٭ اهتمت جل الصحف السيارة بإقرار صفحة من صفحاتها لسرد الجرائم والمخالفات والاحكام التي ترد الى المحاكم أو الى أجهزة الشرطة الجنائية والعدلية، فكانت الملاحظة الاولى ان جل الجرائم الكبرى تمركزت في استعمال السكين كأداة لارتكاب أغلب الجرائم وبالنظر الى ما ازهقت فيه الارواح التي تراوح أغلبها بالسكين. إن السكين اصبحت ارخص الادوات التي استعملها كافة أصحاب الجرائم وأكثر الادوات التي تسببت في قتل وذبح اكثر الضحايا التي سفكت دماؤها في مشاهد مروعة يقشعر لها بدن الانسان وحتى الآن لم يلتفت علماء النفس والمحللون الى سبر أغوار هذه الملاحظة التي استفحلت وسط مواعين الجرائم التي ترد في الصحف. ربما يعزي البعض أن الاقبال على استعمال السكين وارتكاب الجريمة بذلك القلب المتحجر الى إدمان الخمور والتي يبدو ان أماكنها قد انتشرت دون المراقبة الجادة لكن هناك جرائم مروعة استعملت فيها السكين. لقد ادت سهولة إقتناء السكين وسهولة مخبئها في طيات ملابس الانسان حتى وأن بعض الذين يرتدون الملابس الافرنجية اصبحوا يخبئونها بين طيات جواربهم وأغلب هؤلاء يتخذون إمتلاك السكين عادة تعودوها من بيئاتهم المختلفة أو احتياطاً لما ربما يحدث لهم فيستعملونها دفاعاً عن النفس عند الحاجة، أما أصحاب الجرائم فإنهم يحملونها لارتكاب الجريمة واعتقد ان سهولة إقتناء السكين ادت الى سهولة استعمالها ساعات الغضب أو المشاجرة أو الانتقام، وقد حدثت حوادث مروعة بالسكين لسهولة استعمالها بل انتقلت الى جرائم مروعة ارتكبت داخل بعض الاسر خاصة بين الازواج والاخوان والاخوات وتبارى بعض الذين فقدوا وعيهم في ارتكاب أشنع الجرائم وليس ببعيد ما اطلع عليه القراء في ذبح أحد الشبان لواحدة هجرته من الوريد الى الوريد، وليس أيضاً ببعيد ذبح أحد الاشقاء لشقيقته ذبح الشاة وهكذا أصبحت جل جرائم القتل تتم بهذه السكين المشؤومة فهل هناك علاج لايقاف هذه الأداة عند حدها؟ لا أظن ذلك لأن إمتلاكها في بعض الأحيان عادة وتقليد نراها في أذرع الكثيرين دون أن تلفت الاهتمام ولعل الذين يفقدون وعيهم وتتبلد أحا سسيهم وتفكيرهم وتختفي قراءة ما بعد ارتكاب الجريمة هم اكثر الذين يتعاملون بالسكين أثناء حوارهم الغاضب، ولا أظن أن اغلب الذين ارتكبوا الجرائم بالسكين يعانون من قصور في التركيبة النفسية أوارتباك الحالة الاسرية والاجتماعية والمادية التي دائماً ما توصلهم الى ارتكاب الجريمة دون الالتفات الى العواقب الوخيمة والمواقف الحزينة التي تطل عليهم بعد الجريمة، وعلى اهاليهم. لقد فكر احد الاصدقاء ان يجمع كافة الجرائم التي ارتكبت بالسكين وما سببته وتدوين أسبابها لتصبح موسوعة باسم السكين يتدارسها علماء النفس والتربية. والسكين أحياناً تصبح أداة حياتية تحل بعض الأعباء والعقد المعيشية، بل أحياناً تكون أداة مهمة للإقتناء فهى لها أهميتها ضمن أدوات الطبخ والنظافة وهى مهمة في ذبح الشياه والابقار حتى الجمال وتهيئتها، وهى تستعمل في مجال الفلاحة في الحقول وصنع بعض الادوات الفلاحية ولذلك يصعب إجراء حجز امتلاكها قانونياً أو منع إقتنائها إلا أن الاهتمام بأمر الاسرة واستقرارها ونشر الفضيلة ومعالجة الحالات النفسية ومراقبة أماكن الخمارات ومنعها بالمزيد من الاهتمام ربما يلعب دوراً مهماً وكبيراً في إيقاف (جرائم السكين) ان جاز لنا أن نسميها كذلك. بودنا أن يشارك علماء النفس وبعض الذين يهتمون بأمراض المجتمع في إبداء مالهم من معلومات أو مقترحات نحو هذا الامر الذي بدأ يستفحل وأصبح أداة للجريمة تطل علينا كل صباح. لا شك ان كل الذين ارتكبوا هذه الجرائم يكونون قد راجعوا موقفهم وامتلأت نفوسهم بالندم لأن التعبير بالغضب يمكن ان يكون له طريق آخر غير (الطعن) بالسكين.