السلم التعليمي عبارة عن قالب يستوعب المنهج الدراسى الذي يراعي قدرات التلميذ النفسية والذهنية والبدنية والاجتماعية، بجانب الفوارق العمرية لكل مرحلة ، وبهذا الفهم للسلم التعليمي تعد المراجعة ضرورية عقب كل مدة من الزمن تحدد حسب رؤية المختصين. السلم التعليمي المنتهج حالياً تقرر في مؤتمر التعليم العام الأول، فأول نظام تعليمي قام على السلم الرباعي بمعنى «4+4+4» ثم جاء نظام «6+3+3» فى عهد حكم الرئيس الراحل جعفر نميري، وعندما جاءت "الإنقاذ" عُدل السلم التعليمي إلى «8+3» لاعتبارات عدة أبرزها الاستفادة من المنشآت القائمة في توسيع مظلة التعليم، بجانب كسب الوقت ودمج عام دراسي في ثماني سنوات حتى يتمكن الشباب من التخرج في عمر مناسب . لكن لأسباب رأتها وزارة التربية وخبراء تربويون ترسخت قناعة بتغيير السلم التعليمي الحالي «8+3» وإعادة العام الدراسي المفقود وهو أمر سبقتنا اليه دول عربية تتقاطع مع السودان في كثير من المصالح، تتبع نظام التعليم القائم على النظام «12» عاما دراسيا في مرحلة التعليم العام . ولتنفيذ السلم الجديد كان هناك خياران، الأول اضافة السنة الدراسية في مرحلة الأساس ،والآخر في المرحلة الثانوية لتصبح أربعة أعوام بدلاً عن ثلاثة، و يرى مساندو الأول ضرورة قرنها بمرحلة الأساس بعد فصل الثلاثة فصول في المدرسة الواحدة مراعاة للفوارق العمرية، على أن تظل المدرسة تحت إدارة تعليمية واحدة ،وأخيرا أقر المؤتمر القومي للتعليم أن يضاف العام الدراسي الجديد الى مرحلة الأساس ليصبح تسعة أعوام بدلا عن ثمانية،غير أن ترجمة ذلك عمليا تحتاج الى تمويل كبير في الانشاءات والاجلاس وغيره، وأيضا تغيير في المناهج، ولا اعتقد أن الظروف الاقتصادية التي تعيشها الحكومة الاتحادية والمتاعب التي تعاني منها الولايات تسمح بذلك. وثمة أمر آخر انتبهت اليه وزارة التربية بولاية الخرطوم أخيرا يتصل بالعام الدراسي،الذي ينبغي أن لا يقل عن 210 يوم،لكن بعد قرار مجلس الوزراء بأن يكون يوم السبت عطلة رسمية انخفضت فترته الى 180 يوما،أي أن شهرا دراسيا كاملا ضاع على الطلاب،منذ العام 2008،لذا ينبغي تصحيح الأمر حتى تعمل المدارس يوم السبت وتعويض الطلاب الأسابيع التي فقدوها،ونأمل أن تبادر حكومة ولاية الخرطوم باتخاذ قرار في هذا الشأن،وأن تحذو بقية الولايات حذوها،القرار بالطبع ستكون له تبعات مالية وأعباء اضافية على المدارس لكنها محدودة ولا يمكن مقارنتها بخسارة الطلاب أربعة اسابيع دراسية وتربوية. نظرة لصقور الجديان بعد فترة طويلة من الاحباط والأخبار السيئة والمكدرات ،انتشل لاعبو الفريق القومي السوداني "صقور الجديان" مواطنيهم من براثن اللهث وراء لقمة العيش، بقهرهم فريق زامبيا بطل أفريقيا ،رغم التجاهل والاهمال وضعف الاعداد لمنتخبنا الذي فاز بقوة العزيمة والارادة وروح التحدي،لكن ذلك ليس كافيا لمواصلة المشوار..نعم الوضع الاقتصادي غير مريح،لكن ذلك ليس مبررا لاهمال الفريق من الحكومة،والاتحاد العام لكرة القدم الكسيح الذي لم يستطع أن يوفر ما يشتري به كهرباء لانارة مكاتبه. لا أعتقد أن منتخبنا القومي يحتاج الى أموال ضخمة وإنما اهتمام ولو كان وزير الشباب والرياضة هميما ومجتهدا لاستطاع استقطاب موارد تعد منتخبنا بطريقة أفضل،وتشجيع لاعبيه، فرجال المال والأعمال الذين يدفعون مئات الملايين لتسجيل لاعبين للاندية الكبيرة لن يبخلوا على الفريق الوطني، واذا عجزت الدولة عن ذلك فلتحل وزارة الرياضة وتوجه ميزانيتها للفريق القومي، ولا أرى للوزارة وجودا وفاعلية ودورا في التصدي لقضايا الشباب وهمومهم ولا الرياضة .