تعددت محاولات ولاية الخرطوم لتخفيف العبء المعيشي على المواطن من خلال الاتجاه لدعم وتخفيض السلع الاستهلاكية في الوقت الذى اشتكى فيه المواطنون من ارتفاع اسعار السلع الرئيسة ، وآخر المحاولات والحلول التي تبنتها الولاية تجربة مراكز البيع المخفض للحد من ارتفاع الاسعار بيد ان تلك المحاولة خفضت الاسعار إلا انها سرعان ما عادت الاسعار في سباقها الماراثوني لتصل الأسعار في تلك المراكز الى حدود مقاربة لاسعار السوق ، على ان الولاية حاولت طرح خيار جديد عبر توزيع السكر في مراكز متحركة ليتم توزيع السكر في بعض الاحياء بمعاونة اللجان الشعبية لتوزيعها الى السكان ، ورغم كل تلك الجهود الا ان الاسعار لم تنخفض ولم تتوفر السلع كما لم تنجح في تخفيف العبء على المواطن ، والآن تجرب الولاية حلولا اسعافية من خلال الاعلان عن مراكز متحركة لتوزيع السلع الأساسية للمواطنين بأسعار محددة لتضاف لنوافذ الاتحاد التعاوني البالغة 207 منفذا اضافة الى نوافذ البيع المخفض الموزعة سلفا ، غير أن الحقائق على أرض الواقع و داخل احياء العاصمة و الاسواق تفيد بغير ذلك فالبعض لم يسمع او يرى هذه المراكز حتى الآن .الصحافة تجولت بانحاء مختلفة من محلية الخرطوم ولم تعثر على اي مراكز متحركة وكانت وجهتنا الاولى الى سوق اربعة ببرى وعندما اخبرنا المواطنين بوجود مركز متنقل هنالك نفوا جميعا علمهم بوجود مركز لتوزيع السكر، وعلى طرف السوق كان يقبع مركز ثابت لبيع الخبز المخفض التكلفة توجهنا نحو المخبز للسؤال عن موقع العربة المتنقلة فاخبرنا احد المواطنين وهو يهم بشراء الرغيف في عجل من امره ليشير الى انه قبل بضعة ايام وقفت عربة لبيع السلع المخفضة في طرف السوق وكان الاقبال عليها ممتازاً من قبل رواد السوق ولكن العربة غادرت الموقع ولم نرها مرة اخرى .ومن برى انتقلنا الى سوق ناصر الذي تجولنا فيه ولكن لم نجد اى اثر لوجود مركز او عربة متنقلة لتوزيع السلع الاستهلاكية فسألنا كل من يقع نظرنا عليه ليعلمونا بعدم وجود اي عربة للسلع بسوق ناصر والمناطق المحيطة بها وعلى طرف السوق يقبع مركز للبيع المخفض وبالقرب منه مركز لتوزيع الخبز ، صادفنا امام المركز مسؤول اللجنة الشعبية بمربع 5و6 سعد الدين كامل الذي ابتدر حديثه والحسرة والهم تبدوان على وجهه قائلا : لم تأتِ اي عربة متحركة لتوزيع السلع في المنطقة وما زلنا نقف في طوابير مراكز توزيع الخبز المخفضة لنحصل على الخبز بعد جهد لجهة الصفوف الطويلة وقلة الكمية المتوافرة، مشيرا الى ان تلك المراكز تعمل على ثلاث ورديات ،وخلال جولتنا بموقف جاكسون ذكر عثمان الطيب احد سكان منطقة الكلاكلة الوحدة انه لم يلمح اي عربة متحركة لتوزيع السلع ولكنه سمع بها في الاجهزة الاعلامية ،مشيرا الى فشل السلطات في ضبط اسعار السلع حيث بات المواطن في حيرة من امره نتيجة الارتفاع المتواصل في اسعار كل السلع الاستهلاكية رغم الحلول المؤقتة التى تطرحها الولاية إلا انها لا تحل قضية، وفي كل من اركويت والكلاكلة اللفة و القوز ومنطقة العزوزاب لم يكن هناك اي مركز متحرك وابدى سكان تلك المناطق عدم علمهم بوصول تلك العربات الى مناطقهم ، لتراوح قضية توفير السلع الضرورية مكانها .