حي عد حسين من الاحياء العريقة بولاية الخرطوم، ويقع جنوب معتمدية الخرطوم ويتبع لمحلية جبل الاولياء، وهذا الحي العريق يرفد الخرطوم بكل احتياجاتها من سلعة اللبن الحليب الطازج ويخرج منه العديد من العاملين بالدولة والسياسيين والعمال، واختلطت فيه وتمازجت كل قبائل السودان، وهو حي عريق وقديم، وكان التخطيط فيه عشوائياً، ولكن أجري فيه تخطيط رسمي، ومن ثم حددت الشوارع ومساحات السكن. ولكن اليوم تم تخطيط جديد وأجريت فيه المسوحات اللازمة نرجو ان يكون خيراً وبركة على قاطني هذا الحي العريق. قبل شهور بدأت أتيام المساحة تخطيطاً جديداً، واظنه تم بناءً على خريطة جديدة، وتم تحديد بعض المواقع للازالة والتعديل، وهذا سيحرم أسراً كثيرة تقطن هذا الحي قبل عشرات السنين من السكن، خاصة انه يصعب تعويضهم داخل المربعات بالحي. ومن التعديلات توسيع شوارع فرعية وإزالة بعض المساكن لسوء تسوية بعض الشوارع!! وما المانع من تعديل الشارع اذا كان سيساهم في استقرار عشرات الاسر في منازلهم، ورأينا ان كثيراً من المدن الحديثة باوروبا والغرب تركت كما هي قبل التخطيط المؤسسي والرسمي، وهناك بعض المنازل شيدت في مواقع حجز حكومي، ونرى انه لا مانع من فك الحجوزات الحكومية برضاء الساكنين لتسكين مواطنين في ظل تعثر وجود أراضٍ سكنية تمنح لهم، كما أن هناك العديد من المساجد والمدارس المتضررة من هذا التخطيط الجديد، واذا تركت بصورتها الحالية لن يتأثر الحي بالتشويه أو صعوبة حركة المواطنين او المركبات، أو شعور «بعكننة» المستهدفين في ظرف معقد لا يريد فيه المواطن احتكاكاً سلبياً مع الحكومة في هذه الظروف الاقتصادية الحرجة. وهناك بعض التعديلات الضرورية واجبة التنفيذ وتؤثر بصورة مباشرة على تخطيط الحي، وهذه يمكن إزالتها وتعويض أهلها في اماكن أخرى، وهي اعداد ليست بالكثيرة. واللجان الشعبية هي الوحدة الأكثر دراية باحوال الاحياء وقاطنيها، ويجب الاستعانة بها وبتقاريرها، واعطاؤهم الفرصة للرأي والتوصيات في مسألة اعادة التخطيط هذه، والمراجعة للوصول الى انسب الحلول الايجابية دون أن تشكل هماً للجهات الرسمية لأنهم يعرفون ويساعدون في اقتراح الحلول الصائبة دون التدخل في الاجراءات الفنية في مسألة مهمة كتخطيط المدن، فهذه اللجان قامت بحصر المتضررين وكيفية المعالجة لكل المشكلات التي تصعب معرفتها بواسطة المكاتب الرسمية «تخطيط المدن، المساحة» وقد تمت اتصالات من قبل منسق اللجان الشعبية بهذه المكاتب وأبدت ترحيباً بالجلوس سوياً لايجاد الحلول. السيد وزير الشؤون الهندسية والتخطيط من شأنه ان يقرر سياسياً وفنياً في حل معضلة تخطيط حي عد حسين العريق بصورة مرضية من شأنها أن ترفد خزينة الولاية بأموال قروض التحسين والتخطيط، وهذا ما ينتظره قاطنو هذا الحي البلد، ففصل الأسر عن بعضها حرام، خاصة أن الكثيرين من المتضررين من أبناء عد حسين لا يعرفون بلداً غيره ومن الإجحاف توطينهم بغيره.. ونرجو أن نسمع خيراً وفي أقرب فرصة. والله من وراء القصد. أجود الكلام: لا تصلح الرعية الا بصلاح الولاة، ولا تصلح الولاية الا باستقامة الرعية، فاذا ادت الرعية الى الوالي حقه وادى الوالي اليها حقها، عز الحق بينهم، وقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل، وجرت على اذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان، فعليكم بالتناصح في ذلك وحسن التعاون عليه.. «حقوق الإنسان بنصوصها قبل أكثر من 0041 عام»!