مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، يتجدد الجدل بالولايات المتحدة حول ديانة الرئيس باراك أوباما وتتضاعف أعداد الأميركيين الذين يعتقدون أن أوباما مسلم، وأنهم لن يمنحوه أصواتهم لتولي ولاية ثانية بسبب ذلك الاعتقاد. وفق استطلاع للرأي أجراه ونشره مؤخرا مركز (بيو) للدراسات والأبحاث الدينية والاجتماعية، فإن واحدا من بين كل ثلاثة أميركيين في صفوف الحزب الجمهوري قالوا إن أوباما مسلم، لتظهر هذه النسبة زيادة بمقدار الضعف عن تلك التي أظهرها إحصاء مماثل عند قدوم أوباما إلى البيت الأبيض عام 2008. ووفقا للاستطلاع، فإن 17% من الأميركيين المستطلعة آراؤهم -وجميعهم ناخبون مسجلون- اعتبروا أن أوباما مسلم، وقال 49% منهم إنه مسيحي، بينما يجهل 31% منهم الانتماء الديني للرئيس. وتشير نتائج الاستطلاع إلى تراجع أعداد الأميركيين الذين يعتقدون أن أوباما مسلم منذ عام 2010 حيث انخفضت النسبة من 19% إلى 17%، إلا أنها زادت بشكل ملحوظ في صفوف المحافظين والجمهوريين بنسبة 34%. وقد شمل الاستطلاع ذاته أسئلة حول ديانة المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض مت رومني الذي ينتمي إلى الطائفة المورمونية (أقلية دينية يشكل أتباعها 1.7% من الأميركيين ويعيش 76% منهم بولايات الغرب الأميركي ويتركز معظمهم بولاية يوتا حيث يمثلون 58% من عدد السكان الإجمالي بالولاية). لكن المفارقة وفق المدير المساعد لمركز(بيو) ألان كوبرمان تمثلت في أن الانتماء الديني لرومني لن يشكل عائقا أمام الناخبين الأميركيين. وقال كوبرمان إن الجمهوريين يركزون على مواضيع معينة لتوسيع دوائر معارضة الرئيس من خلال حملات بدأت منذ عام 2008. وتضمنت تلك الحملات -إضافة إلى الجدل حول ديانته- التشكيك بشهادة ميلاده ونشأته الأولى، وادعاء أن دماء مسلمة تجري في عروقه كونه ولد لأب مسلم (كيني الأصل يدعى حسين). وأضاف في حديث للجزيرة نت، أن المشمولين بالاستطلاع ممن اعتبروا أوباما مسلما وأعربوا عن رغبتهم بعدم التصويت له، لا يعبرون بالضرورة عن قناعاتهم الحقيقية فيما إذا كان الرئيس مسلما أم لا، ولكنهم يلحقونه بالإسلام لأنهم (في الحقيقة لا يحبونه ويتذرعون بذلك لكي يتملصوا من إعادة انتخابه). من ناحيته، اعتبر مدير الاتصالات بمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) إبراهيم هوبر أن نتائج الاستطلاع غير مفاجئة خاصة بعد ظهور (حركة الشاي) التي تمثل اليمين المتطرف والمحافظين الجدد الساعين إلى تعزيز وتعميق التصورات النمطية المجحفة بحق الإسلام والمسلمين ومحاربتهم تحت ذرائع شتى، وفق تعبيره. وأضاف أن (هؤلاء لا يتوقفون عن السعي لاختراق الواقع والحقيقة وتشويههما خلال حملات دعائية مستمرة) مستنكرا صعود مجموعات مناهضة للإسلام يقودها متعصبون من أمثال باميلا غيللر وروبرت سبنسر اللذين يستعملان الشبكة العنكبوتية. وأكد هوبر أن تلك المجموعات تحاول شيطنة الرئيس بحجة أنه مسلم، وهذا ما تؤكده نتائج الاستطلاع الأخير التي توحي بأن (إعادة انتخاب أوباما كرئيس للولايات المتحدة لولاية ثانية لن تكون سهلة).