٭ بالامس استعدت حواراً دار بيني وبين الفنانة انعام الحاج كان بيننا عام 9891 حول طبيعة العلاقة بين الاجيال وحول مفهوم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، واليوم اواصل ما بدأت بالأمس وكان قد نشر في زاوية مفكرة بصحيفة الخرطوم. ٭ وها أنا استأذن انعام في نقل الحوار من العربة وانغام الحقيبة وود اليمني الى صفحات الخرطوم واقول: المرأة عالم ساحر في مفهوم الرجل.. هل هذه الحقيقة ام الحقيقة الكبرى ان المرأة عالم غير مفهوم للمرأة نفسها؟ المجتمع يتحدث دائماً عن المرأة منذ الطفولة.. يقولون المرأة الممتازة هى سيدة البيت الجميلة التي تسمع كلام زوجها وتصبر على نزواته وتبتسم دائماً في وجهه وتعد له الطعام الجيد.. والطريق الى قلب الرجل يمر بمعدته.. ويمضي الزمن ويقولون لها يجب ان تتعلمي.. ان تتحرري.. ان تخرجي للعمل. ٭ وتناضل المرأة من أجل التعليم وتصبح طبيبة ومهندسة وصحفية ومعلمة ودبلوماسية واستاذة جامعة وفنانة تشكيلية ومطربة ورائدة فضاء.. ولكنها تصرخ بأعلى صوتها.. التعليم لا يكفي.. العمل لا يكفي.. اين حقي في الحياة؟؟ ويعلو الصوت مطالباً بالحقوق السياسية وتمتليء الساحات بالمناضلات والزعيمات وصاحبات المشكلات النفسية أيضاً ونفاجأ بجيل من الشابات يصرخ وبصوت أكثر علواً.. ٭ الزواج ليس سعادة ولا يكفي ٭ الاطفال ليسوا سعادة ولا يكفون ٭ العمل ليس سعادة ولا يكفي ٭ فما الذي يسعد المرأة.. ما الذي يسعد الجيل المحتج من الشابات؟. ٭ أقول لانعام علك قرأت كتاب (فريدان) اخطاء المرأة الذي طبعت منه عام 6791 ثلاثة ملايين نسخة ونفذت كلها.. واخطاء المرأة التي تحدثت عنها (فريدان) بعد ان عاشت مع آلاف النساء في الاحياء وأماكن العمل في المدن والارياف.. جمعتها كلها في عيون الطفلة منذ الصغر.. تلك العيون المليئة بالتعليمات. إنها ليست سوى عروس يجب ان تدار بالزمبلك. ٭ ومنذ ان جاء فرويد الى هذا العالم والكل يتهم امه وابنته وزوجته بأنها سر المصائب كلها.. الام عقدة اوديب الاخت الكترا.. البنت عقدة اوديب والكترا معاً.. الزوجة هى سر المصائب.. جميعاً من فرويد الى اكترا الى الخيانة الى.. الى.. وهلمجرا. ٭ والكارثة الحقيقية هى أن الكلمات التي ترسل بشكل متواصل ومكثف لاذن الطفلة منذ الصغر اكثر دائماً من الكلمات التي تقال للطفل الذكر ودور الرجل واضح ومسؤوليته محدودة بل واحتياجاته يمكن ان يطرحها بكل سهولة في اقرب ورقة لديه، أما المرأة فعلى العكس تماماً وهنا مربط الفرس. ٭ ان المسألة ليست مسألة تحدٍ واحتجاج وتمرد ومحاكاة وإنما فن ايجاد حل المعادلة الصعبة.. معادلة صعبة للغاية.. نحن لا نريد ان نطمس شكل الحياة ولا نريد ان نتبادل الادوار فليكن الرجل ذكراً ولتكن المرأة انثى ولكل دوره ومهامه في الحياة وهكذا خلقت الدنيا وخلق الانسان بكل عظمته ليخلف الله على الارض. ٭ وفي النهاية وبعد ان قالت لي انعام انها لم تنهزم وإنما الغلبة لجيلها قلت لها أنا مُصرة على الحوار لا الصراع حتى تكون المرأة انساناً وهى في العمل.. انساناً وهى في ساحة العمل السياسي والاجتماعي.. فقط السؤال هنا اين التنظيمات النسوية التي تدير هذا الحوار؟ انه تساؤل مشروع ومشروع جداً.. هذا مع تحياتي وشكري