يحرص شاب عشريني على بيع مياه شرب معبأة بطريقة بدائية على المارة والمتسوقين في موقف جاكسون قبالة كبري الحرية، بعد ان تبددت احلامه في شغل وظيفة حكومية اوخاصة على حد قوله، بينما اكدت وزارة تنمية الموارد البشرية انها تخطط لتمويل صغار المنتجين والعاملين في المهن الحرة حتى تزدهر اعمالهم وذلك بإيجاد صيغ تمويلية مريحة وميسرة. ويتخذ شاب يدعى الجاك والذي درس المحاسبة وادارة الاعمال موقعا بين الحافلات ومركبات النقل المختلفة دون ان يأبه للانتظار تحت لهيب الشمس الحارقة و درجات الحرارة التي تتجاوز الاربعين لساعات طويلة لبيع المياه المعبأة في قوارير بدائية تتسع للترين من المياه. ويرى متعاملون في مجال بيع المياه ان فصل الصيف هو الوقت الانسب لتحقيق ارباح جيدة للهروب من شبح العطالة الذي يحيط بهم منذ التخرج. وارتفع سعر كوب المياه الى 30 قرشا بدلا عن 10 قروش كما كان في السابق نسبة لارتفاع تكاليف موردي المياه والثلج وسط اقبال شديد من المارة والمتسوقين وفقا لافادات بائعي المياه، لكنهم يقولون ان عائد لترين من المياه يبلغ الفي جنيه بعد خصم تكلفة الثلج والمياه. وقال الجاك انه امتهن بيع مياه الشرب بعد ان تخرج في الجامعة ولم يجد وظيفة حكومية بالرغم من انه يطرق ابواب المؤسسات الحكومية باستمرار، كما انه لم يجد معينا له ليظفر بالوظيفة على حد قوله، وذكر انه بالكاد يستطيع توفير حوالي سبعة جنيهات يوميا من عائد بيع المياه لكبح جماح طلبات اسرته الصغيرة بإحدى الولايات النائية. وقال ان عدم تقيد السودانيين بالسلوك الصحي والغذائي الصارم سهل من عملية بيع المياه، لكنه دائما يحرص على تنظيف الاواني المستخدمة. واعتبر الجاك، مشاريع تمويل الخريجين مجرد «فقاعات اعلامية» لااثر لها على الارض وزاد « لاانوي الحصول على قرض فإجراءاته صعبة ومرهقة، كما انه غير مأمون العواقب في ظل ارتفاع اسعار السلع الغذائية وصدور قرار وشيك برفع الدعم عن المحروقات «. لكن وزير تنمية الموادر البشرية، عابدين محمد شريف، قال ان وزارته تخطط لاطلاق حزمة من مشاريع التمويل الاصغر لتخفيف حدة الفقر وسط الاسر الفقيرة والخريجين والشباب، وقال شريف ل»الصحافة» ان وزارته تشهد اجتماعات مكثفة بين البنك المركزي والمصارف وحكومة ولاية الخرطوم لوضع السياسات العامة لعملية التمويل وابتكار مشاريع مدرة للاموال من خلال اشراك خبراء مختصين في مجال الاقتصاد والتسويق. وكان البرلمان قد وجه انتقادات شديدة لسياسات ثورة التعليم العالي وقال ان خريجي الطب والهندسة والزراعة يبيعون (الليمون) بوسط الخرطوم، بعد ان افرزت الجامعات كما هائلا من الخريجين.