تعيش ولايات دارفور الخمس ومناطق غرب ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان هذه الايام حالة من القلق والمسغبة بسبب التوترات الامنية الاخيرة والهجمات التي شنتها بعض فصائل دارفور المسلحة علي طرق القوافل التجارية المؤدية الي مناطق غرب كردفان وولايات دارفور فقد ادت هذه الاعمال الي تكدس قطارات شحن البضائع والعربات التجارية في مدينتي بابنوسة والنهود بعد ان ازدادت عملية نهب وخطف عربات المواصلات البينية بين بعض المدن الغربية ومدينة الابيض مما تسبب في ارتفاع حاد في كل اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات البترولية مما جعل المواطنين في حيرة من امرهم. فيما قال مواطنون وشهود اعيان من ولايتي وسط وجنوب دارفور ان اسعار المواد الغذائية ارتفعت بصورة مذهلة وقال فتحي ابراهيم احد التجار بمدينة نيالا ل«الصحافة » ان سعر جالون البنزين وصل الي خمسين جنيها وسعر جالون الجازولين وصل 35جنيها وازدادت اسعار المواد الغذائية بصورة مخيفة ، مبينا ان الغلاء الذي حصل كبير جدا مقارنة بالاسعار السابقة ، وقال مواطنون من داخل مدينة نيالا ان المدينة ظلت تشهد قطوعات في التيار الكهربائي والمياه منذ فترة طويلة وتنعدم الكهرباء تماما في فترات النهار وتحول سوق نيالا الي ساحة ضجيج بسبب ماكينات الوابورات، وقال أحمد يحي صاحب محلات تجارية في سوق مدينة نيالا ل«الصحافة » انهم اصبحوا لايسمعون رنات جهاز الموبايل للمكالمات الواردة اليهم من شدة الضجيج. ويقول عضو المجلس التشريعي ورئيس لجنة الشؤون الامنية والقانونية بالمجلس التشريعي بولاية شمال دارفور الناظر الصادق عباس في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف ان التوترات الامنية الاخيرة ادت الي ارتفاع اسعار كل المواد الاستهلاكية، موضحا ان سعر جوال الدخن وصل الي 450 جنيها وهو سعر لم يصله من قبل وجوال السكر وصل الي اكثر 280جنيها، مبينا ان حكومة الولاية طرحت اكثر من 10 آلاف جوال ذرة ولكنها نفدت والان بدأت في توزيع بعض المود الغذائية في مراكز داخل المدينة لتخفيف اعباء المعيشة علي المواطنين. واكد عباس ان الامداد الكهربائي تأثر في الايام الماضية بسبب عدم وصول الوقود الي الولاية لافتا الي ان عدم انسياب المواد الغذائية بعد التوترات الامنية الاخيرة في حدود الولاية الشرقية جعل كل المواد تصل بعد فترات بالاطواف الامنية مما ساهم بشكل مباشر في زيادة المعاناة علي المواطنين . وان كانت ولايات دارفور تعاني فان الولايات الكردفانية تعاني ايضا بسبب تكدس الناس والبضائع في حواضرها المتاخمة لدارفور، ويقول معتمد محلية النهود عبدالرحمن الماحي في حديثه مع «الصحافة» عبر الهاتف ان تكدس العربات التجارية والمواطنين في مدينة النهود بغرض انتظار الاطواف المتجهة الي ولايات دارفور والمناطق احدث انواعا من الضغط علي الخدمات الخاصة بالمياه في المدينة الامر الذي يستدعي ان تتوسع المدينة في زيادة الخدمات داخل المدينة، ومع تأكيده على ان محليته و حاضرتها مدينة النهود لها السعة علي تحمل الضيوف العابرين الا انه قال انها تحتاج الي زيادة الخدمات الطبية والمياه، وناشد المستثمرين في النهود باعتبارها مدينة تحتاج الي خدمات استثمارية تتناسب مع مطلوبات الانسان، من جهته يوضح معتمد محلية بابنوسة الدكتور ضو البيت ابراهيم الحاج ل «الصحافة» ان الاحداث الاخيرة التي وقعت في المناطق الحدودية بين ولايات كردفان خلقت تعقيدات في طرق المواصلات وخط السكة حديد الرابط بين بابنوسةونيالا ، واشار الى ان السلطات الامنية في الولاية والحكومة الاتحادية اتخذت اجراءات تحوطية لحماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم المتجهة الي دارفور حتي لاتقع فريسة في ايدي مجموعات حركة العدل والمساواه مما ادي الي حجز القطارات والعربات التي تحمل البشر والسلع والبضائع التجارية في مدينة بابنوسة الي عدة ايام ، مبينا ان مدينة بابنوسة اصبحت مركزا اساسيا لاطواف القطارات والعربات التجارية المتجهة الي دارفور واستضافة كل المواطنين وممتلكاتهم الي ان تتم ازاحة المخاطر، وقال الحاج ان حكومة ولايته بذلت مجهودات كبيرة من اجل الحفاظ علي سلامة البشر والسلع حتى لا تتكرر الاحداث الاخيرة في حدود ولاية جنوب كردفان، واكد ان الاطواف الامنية المتجهة الي دارفور استأنفت عملها الروتيني بعد ان تأكد ان المخاطر قد ازيلت وأن القوات الامنية تمكنت من اجلاء الحركات التي تعترض الطريق. من جهته يقر الدكتور يوسف تبن والي ولاية وسط دارفور فى حديثه ل «الصحافة » ان الحركات المسلحة تسببت في ارتفاع اسعار المواد الغذائية واصبحت مصدر ازعاج امنى فى دار فور، ولكنه نفى وجود اى تدهور امنى على ارض الواقع في ولايته، مبينا ان ازدياد اسعار المواد يضاعف المعاناة علي المواطنين وقال انه عقاب جماعي لكل الضعفاء تمارسه الحركات المسلحة مؤكدا ان حكومة ولايته الان بدأت في طرح كميات من المخزون الاستراتيجي للدخن في كل اسواق محليات الولاية بهدف المحافظة علي اسعار المواد الغذائية من الارتفاع ، واكد تبن ان الحركات المسلحة جاءت من الجنوب فى وقت هام بالنسبة لهم لان كل مناطق دارفور الان تستعد لموسم الخريف مؤكدا ان ممارسة الاعمال العدائية في دارفور فى ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة يكون المتضرر الاول والاخير منه المواطن، وطالب تبن الحركات بان تتوقف عن ممارسة الاعمال العدوانية وتنضم الي عملية السلام. والي ولاية جنوب دارفور حماد اسماعيل حماد ارجع في حديثه مع «الصحافة» تزايد الضغط الاقتصادي الى وجود اكثر من جبهة قتالية في الايام الماضية مبينا ان تعطل الطوف التجارى وتوقف قطارات شحن البضائع فى اكثر من محطة خلق نوعا من الضغط علي المخزون التجاري في كثير من مدن الولاية، لافتا الي ان الأزمة فى طريقها للحل ، واكد انهم كولاية قاموا باجراء الكثير من المعالجات وانهم قاموا بعمل محفظة برأس مال يقدر ب3 مليارات جنيه لشراء السلع الاساسية الخمسة وهى «الارز ، والسكر ، والزيت والدقيق ، والصابون» . وكشف حماد ان ولايته تمتلك مخزونا استراتيجيا جيدا من الممكن ان يجنب الولاية الكثير من التطورات حال حدوثها .