٭ الطبقة الوسطى في السودان وفي كل بلاد العالم.. لا سيما العالم الثالث.. تتكون من كبار الموظفين وصغار الموظفين والمهنيين والحرفيين والعمال وصغار المزارعين. ٭ الطبقة الوسطى في السودان تشكل القلب النابض للمجتمع.. هي التي تدفع الى المجتمع بالاطباء والمهندسين والمهنيين في مختلف مجالات الحياة.. هي التي تدفع بالمبدعين.. الشعراء والمطربين والفنانين.. هي التي تحفظ التوازن في المجتمع. ٭ الطبقة الوسطى في المجتمع السوداني رفدت الحياة السياسية بالذين وصلوا الى قمة السلطة.. محمد أحمد المهدي.. وعبد الله ود تورشين.. والازهري.. وعبد الله خليل.. وعبود وسر الختم الخليفة.. وجعفر نميري.. والجزولي دفع الله.. وسوار الدهب.. وعمر البشير. ٭ ورفدت دنيا الابداع بالقامات السوامق.. سرور.. كرومة.. والامين برهان.. وزنقار.. والكاشف.. وعبد العزيز محمد داؤد واحمد المصطفى.. وحسن عطية.. وعثمان حسين وعثمان الشفيع.. ومحمد وردي.. والتاج مصطفى.. وابراهيم عوض.. وابو عركي البخيت.. وزيدان ابراهيم.. ومصطفى سيد احمد.. هذا في دنيا الطرب والاصوات العذبة. ٭ الطبقة الوسطى كانت: ام ود الرضي.. والعبادي.. وابو صلاح وسيد عبد العزيز.. والعتيق.. وتلودي.. والامي وابو قطاطي وبازرعة.. والسر دوليب وعوض احمد خليفة.. واسماعيل حسن. ٭ الطبقة الوسطى في ديوان الشعر السوداني هي ام.. الخليل والتجاني يوسف بشير.. وعبد الله الشيخ البشير.. وكرف وقرشي محمد حسن.. وجماع.. ومحمد محمد علي.. ٭ الطبقة الوسطى في مجال الرواية والقصة كانت ام الطيب صالح.. وابو بكر خالد.. وعلي المك.. وخليل عبد الله. ٭ الطبقة الوسطى ام القيادات السياسية والنقابية عبد الخالق محجوب.. والشفيع احمد الشيخ والحاج عبد الرحمن وعبد الرحيم الوسيلة وعمر مصطفى المكي.. ومحمد ابراهيم نقد.. وسعاد عبد الرحمن ونفيسة المليك وفاطمة شعرون. ٭ الطبقة الوسطى دفعت الى المجتمع برائدات الحركة النسائية فاطمة طالب.. وحاجة كاشف.. وعزيزة مكي.. ونفيسة احمد الامين.. وخالدة زاهر ونفيسة المليك.. وفاطمة احمد ابراهيم وحواء محمد صالح. ٭ هذا قليل وقليل جداً من عطاء الطبقة الوسطى للسودان لكن ماذا حدث؟ ما اصاب المجتمع السوداني؟ ٭ السودان منذ اواخر الثمانينيات من القرن الماضي.. تسللت اليه بعض الفيروسات ومنذ التسعينيات اتت سياسات التحرير والخصخصة وانكمش القطاع العام.. وظهرت المضاربات في العقارات.. وظهرت وسائل الاثراء السريع والتهرب الضريبي. ٭ ومن يومها بدأت الازمة تتفاقم وهوى جزء كبير من الطبقة الوسطى من صغار الموظفين والحرفيين والعمال والمزارعين الى قاع المجتمع السوداني.. واصبحت الاعباء الاقتصادية صداعا مقيما في رؤوس هذه الطبقة طوال السنوات الماضية وتركت التغييرات الاقتصادية والتحولات في السياسات بصمات واضحة وداكنة على ملامح الطبقة الوسطى.. بل واخذت السياسات الاقتصادية معاولها وفؤوسها وهوت بها على رأس الطبقة الوسطى وافقدتها الحياة وأدتها كما كانت توأد الفتيات في العصر الجاهلي. ٭ والجاهلية هنا هي الانظمة التي لا تجيد قراءة واقع مجتمعاتها وتتخذ من السياسات التي تقتل الطبقة الوسطى ويصبح المجتمع طبقتين الاولى بموت اهلها تخمة والثانية بموت اهلها جوعاً. ٭ وللاسف نحن في السودان بلغنا هذا الحد.. واختفت الطبقة الوسطى صمام الامان.. ام الابداع والفن والقادة.. واداة التغيير الى الاحسن دوما... هذا مع تحياتي وشكري