفسه كشخصية قومية . في ذلك المقال ، قلت لمولانا( الحزب يضر سيادتكم ، يعطل حركتكم ، يقزم دوركم الوطني و يجركم الي الوراء . قلت له الحزب يتآكل و تتراجع قواه في خضم حرب البسوس الاتحادية لأن الذين يرفضون الوفاق و يعشقون المعارضة لا يعرفون الحزب إلا كنتينا و السياسة سوق ويح بلادنا من علم لا ينفع و من قلب لا يخشي و من نفس لا تشبع و من ساسة لا يرعوي). كان رأي لو تحلل مولانا من الحزب كشخصية دينية و وطنية مسخرا علاقاته مع أرتريا، مصر و السعودية و علاقاته الداخلية مع الطرق الصوفية و نفوذه علي مريديه في الشمال و الشرق لساهم بفعالية في أستقرار أوضاع السودان ، تنميته ، نظامه السياسي و رفاهية شعبه. لم يستجب مولانا لدعوتي ( التصالح مع الحزب الحاكم أو حل الحزب الاتحادي ). لم انتظر كثيرا فقد كنت مقتنعا بما طرحت و كتبت إذ أعلنت إنضمامي للمؤتمر الوطني عضوا عاملا في صفوفه .و ظل مولانا قريبا من المؤتمر في كثير من القضايا ، معتدلا في معارضته ، متحفظا علي سياسيات حليفتهم الحركة الشعبية و محتفظا بمسافة من قوي التجمع الوطني. في المقابل ، تشكلت قناعة لدي قيادات المؤتمر الوطني ، أن مولانا الميرغني هو الاكثر تميزا بين قدامي القادة من زعماء المعارضة . عرف مولانا كشخصية متوازنة ، قليل الشغف بالاعلام ، هادئ الطبع ، حاضر البديهة ، وافر الدعابة ، سلس الحوار ، سهل المران و حريص علي لملمة أطراف هذا الوطن. قدر المؤتمر الوطني كل هذا لمولانا ، حرص علي مشاركته و صبر علي عناء حوار طويل كلل بموافقة الحزب الاتحادي الديمقراطي علي المشاركة في تحمل مسؤولية المرحلة مع الحزب الحاكم المؤتمر الوطني .هذة الشراكة يجب أن تؤسس علي قواعد ثابتة من الثقة و التوافق حول جملة من القضايا تتفق و مقتضيات المرحلة من توحيد للجبهة الداخلية ، تخفيف للغلاء ، تجويد للاداء و ضبط لجهاز الدولة للايفاء ببرنامجنا الواعد بالخدمات ، العدالة، الرفاهية، الشفافية ، النزاهة و حكم القانون و تعظيم دور الرقابة . هذة المرحلة لا تتحمل الفشل ولا تقبل أنصاف الحلول و لا المجاملة في المصالح العليا للدولة .هذة الشراكة تحتم علي الحزبين أن لا يقدموا إلا القادرين علي النهوض بأعباء المرحلة كفاءة ، علما ، معرفة ، تجربة و خبرة حتي نعبر ببلادنا الي بر الامان و يجني شعبنا ثمار شراكة طالما عول عليها خيرا كثيرا.