2815 امرأة ترشحت للمشاركة في الانتخابات السودانية تقدمتهن فاطمة عبد المحمود كأول امرأة ترشح نفسها لمنصب رئيس جمهورية بالبلاد رغم دخولها في العقد السادس من العمر إلا ان ذلك لم يضعف حماسها في ان تفكر في قيادة بلد لازال يعاني الفقر والجوع وتفشي الامية والأوبئة. وبروز هذا العدد اذا دل على شئ فانما يدل على المكانة التي تقدمتها المرأة وخروجها من قمقم جهل المجتمع بها واعترافه بانها من الممكن ان تكون مشاركة مؤثرة في قيادة دولة، وتشغل النساء حوالي 16% من اصل 450 مقعداً من المجلس الوطني، ولكن قانون الانتخابات نص على ان تخصص (25%) من مقاعد المجلس للنساء وكانت اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا 2005م قد أقرت بتمثيل 25% من النساء في مقاعد البرلمان السوداني. واشارت كل اتفاقات السلام التي وقعتها حكومة جمهورية السودان مع المعارضة بتمثيل المرأة بالانتخابات. وما اعلنته نتائج التعداد السكاني الخامس من زيادة العدد الاحصائي للنساء جعل النخب والاحزاب السياسية الذكية تركز على استمالة أصوات النساء وجعلهن في قائمة برامجهم الانتخابية، وهذا ما عكسته مشاهد اصطفاف وتكدس النساء بمراكز الاقتراع خاصة في اليومين الاوليين من انطلاق العملية الانتخابية بالبلاد دون ان يصبن بحالة ملل من طول الجلوس وازدحام المراكز.. حتى في ظل انشغالهن باعباء الاسرة والمنزل والابناء. تقول الحاجة آمنة أحمد، ذهبت لمركز الانتخابات في اول يوم مع شروق الشمس قبل ان أتناول «شاي الصباح» خوفاً من الازدحام ولكن مع هذا جلست لمدة ساعتين بالمركز ، وكنت قد شاركت في انتخابات نميري زمان وكنا صغارا في السن لم نبلغ سن الترشيح ولكن والدي طلب مني وقتها ارتداء «الثوب» لأبين كبر سني وبالفعل شاركنا وقتها ولكن الآن عرفنا ضرورة ان نشارك في الانتخابات لان ذلك أحد حقوقنا وحقوق ابنائنا في المستقبل. وتقول أمل محمد موظفة في القطاع العام، انها شاركت في الانتخابات لأهميتها في تغيير سياسة البلاد، وانها لأول مرة تشارك في انتخابات وهي ترى بأن ذلك يرفع من قدرات النساء ويثبت وجودهم واثرهن على المجتمع فقد اعطت اتفاقية نيفاشا نسبة 25% لمشاركتنا في الانتخابات لذا كان لابد من دعمنا للانتخابات وتأكيد احقيتنا في هذه النسبة لنتمكن في المستقبل من رفعها لنسبة 50% ومناصفة الرجال حتى في امور ادارة البلاد ، ففي المركز الذي اقترعت به لاحظت وعي المرأة وازدياد نسبة حضورهن في المركز مما اكد على وعيهن السياسي. لازلنا نعاني من نظرة بعض جهلاء المجتمع، بهذا الحديث ابتدرت سناء الطيب طالبة القانون بجامعة الخرطوم، لتضيف بانه ورغم ما اعطته لنا الدولة من حق في التعليم والتوظيف والمشاركات السياسية وما اعلنته نتائج التعداد من زيادة نسبتنا عن الرجال إلا ان البعض يلح على وضع المرأة تحت وصايته فهي ما تنفك من سيطرة الاب الى الأخ الاكبر ثم الزوج ولكن نعول كثيراً فيما يمكن ان تتمخض عنه نتائج الانتخابات وتغيير موقفنا للافضل لذا شاركت المرأة بوعي كامل لأهمية الانتخابات من اجل حقوقها وتأكيد الموجود منه والبحث عن المفقود. أما فاطمة فضل فترى ان اقبال المرأة السودانية علي الانتخابات ليس جديداً فالتجارب الانتخابية السابقة التي مرت على السودان منذ عام 1965م وهو العام الذي اعطاها أحقيتها في الانتخاب وساهم ذلك في ارتفاع نسبة مشاركتها في عامي 1968-1986م والمشاركة العالية للمرأة السودانية تأتي نتيجة للانفتاح والوعي بحقوق المرأة السياسية فقد تمكنت من الحصول على نسبة 25% من مقاعد البرلمان كما تشهد الانتخابات الحالية بروز أول مرشحة لمنصب رئاسة الجمهورية وتأتي مشاركة النساء أملاً في الوصول لأوضاع سياسية واقتصادية أفضل والمشاركة واجب أملته ضرورة المرحلة المقبلة. وترى هيفاء برير بأن الانتخابات ولأنها حق لأي شخص ينتمي للوطن ويحمل همومه يجب ان يشارك فيها باعتبارها جزءا من حقوق الوطن الواقعة على عاتقه. وفي مركز الاقتراع لاحظت ان اقبال النساء كان بدرجة عالية مما يدل على الحرص الذي اتسمن به نتيجة استيعابهن لحقوقهن الدستورية، وأطلقت على اقدام فاطمة عبد المحمود بالترشح لرئاسة الجمهورية بأنها خطوة جريئة خاصة في بلد كالسودان لازالت تطغى عليه السيادة الذكورية وان هذا يفتح أبواب الأمل لاقدام العديد من النساء للترشح للانتخابات في المستقبل القريب. تقول حليمة محمد ، منذ صباح الاحد الماضي ذهبت الى مركز الاقتراع واعطيت صوتي لمن رأيت انه الانسب لحكم البلاد واقامة حدود الله وشاركت من اجل التأكيد على ضرورة تثبيت حقوقنا بالمجتمع السوداني الذي ظل لفترة طويلة يتعامل معنا كنواقص في المجتمع رغم ان الاسلام اعطى المرأة الحق الكامل في كل شئ وقد كان للمرأة دور عظيم في مركز الاقتراع من حيث الحضور منذ الصباح والكل يعرف أهمية هذا الوقت بالنسبة لربات البيوت خاصة في فترة العطلة الصيفية ووجود الابناء بالمنزل إلا انهن اقتطعن من زمنهن لأجل الوطن.. وفي صف الاقتراع أمس التقينا رشا الحاج، فقالت انها ولأول مرة تختار من يحكم البلد بحرية الاختيار والديمقراطية بل ولأول مرة ستعيش في ظل حكومة ديمقراطية وتأمل ان تتم العملية بكل شرف ونزاهة ويكون الرئيس المختار قادرا على ازالة الغبن وتحقيق ادنى مستويات رفاهية المجتمع وان يحصل رضى وقبول للرئيس المنتخب لأنه خيار الشعب. وكانت فاطمة اسماعيل قد قدمت إلى صناديق الاقتراع بحثاً عمن يحقق لها خدمات التعليم والصحة وتنمية البلاد، فقد شاركت في الانتخابات لازالة الظلم عن المرأة واعطائها حقوقها والنظر إليها كعضو فعال في المجتمع وازالة النظرة الدونية عنها.