*الفوز الكبير والغالى جدا الذى حققه صقور الجديان على المنتخب الزامبى بطل أفريقيا يستحق أن نصفه بالاعجاز لأنه فعلا كذلك قياسا على العديد من الجوانب . *فمنتخبنا الذى صال وجال أمس الأول وقهر بطل القارة يفتقد لكافة المقومات والعناصر التى تقود للنجاح وتحقق التفوق ولا يملك شيئا سوى رجال لهم ارادة وعزيمة وحماس و كفاءة جهاز فنى وقدرات مدرب يعرف من أين « تؤكل الكتف» وكيفية صناعة « الفسيخ من الشربات » فقد نجح مازداومعاونوه « مبارك - اسماعيل - دكتور عوض يس - ياسر الكجيك » فى صناعة منتخب من « العدم » حيث جمعوا عددا من الشباب من ذوى المواصفات الخاصة والامكانيات المتعددة ومنحوهم جرعات مكثفة من الثقة والاحساس بأنهم الأفضل ومن ثم وظفوهم بطريقة جماعية ومنحوا كل منهم واجبا محددا ومهاما معينة وشحنوهم بالحماس وغرسوا فى دواخلهم الدافع وأشعلوا النيران فى قلوبهم ومن ثم أدخلوهم لميدان المعركة وطالبوهم بأن يحققوا المستحيل ويقهروا الصعاب ويحطموا القواعد والنظريات العلمية التى تتحدث عن أن النصر لا يتحقق الا « بأوهام » اسمها التحضير العلمى الذى يقوم على الاعداد والتجارب والمعسكرات الطويلة . وهاهى النتيجة تؤكد بطلان وفشل هذه القاعدة والدليل أن منتخبنا الذى انتظم فى معسكر داخلى لم تتعد أيامه الثمانية وكان مُسرحا وجاء اختياره متنوعا ويعتمد على أولاد البلد فى تدريبه و يقوم على الكادر الوطنى وقوامه لاعبون حباهم الله بنعمة الموهبة الفطرية التى لم تنال أى جرعة من الصقل والتنمية ولديهم قدرات طبيعية وليست مصنوعة . فمنتخبنا الذى لم يقم معسكرا خارجيا ولم يؤد تجربة دولية مع المنتخبات الكبيرة وليس من بين نجومه من هو محترف فى الدوريات الأوربية أو الأسيوية أو الأفريقية استطاع أن يقهر ويهزم ويتفوق وبهدفين نظيفين على منتخب زامبيا صاحب الاسم الكبير والشهرة الواسعة والنجومية التى نالها بعد تتويجه بلقب بطل القارة قبل خمسة شهور من الأن وهو المدجج بالنجوم والمدعوم بالخبرة الفرنسية والمكتمل عدة وعتادا والذى ظل فى حالة اعداد مستمر ولم يتم تسريحه ويتقاضى مديره الفنى راتبا قدره ثلاثون ألف يورو والمسنود من دولته ويقف من ورائه كل الشعب الزامبى ويحظى بقدسية فريدة ولم يتعرض لأى هجوم من قلم هناك ولا أحد يستطيع أن يمارس السخرية عليه ولا استفزاز نجومه أو ادارته أو الاستخفاف به والطعن فى كفاءه جهازه الفنى، فبرغم كل هذه الامكانيات فقد نجح صقور الجديان وأبطالنا الميامين فى اجباره على الخضوع والاستسلام وأن يجرعوه هزيمة قاسية فى أول مبارة رسمية له يؤديها بعد تتويجه كبطل لافريقيا. *قدم صقور الجديان بالأمس الأول واحدة من أقوى الملاحم وأشرس المعارك وأبلوا بلاء حسنا وكانوا عند حسن الظن بهم رجالا وأبطالا صناديد لم يأبهوا لنجومية خصمهم ولم يضعوا اعتبارا لاسمه ولم ترهبهم سمعته ، لعبوا معه بمبدأ الندية وعلى طريقة « الكتوف متلاحقة » . فقد قدموا درسا فى الأداء الرجولى المسئول وفى الاستبسال واللعب بالروح القتالية العالية وبتركيز وبتنظيم عالى الدقة وبعزيمة وصلابة ارادة واستطاعوا أن يلغوا وجود زامبيا فى الملعب حيث فرضوا كلمتهم واسلوبهم وقادوا المباراة فى الاتجاه الذى أرادوه لينالوا شهادة الايمان بالوطن وكيفية الانتماء الصادق والولاء الأعمى له وينتزعوا النصر عنوة ويسعدوا الشعب السودانى ويرفعوا هاماته ورؤوسه عاليا ويجعلوا من بلدهم علما واسما ويضاعفوا حجم التفاؤل ويفتحوا صفحة بيضاء جديدة فى وقت أصبحت فيه كافة أبواب البسمات مغلقة والكل يبحث عن مخرج لا سيما وتعقيد مناحى الحياة الأخرى وصعوبتها وضغوطاتها. *كنا فى قمة التفاؤل وانتظرنا وتمنينا وتوقعنا النصر وقد أعلنا التحدى وأكدنا أن النصر سيكون لنا وهذا ما جرى فلم يخذلنا الأبطال و كانوا على قدر ثقتنا فيهم وبهم . فقد كانوا نجوما ونشهد لأى منهم أنه أدى واجبه تجاه الوطن ولم يتقاعس أى منهم واستحقوا جميعا الاشادة على الاجادة. *المحطة الكبيرة و الرئيسة فى انتصار منتخبنا أمس الأول وكلمة السر ومصدر التفوق ومكمن الانجاز هو الكابتن محمد عبدالله مازدا . ونذكر أنه وفى يوم المباراة قد وصفناه بالكرات الرابح فى وقلنا انه سيلعب داخل الملعب وسيكون حاضرا يقدل فى المستطيل الأخضر . فهذا الرجل يستحق وكما طالبنا من قبل أن يبنى له الرياضيون وخاصة عشاق كرة القدم تمثالا من الذهب تكريما له وهو بالفعل يستحق لقب « أيوب » كرة القدم السودانية لأنه منقذها ومصدر بريقها ولمعانها فقد أعاد لها الحياة واجتهد فى تجديدها وتحديثها ورفع شأنها . فما قدمه مازدا للسودان فى كرة القدم لم يقدمه أى مواطن اخر فى كل المجالات والميادين الأخرى . فهو يستحق أرفع الشهادات فى التفوق والنجاح و الصبر على الأذى . واليوم نجدد مطالبتنا بتكريم هذا العملاق المتميز بعد أن أقنع الكل بأنه مدرب شاطر يعرف كيفية الوصول للنجاح بكل الطرق خاصة الصعبة منها . كابتن مازدا أهل للتكريم ويكفى أن نشير الى أنه ظل يعمل وسط أجواء لا تصلح حتى للحياة ناهيك عن الابداع فقد ظل يحاصره المصابون بأمراض الحقد والحسد ومعهم المنظراتية والمتعصبون والمشاترون ولكنه ظل على الدوام يقهرهم ويدحرهم ويهزمهم ويؤكد أن الأفضل والأنسب . تفوق مازدا على الكبار والقدرو وان كان مقياس الكبر هو النجاح فليس هناك من هو أكبر من مازدا فى تاريخ كرة القدم السودانية فما حققه من اضافات وانجازات لم يتحقق لها منذ ميلادها ويكفى أنه نفض عنها غبار السنين وأعاد لها رونقها ومجدها ورفعها للأعالى وقدمها فى أبهى وأجمل صورة وجعل من منتخبنا رقما صعبا يصعب تجاوزه ونجما فى سماء كرة القدم الأفريقية . *التحية للكابتن محمد عبدالله مازدا وهو يرفع هامات الشعب السودانى ويصنع بسمة عريضة على شفاه المخلصين من هذا الوطن والتحية له وهو يصبر ويصبر ويصبر على المناكفات والاستفزاز و تنظير الفلاسفة والفاشلين . *كرموه فهو يستحق وسام الانجاز لأنه حقق الاعجاز والمناشدة هنا لرئاسة الجمهورية عبر الأستاذ محمد الشيخ مدنى.