(ضربات النظام الموجعة أضعفت التحالف)،كانت هذه هي العبارات التي وصف بها رئيس هيئة تحالف قوى الاجماع الوطني فاروق أبو عيسى المعارضة بعد عودته من رحلة استشفاء امتدت لما يقارب الثلاثة اشهر في قاهرة المعز. وقال أبو عيسى في تصريحاتٍ بأن التحالف سيعمل على مركزة عمله في المرحلة المقبلة حتى لا يصبح نهبا لحزب المؤتمر الوطني بحسب ما نقلته الصحافة امس الاول ليترك أبو عيسى بحديثه هذا الباب واسعا امام تكهنات كثيرة وصفها البعض بانها بث لروح جديدة في جسد المعارضة بعد ما تناقل كثيرون ان ضعف المعارضة في الفترة الاخيرة يكمن في وجود خلافات ما بداخلها تركزت في عقبات صاحبت توقيع وثيقة البديل الديمقراطي، ومازالت تلازم التوقيع على مشروع الدستورالمرتقب الذي لم يتم التوقيع عليه حتى الآن بالرغم من تصريحات التحالف نفسه بأن المشروع جاهز للتوقيع بالاضافة لعقبات اخرى اسهمت في ضعف المعارضة مثلها آخرون في الحوار الذي يقوده المؤتمر الوطني مع بعض الاحزاب المعارضة داخل منظومة التحالف، وكانت نتائجه مشاركة بعضها في السلطة مما اعتبرها البعض بأنها تساهم بشكل كبير في اضعاف التحالف بعيدا عن ما ذهب اليه رئيس التحالف ابو عيسى. لكن الامين السياسي للمؤتمر الشعبي والقيادي بالتحالف كمال عمر نفى بشدة وجود خلافات داخل التحالف حول البديل الديقراطي ومشروع الدستور ووصف التاخير الذي صاحب التوقيع بانه ظاهرة ايجابية وحميدة تعطي للاحزاب مساحات للتلاقي في قضايا قال انها مهمة ومصيرية للبلاد، واضاف عمر قائلا للصحافة عبر الهاتف امس ان التحالف يريد ان يخرج بمشاريع قوانين مرضية للجميع لمرحلة ما بعد ذهاب النظام بمشاركة كافة قطاعات الشعب السوداني. وقال عمر صحيح ان الحزب الحاكم عمل على اضعاف المعارضة لكن كان ذلك في السابق واصفا التحالف الحالي بالقوة والتماسك ودلل على ذلك بمشاركة كافة احزاب التحالف المعارض في الاحتجاجات الاخيرة عقب قرار رفع الدعم عن المحروقات، مشيرا الى ان الحزب الحاكم عمل على اضعاف المعارضة بمنعه للندوات الجماهيرية والعمل على كبت الحريات ومنع المواطنين من الخروج للتعبير عن غضبهم سلميا . في وقت رجح فيه القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل وممثله بتحالف قوى الاجماع الوطني ابو الحسن فرح ان الاحزاب المشاركة في الحكومة حاليا يمكن ان تكون قد ساهمت في اضعاف عمل المعارضة كما قال فاروق ابوعيسى، لكن أبا الفرح قلل من اعداد المشاركين من هذه الاحزاب قائلا ان الذين وافقوا على المشاركة في السلطة الحالية يمثلون بعض القيادات، لكن السواد الاعظم هم المعترضون الآن على مبدأ المشاركة في الحكومة والذين يمثلون القواعد والكوادرالوسيطة في هذه الاحزاب بما فيهم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل مضيفا بان قرار المشاركة احدث نقلة كبيرة داخل الحزب الاتحاي وكان سببا في توحيد وتجميع كافة التيارات الاتحادية بالرفض التام للمشاركة والعمل مع احزاب التحالف من اجل احداث التغيير المرجو. لكن استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والمحلل السياسي صفوت فانوس يرى وجود مؤشرات كثيرة ساهمت في اضعاف المعارضة منها ان حزب المؤتمر الوطني ظل يعرض على المعارضة ضرورة المشاركة في السلطة عبر مناصب ومنافع باغراء عناصر بداخلها مما ادى الى استسلام البعض لهذا الاغراء واصبح مشاركا فعليا فيما فضل الجزء الكبر ان يكون معارضا والمؤشر الثاني بحسب فانوس يتمثل في ضعف الاحزاب نفسها والتي تفتقد لمبدأ الديمقراطية بداخلها بالابقاء على اشخاص بعينهم على رأس قياداتها فيما تتخذ بعض الاحزاب التقليدية قياداتها من داخل الاسرة، كل هذه العوامل رجح فانوس ان تكون قد ساهمت في اضعاف احزاب المعارضة. و دمغ المحلل السياسي صلاح الدومة المعارضة والحكومة معا بعدم الوطنية في توجهاتهم تجاه قضايا البلاد متهما الحكومة والمعارضة بانهم يبحثون عن مصالحهم الذاتية بعيدا عن الهم الوطني واصفا المعارضة بانها لا تقوم بدورها في النقد الموضوعي بشكل دائم لدور الحكومة في سياساتها ،مشددا في الوقت نفسه على ضرورة احداث تغيير في كافة القيادات الموجودة على رأس الاحزاب السياسية المعارضة والتي وصفها بغير الوطنية.