٭ عدم زرع الخوف في داخل قلبه الصغير من والده أو والدته هو صمام الأمان الأول لأن مصارحة والديه بما يحدث ويجري داخل دائرته الصغيرة هو طوق النجاة المستقبلي لحياته، وهو الدرع الواقي من تحرشات المسيء لأن درهم الوقاية أفضل أكثر مرة من قنطار العلاج وهنا تبدأ زراعة الثقة في نفس الطفل وتقوية شخصيته لكن بالمقابل على الأسرة الابتعاد عن رد الفعل العنيف أو التوعد بالطفل الذي قد يدفعه هذا السلوك الأسري إلى كتمان الأمور مستقبلاً ،الأمر الذي يصبح حجر عثرة في طريق العلاج لكننا نعود لنقول انه رغم العثرة يبقى ممكناً (بدرجات مختلفة) عند حالات التحرش والاغتصاب وفي الحالتين يظل العلاج فرصة وامكانية للشفاء وتبدأ أولى جرعاته من داخل المنزل الذي يجب أن يحسن التعامل مع الطفل ومشكلته فالابتعاد عن معاقبة الطفل - فهو غير مذنب - ومحاولة القرب منه واحتوائه وغمره بالحب (دون اندلاق) هو بداية طيبة لعلاج مرحلة ما بعد التحرش القاسي، كما ان عدم تضخيم الواقعة وخلق هالة كبيرةحولها - هذا لا يعني اهمالها بقدر ما يعني ضبط النفس في التعامل معها وتصحيحها إذ تصبح خطوة ايجابية أيضاً في ذات الطريق ليأتي دور الطبيب النفسي كأحد آليات التأهيل والتخلص من الخوف والاضطراب والصمت الذي يلازم الطفل، فالمتحرش بالأطفال شخص يلازمه الشعور بالنقص والاضطراب النفسي وغالباً - وهذا ما يصفه به علماء الاجتماع - ما تعرض هو نفسه للتحرش في طفولته. ٭ يوجه بعضهم (اللوم) لأجهزة الاعلام والشبكة العنكبوتية ببثها المباح وغير المباح وانهما بذلك يشكلان سلاحاً خطيراً في المجتمع عامة لكنني أجد أن الاعلام ليس وحده المسؤول عن البث غير المقبول الذي قد يؤدي لذيوع ظاهرة التحرش. فالظاهرة تتكاتف على وجودها في المجتمع العديد من الأسباب كالتفكك الأسري والفقر والحرمان وغيره، لكن الاعلام ومن مسؤولياته عليه التصدي لهذه الظاهرة كسلطة رابعة عن طريق توعية الرأى العام لإبعاد هذا الشبح الأسود ليعمل بعده المشرِّع في الدفع بقوانين مشددة تجاه هذه الجريمة. ٭ ان ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال في السودان ظلت من المحظورات المحاطة بالسرية ما يؤدي (طبعاً) لمزيد من الانتهاكات مع وجود قوانين ضعيفة للتصدي للظاهرة، الأمر الذي يعرض حقوق الطفل إلى الاهدار علناً وبالتالي ضعف العقاب فظاهرة التحرش والاغتصاب والايذاء جرائم ترتكب في الخفاء وتحيطهما السرية وتقترن عند الأسر بالعار والشرف لذلك نجد ان كثيرا من الحالات لا يتم التبليغ عنها ما يجعل المجرم حراً طليقاً تدفعه هذه الحرية لارتكاب المزيد من الجرائم فتضيع الاحصائيات والأرقام رغم رصد مجلس حماية الأسرة والطفل في عام (2011) 15% من جملة الاعتداءات الجنسية على الأطفال كانت من نصيب التحرش). ٭ بصمات التحرش قاسية وصعبة على نفس الضحية وهي اخطبوطية المنحى متلازمة مع الشعور بالدونية التي يترسب في دواخل الطفل فيتداخل مع الشعور بالذنب لاعتقاد الطفل انه شريك للجاني في جريمته. ٭ وأخيراً لا يوجد سبب واحد لاستغلال براءة الأطفال لكن مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية تتكاتف مع بعضها تؤدي لهذا الاستغلال وعدم كفاية القوانين الرادعة للاعتداءات الجنسية تجعلها (ظاهرة) في المجتمع، لذلك يجب أن تظل التوعية لكل أفراد المجتمع هي السلاح الذي نواجه به التحرش ونقاتله... همسة:- سألته يوماً.. ان كان ذلك وعداً... لم يعرف الاجابة... لأنه كان مراوغاً... لزم الصمت... فغادرت حياته أبداً...