«انحنا صايمين». . هكذا كانت اجابة القيادي بحزب المؤتمر الشعبي بشير ادم رحمة على اتهام وجه للاحزاب والقوي السياسية بخصوص حالة الركود السياسي الذي تعيشه هذه الاحزاب تزامنا مع شهر الصيام. الاحزاب السياسية التي قسمت لمعسكرات بحسب خياراتها السياسية فبعضها في موقف المعارضة وعدم التلاقي مع النظام مثل حزب المؤتمر الشعبي، والبعض الاخر جلس في منطقة الوسط بمعني اللاسلم واللاحرب مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي «الاصل»، بينما ظل حزب الامة القومي يلعب علي مربع «الظروف» بمعني اذا اقتضي الظرف السياسي ان يقف موقف المتشدد فهو لا يتردد واذا استدعي الامر المهادنة بعبارات المغازلة مع النظام فيفعلها، حتي اثار عليه حفيظة الاحزاب الاخري. لكن مواقف زعيمه الصادق المهدي ، بحسب مراقبين، قد عرفت بالاختلاف مع الاخرين، ربما ادراكه بان الجماعة اكبر معوق في سبيل وصول الامة الى غاياته ،وقد تكون خصما علي تحركاته الفردية التي لاتتعارض مع التحرك داخل منظومة التحالفات، وهو ما يعيدنا الى ما قاله المهدي بوضوح في وقت سابق «نحن نعمل في كل الاتجاهات لحل قضايا السودان» . وبرغم القضايا والتحديات التي تفرض نفسها على البلاد الان مثل الضائقة المعيشية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية، وتعثر مسار الاتفاق مع دولة الجنوب حول القضايا العالقة في اديس ابابا، ثم اقتراب موعد انتهاء مهلة مجلس الامن للبلدين في الثاني من اغسطس، الا ان الاحزاب والقوي السياسية المعارضة مجتمعة لم تحرك ساكناً ، مما جعل البعض يتهمها بالصيام عن تسجيل المواقف السياسية المطلوبة. وهو الاتهام الذي اكده القيادي بحزب المؤتمر الشعبي بشير ادم رحمة باجابة مقتضبة وكررها في سؤال «للصحافة» عن سبب اختفاء حزبه وصمته تجاه القضايا المطروحة علي الساحة السياسية، فكانت اجابته «نحن صايمين» . لكن الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني يوسف حسين قال «للصحافة» ان العوامل التي ادت الي الاحتجاجات الاخيرة جراء الأزمة الاقتصادية ما زالت اثارها موجودة ومتفاقمة، واضاف هذا يستند الي الواقع الاقتصادي المنهار الذي تعيشه البلاد، واشار يوسف : نعم يمكن ان يكون هناك ركود علي مستوي العمل الجماهيري بسبب شهر رمضان، لكن هذا لم ينعكس علي واقع عمل الاحزاب نفسها. ونأت رئيسة المكتب السياسي لحزب الامة القومي سارة نقد الله عن سابقيها، فقد نفت بشدة وجود ركود علي مستوي عمل حزبها ان كان ذلك علي مستوي تحالف قوي الاجماع الوطني او علي مستوي شئون الامة الداخلية، وقالت سارة « نحن علي مستوي تحالف قوي الاجماع اكملنا النقاش حول مشروع الدستور مع القوي السياسية المنضوية تحت لواء التحالف و سيعلن التوقيع عليه قريبا»، كما كشفت سارة عن احراز خطوات متقدمة في شأن الاتصالات التي يقودها حزبها بخصوص الترويج لمبادرة السلام ، التي يعده الامة «حل استباقي يجنب البلاد سيناريوهات العنف»، بحسب نص المبادرة المطروحة، واكدت رئيسة المكتب السياسي لحزب الامة على وجود د وفد من حزبها يفاوض الحركات المسلحة الان في كمبالا للمشاركة في مؤتمر السلام. وعزا المحلل السياسي صفوت فانوس، من جهته، حالة الركود السياسي خلال شهر رمضان لما اسماه بالضعف العام الموجود داخل الاحزاب السودانية المعارضة ،وقال فانوس ان اسبابه ترجع الي ان هذه الاحزاب تعاني من مشاكل حقيقية تجعلها غير فعالة، ومثال على ذلك التباعد الواضح مابين القيادات والقواعد، وأزمة القيادات التاريخية التي تجلس علي رأس هذه القواعد لما يقارب ال «40» عاما، وتابع فانوس « ثم مشاكل الاحزاب مع النظام نفسه في التضييق الذي يمارس عليها من قبل وعدم السماح لها باقامة انشطتها الا من خلال دور الحزب، ومنعهم من الخروج للشارع ، هذا بالاضافة للتمويل الذي ينعدم عند الاحزاب ويعوق كافة عملها، ومنه صدور صحفها الحزبية مما يجعل الاتصال معدوما مع جماهيرها».