* يبدو أن علاقاتنا بالبرلمان لن تتحسن مع أنَّه السلطة التشريعية «بغرفتيه» لكننا لا نلمس له كبير أثر في معيشتنا وصحتنا، وقد انحصر دوره في إجازة القوانين وتمرير السياسات التي يعدّها الجهاز التنفيذي للدولة في المركز أو الولايات حيث تقوم المجالس التشريعية فيها بذات الدور . مع أن البرلمانات في بلدانها التي «قلَّدناها» تحل وتربط وتُسقط الحكومات وتسحب الثقة من الوزراء!!.. ولا يزيد دور برلماناتنا عن «النقَّه» وربَّما إثبات المواقف ضد تشريع ما ثمَّ إجازته كما هو أو تأخيره شيئاً ما قبل بلعه وهضمه.. مثل رفع الدعم عن المحروقات.. وفي هذه النقطة بالذات.. أنا مع رفع الدعم عن المحروقات والذي تأخر كثيراً.. فقد كانت حكومتنا أيام إرتفاع سعر البترول عالمياً تفاخر بأنها تحافظ على سعر الوقود في الوقت الذي زادت فيه معظم دول العالم أسعاره أكثر من مرة!! لكن الضبعة يكسِّروا في راسها وهي تقول «إن شاء الله حِلِمْ..» حتي إذا أصبحت الواطة لقت نفسها في السَهَلَة.. تُجابه واقعاً أليماً يستوجب جراحه عميقة وخطره كان يمكن الإستعاضة عنه بالزيادات المتدرجة الهادئة في حينها.. «فإذا ما الجُرح رُمَّ على فسادٍ تبيَّن فيه إهمال الطبيب» ومن عجب أن يبقي وزير المالية والإقتصاد الوطني في مقعدة ليمارس «تلقيط» رزق اليوم باليوم لإدارة إقتصاد البلاد المأزوم.. وكان الأحري بالحكومة أن تسند أمر الإقتصاد إلي خبير إقتصادي راسخ القدم في مجاله.. لا أدري من هو؟ .. وتبعد هذا «الكرسي الساخن» عن الموازنات الجهويه أو الترضيات القبلية فللسوق أحكام وحكماء . ثمَّ إن الحكومة «شديدة» وبصارتها كتيره وبتعرف أي حاجة. * ونعود للبرلمان وقد إستمرأ الشيخ دفع الله حسب الرسول عضو البرلمان «الدائم» ومقرئ المجلس.. الظهور الإعلامي في صورة المشاتر بمعاركه «الدونكشوتيه» وهنا أنا لا أطعن في مؤهلات الشيخ ولا مقدراته الكلامية، وأقبل فيه بدون أي تحفظ شهادة أخي وصديقي د.عبد اللطيف سعيد والتي قال فيها بفضل شيخ دفع الله وعلمه وزهده وكرمه وبشاشته.. لكن دوره البرلماني في تقديري لا يضيف كثير شئ في حل قضايا الوطن الجوهرية ومعايش الناس اليوميه.. مثل هياجه في وجه وزير الصحة الإتحادي الأستاذ بحر إدريس أبو قرده والذي وضع حال وزارة الصحة على البلاطه أمام البرلمان وأحاط النواب علما ً بأن الحكومة لا تصرف على وزارته لتنفيذ برامجها الطموحة أو المتواضعة إلا النذر اليسير ويتكفل المواطنون بالإنفاق على صحتهم بنسبة 64% وتتولي المنظمات الأجنبية تغطية ما تراه مناسباً لأجندتها المعلنة أو الخفية أو المتوهجة!!.. وصال شيخ دفع الله وجال.. وهاج وماج.. وخبط منضدة المجلس بقبضة يده!! وغادر القاعة محتجاً قبل أن يعيده الأجاويد بقيادة الشيخ الزبير أحمد حسن إلي مكانه.. والسبب «الكَنْدَم» أو الواقي الذكري.. العازل.. صحيفة الصحافة تكتبها «بالذال» العاذل!! وقال «إن وزارة الصحه ظلمت الشعب السوداني وخالفت قرار المجلس الوطني بحظر الكَنْدَم كأسلوب وقائي لمكافحة الأيدز وأن الكَنْدَم يوزع في أوساط الطلاب والشباب والجنود وقال جزاه الله خيراً «إنه في أحد المرات صادف دكتورة ماسكا الكَنْدَم توضح للطلاب يستخدموه كيف!!».. بالله عليكم ده إسمو كلام!!؟.. فعندما يصل الأمر إلي حد ممارسة الجنس خارج إطار الشرعية بالملايين.. «ذكر الشيخ أربعة ملايين كَنْدَم. وفواتير بحوزته لدخول 147 ألف كرتونه كَنْدَم..» هل يكون الحل بتحريم دخول الكَنْدَم أم العودة إلي الأصل الذي يحرِّم الزنا بكَنْدَم أو بدونه.. فالعيب في الدعوة.. وفي التربية.. وفي الفقر .. وفي الإبتعاد عن مكارم الأخلاق وهذه لعمري ليست ضمن مسؤوليات وزارة الصحة ولا توصيفها الوظيفي ومهامها الدستورية!!.. فطلب الإحاطة كان ينبغي أن يوجَّه إلي وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي والإرشاد وربما شرطة النظام العام وجدواها بقانونها المعيب!!.. إنها حكمة البصيرة أم حمد.. التي تعالج العرض وتترك المرض. * الشيخ دفع الله سيضيف لسيرته الذاتية سطراً جديداً يفاخر به.. بعدما أوقف حفل المغنية المصرية «على الطلاق ما بعرف إسمها ولا سمعت غُناها» لكن الشيخ لو نقر على لوحة مفاتيح الحاسوب وكتب «غناء سوداني» لرأي وسمع غناء فنانين سودانيين من الجنسين «يظهرون على شاشاتنا صباح مساء» وهم يغنون في خلاعة ومجون بكلمات شاذة ومقززة وفاضحة.. يا سواق الركشة!!.. ويا...... ساتي!!.. ويا الشريف!!.. حمي الله الشرف والأشراف وأكرم السامعين والقراء الكرام.. إن التركيز على أمر الجنس هاجس قديم إبتكر له البعض ما يعرف بحزام العفة!!.. وهو واقٍ من نوع مختلف ومتخلف.. وما «الخفاض الفرعوني» إلا نوع من هذه العادات الضارة.. وهذا ما يؤيده الشيخ.. ونحن حتى في إستعداداتنا للزواج نركِّز بشكل واضح على موضوع العلاقة الجنسية بين العروسين.. أوضة النوم.. دخان الطلح.. البخور.. الخُمرة.. قمصان النوم.. الدلكة.. الحنة.. الحلاوة!! وكأن الزواج لا يتعدي المعاشرة الجنسية إلي غيرها.. مع أنها لا تستغرق أكثر من «حداشر دقيقة».. عنوان كتاب أوكيلو!!.. * جزى الله السيد مهدي مصطفي الهادي محافظ الخرطوم في عهد مايو، والذي حرَّم البغاء العلني.. فقد كانت شوارع العاصمة المثلثة تمتلئ بالصفوف المتراصة «الضحي الأعلى» إنتظاراً للدخول على «البغايا المرخَّصات».. لم يجد شيخ طنون رحمة الله وسيلةً قانونية تمنع البغاء في منزل يجاوره إلا بعقد حلقة تلاوة أمام البيت يستحي روَّاده من الدخول أمام الحيران فكسد سوق البغايا ورحلن. نهدي هذه التجربة لشيخ دفع الله حتى لا يدفن لحيته ورأسه في التراب. والتحية للأستاذ بحر أبو قردة. وهذا هو المفروض