قال الله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). سورة النحل ، آية (125). ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..الخ ) آل عمران الآية 159 عن بن مسعود رضى الله عنه قال : قال (ص) ( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ) رواه الترمزى. وظيفة شتم المعارضة فى كل مناسبة ومن غير مناسبة ، والعمل الدؤوب للاستهزاء والاستهانة بها ،ووصفها بالعمالة والخيانة، و كلها تهم افتراضية لا يمكن تصورها أو إثباتها ، و هي ضعيفة و خائرة ، و لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى الإيغال في وهم إسقاط الحكومة ، فإن كان هذا حال المعارضة ، فما بال الدكتور نافع ينشغل بها ويضيع وقتا ثمينا فى وصفها ، وإن كانت غير، فلا داعي لهذا المسلك العدواني تجاهها ، فالخير في التفاهم معها وكسب ودها ، إن لم يكن من أجل مصلحة الوطن العليا ، فليكن من أجل مصلحة حزب الدكتور نافع ، أما أن يعتمد الدكتور على ضعف المعارضة ، وعدم خشيته من قدرتها على تحريك الشارع ، فهو أمر لا يمكن الركون إليه ، إذا ما قرر المواطن مجابهة الحكومة فى الشارع، فالشعوب في الدول من حولنا ، والتي صرعت وأسقطت حكوماتها من الشارع ، هذه الجماهير لم تخرجها المعارضة فى تلك الدول بل جاءت المعارضة والتحقت بالجماهير المتقدمة ، حدث هذا فى تونس ومصر واليمن وليبيا ويحدث الآن فى سوريا ، وما يقض جفن الدكتور هو هذا الواقع من حولنا ، لاقدرة المعارضة أو عدم قدرتها على تحريك الشارع ، فى الدول المذكورة فرض الشارع وبقيادات شابة الثورة وقادها وقدم التضحيات ولايزال من اجل المحافظة على استمرارها و ديمومتها و حمايتها. هل المعارضة مسئولة عن الأزمات والاختناقات التي تعيشها حكومة الدكتور نافع ، هل قامت المعارضة بفصل الجنوب ، وفقدت بذلك البلاد ثلث سكانها ومساحتها وبترولها ، وهل كانت المعارضة طرفا فى اتفاقية نيفاشا التى بسوء وعدم كفاءة تطبيقها وصلنا الى هذا ، هل المعارضة مسئولة عن حرب جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وحروبات دارفور ، وهل المعارضة مسئولة عن تردى الخدمات وانقطاع المياه والكهرباء وتردى الوضع الاقتصادي، وتعويم الجنيه ، وهل تبيت النية لرفع الدعم ( المزعوم ) عن المحروقات ، وهل هي المسئولة عن اهدار المال العام في الصرف البذخى و(مد اليد ) الى مال الشعب والاستيلاء عليه ، وهل المعارضة هي من قدمت تقرير المراجع العام ؟ هل يعلم السيد / دكتور نافع كم عدد المنشآت التى تم افتتاحها مرتين ( لزوم المسئول الجديد أو لزوم تذكير المواطن ) ، وهو بلاشك على علم بما دار فى الاقطان والاوقاف وهو على علم بما دار ويدور فى القطاع الصحى وصندوق تشغيل الخريجين وهو على علم تام بأسباب فشل اتفاقية أبوجا (1و2) واتفاقية القاهرة ، وفشل اتفاقية أديس ابابا وتمرد قطاع الشمال بالحركة الشعبية ، وهو يعلم أن علاقات السودان الخارجية مع دول الجوار ومع الاقليم والمجتمع الدولى فى أسوأ حالاتها ، وهو يعلم أن المفاوضات المتعثرة في أديس أبابا تتم تحت التزامات بالقرار 2046 . ما بال هذه المعارضة لا تكترث لاتهامات الدكتور نافع، و اتهاماته المتكررة لها بالعمالة و الارتماء في حضن الاجنبى ، و لا تكلف نفسها عناء الرد عليها ، كأنما حالها يحكى قصة ( العارف عزوا مستريح) ، الدكتور نافع هو مساعد الرئيس للدولة والحزب ، فما قول السيد الرئيس فيما يقوله مساعده ، ما رأى حزب المؤتمر الوطني ، هل هم يوافقون الدكتور في كل أو بعض ما ذهب إليه؟ وبعد ، فإذا كنت ( كنتم ) لاتخاف المعارضة ألا تخاف الشارع ، ألا تخاف الله ؟