مشهد غريب شهده مسجد الدويم العتيق قبل يومين عقب صلاة العصر،وذلك عندما طلب امام المسجد من المصلين التبرع بالمال لشراء الكهرباء للمسجد ،نسبة لعدم وجود ميزانية أو التزام أى جهة بسداد قيمة الكهرباء. عدد من المصلين استنكروا استجداء المصلين لسداد فاتورة كهرباء المسجد ،وتساءلوا عن دورالجهات المختصة وفى مقدمتها الأوقاف الاسلامية باعتبار أن المساجد تقع تحت مسؤوليتها مباشرة ، حيث يرون أنها تتحصل مبالغ طائلة من ايجارات العقارات الوقفية تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات فى الشهر الواحد؟ وقد حملها البعض المسؤولية كاملة بل هناك من اتهمها بالتهرب من القيام بواجبها تجاه المساجد أو حتى المساهمة بنسبة معينة من المال شهريا لتغطية منصرفاتها وفى مقدمتها خدمتى المياه والكهرباء . أحد أئمة المساجد ذكرفى حديث ل«الصحافة» أن لجان المساجد فوجئت قبل فترة بامتناع شركة الكهرباء بالمحلية عن بيع الكهرباء لمساجد الدويم بسبب مطالبات مالية قديمة تعود الى أكثر من 20 عاما ،حيث بلغت جملة المبالغ التى طالبت بها الشركة كما ذكر لمسجد واحد فقط أكثرمن 5 ملايين جنيه ،وقال ان الأمر كان محبطا للجميع وقوبل بكثير من الاستغراب والاستنكار، وأكد أن هذه المشكلة لم تجد الاهتمام اللائق من المسؤولين خاصة الجهات ذات الصلة رغم الشكاوى التى تقدمت بها عدد من لجان المساجد. الكثيرمن المصلين لم يعفوا لجان المساجد من المسؤولية ،حيث ذكروا أن اللجان ظلت صامتة على مايحدث من تهميش واهمال خلال السنوات الماضية ، وقالوا انه كان عليها أن تطالب بحقوق المساجد وتصرعلى استردادها ،مشيرين الى أنه حق أصيل وليس منحة أو هبة تقدم وفق أهواء بعض المسؤولين فى الجهات المتصلة بالأمر على حد قولهم . أسئلة عديدة طرحها الكثيرون والمتابعون لقضايا المساجد بالدويم وبالولاية عامة ، على رأسها أين تذهب الأموال التى تتحصلها الأوقاف من العقارات ؟ وماهى أولويات صرف الهيئة ؟ وقدعقد بعض المهتمين مقارنة بين حال المساجد فى عهد الرئيس الراحل نميرى والعهدالحالى حيث ذكروا أنها كانت فى عهد نميرى معفية من رسوم خدمتى الكهرباء والمياه بينما تعانى المساجد حاليا معاناة لم يسبق لها مثيل وأصبحت مدينة ، رغم أن توجه الدولة اسلامى ودعوى. مايدعو لاستغراب الكثيرين هو أن هيئة الأوقاف بالنيل الأبيض زادت قيمة الايجار الشهرى لكل العقارات التابعة لها بداية هذا العام بنسبة 30%، رغم احتجاجات التجار وشكواهم من ارتفاع نسبة الزيادة وعدم مشاورتهم فى الأمر كما كان يحدث سابقا، واتهمها البعض بالتعامل بمفهوم الجباية وليس بالمفهوم الاسلامى الصحيح للأوقاف الاسلامية ،والتى تراعى فيها الجوانب الانسانية ومدى استطاعة الناس وليس بالقهر والظلم كما حدث مع الكثير من المستأجرين كما ذكر عدد من التجار . بعض الأشخاص أرجعوا عدم اهتمام الأوقاف بالمحلية والولاية بأمرالمساجد للخلل الكبيرالذى ظل يلازم أداء الأوقاف فى السنوات السابقة ليس على مستوى المحلية والولاية بل على مستوى القطر بدءا بوزارة الارشاد والأوقاف الاتحادية ،والفوضى التى صاحبت الأداء وتسببت فى ضياع مليارات الجنيهات ،وأن الأمورمرتبطة ببعضها البعض . ولم يستبعد بعض المراقبين أن تكون الفوضى فى الأوقاف الاتحادية قد وصلت الى أوقاف الولايات ،مشيرين الى أن الفترة السابقة تعد من أسوأ الفترات التى مرت بها هيئة الأوقاف على المستويين المركزى والولائى. وزيرالارشاد والأوقاف الحالى خليل عبد الله أكد فى تقريره أمام المجلس الوطنى الثلاثاء الماضى وجود تجاوزات مالية خطيرة و قصور وفساد اداري ومالي بقطاع الأوقاف خلال العام المنصرم، وقال ان تقاطعات ادارية أسهمت في ظهور تلك الاخفاقات ، وقد اكد تقرير الوزير استغلال بعض المسؤولين السابقين بالأوقاف لمناصبهم والتصرف فى أموال الأوقاف مما سبب ضرراً بالغاً ، كاشفاً عن ان احد الموكلين علي الاوقاف قام بتأجير وقف استلم بموجبه مبلغا ضخما كمقدم لم يدخل حساب الأوقاف ،واتهم بعض المسؤولين السابقين بالتسبب فى تدمير هيئة الاوقاف، وأوضح الوزير في بيانه، أن المخالفات شملت تغولاً على صلاحيات مجلس الأوقاف وتغييراً في الأوراق الرسمية . رئاسة الجمهورية كانت قد استبقت تقرير الوزير بقرار من رئيس الجمهورية تم بموجبه اقالة الأمين العام السابق للأوقاف السابق على خلفية تورطه فى ملفات فساد ،كما أن المراجع العام وجه باتخاذ اجراءات ضد وزير الأوقاف السابق وأمين الأوقاف المقال بناء على المخالفات التى تمت خلال فترتهما بالوزارة وذلك تمهيدا لاتخاذ اجراءات قانونية أخرى . لجان المساجد والكثير من المصلين بالدويم والولاية ذكروا أن فشل الأوقاف فى القيام بدور بسيط مثل توفير ميزانية لخدمتى الكهرباء والمياه أمر يدعو للتعجب ويرسم الكثير من علامات الاستفهام عن مآل الأموال التى تتحصلها ،وناشدوا وزير الأوقاف الاتحادى خليل عبد الله بالالتفات الى أوقاف الولايات وذلك بمراجعة أدائها أسوة بالمركز،حتى تقوم بواجبها الدينى والذى أنشئت من أجله .