إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(نفير جنوب السودان الثاني بجنوب كردفان)
«الكتمة» (16): وقائع ومشاهد يوم 6/6/2011

هبطنا والحلو مطار كادقلى فى منتصف مايو 2009م فى زفة كبيرة من قيادات الولاية المختلفة ، خاطبنا اللقاء الجماهيري الأول بخطة عملنا ، كان تركيزنا أن الخطاب الجماهيري الأول له أهميته القصوى ، لأنه يصنع الإنطباع الأول وهو أمر مهم لمسيرة عملنا المقبلة ، لذا إتفقنا على أن يكون الخطاب موحداً ويلقى بطريقتين مختلفتين فقط فى طريقة العرض ، مع الطرق المستمر على الأهداف ، وبيان سياسة ومنهج تحقيق تلك الأهداف ، وأُذّكر بالأهداف الأربعة التى اتفقنا عليها وهى :
1- بناء السلام عن طريق :
أ/ تقوية وتعزيز الشراكة .
ب/ إستكمال إنفاذ الإتفاقية بروح جديدة ومنهج جديد وشرحها وتمليكها للمواطنين.
ج/ إعادة الإدماج بإزالة حواجز المناطق المقفولة والآثار المترتبة عليها .
د/ إزالة آثار الحرب عبر برامج إعادة التأهيل والتوطين والتعمير والتسريح وإعادة الدمج .
ه/ التنمية المستدامة .
2- تحقيق الإستقرار الأمنى وفقاً للمحاور التالية :
أ/ المصالحة الإجتماعية الشاملة .
ب/ حل النزاعات القبلية القائمة وترسيخ قيم التعايش السلمي .
ج/ نشر ثقافة السلام .
د/ تنفيذ الترتيبات الأمنية .
ه/ تقوية قدرات الشرطة وأجهزة إنفاذ القانون .
و/ إكمال مشروع البناء المؤسسي لأجهزة الحكومة .
3- الوحدة :
أ/ إدماج الولاية على صعيد واحد (إزالة وضع الكنتونات المبنى على خطوط الحرب السابقة) .
ب/ توسيع إطار المشاركة السياسية .
ج/ تحقيق الوحدة الإجتماعية الشاملة .
د/ المساهمة فى تحقيق الوحدة الوطنية .
4- تهيئة الولاية للإنتخابات :
أ/ تخفيف حدة الإستقطاب السياسي والإثني .
ب/ ترسيخ مفهوم الممارسة السياسية كبديل للنزاع المسلح .
ج/ تهيئة جو سياسي حر ومعافى لإجراء إنتخابات تبنى ولا تهدم .
بيان السياسة والمنهج لتحقيق تلك الأهداف الأربعة وذلك على النحو التالى :
1-إن مهمتنا إنتقالية ومحددة بإطار زمنى تنتهى بالإنتخابات .
2-إعادة بعث الأمل والثقة فى المستقبل .
3- تحقيق أعلى درجات المشاركة السياسية والإجتماعية فى برامج الحكومة .
4-تحقيق أعلى درجات الإلتحام بالجماهير عن طريق مفهوم الحكومة الجوالة.
5- وحدة الخطاب السياسي لقيادة الولاية .
6-إستلهام فكرة العزلة المجيدة لحماية الشراكة وعملية السلام بالولاية من عواصف وتقلبات العلاقة السياسية بين جوبا والخرطوم وفقاً لشعار أن لا تعطس كادقلى إذا أصاب الزكام الخرطوم أو جوبا .
إعادة إشعال جذوة الأمل :
شكل ذلك الخطاب الجماهيري بتلك الأهداف والسياسة والمنهج الجديدين بارقة أمل جديدة لمواطني الولاية ، وأشعل وألهب حماسهم لعملية السلام ، فشرعنا على الفور فى تنفيذ زيارات لكل مدن الولاية والمناطق المقفولة (كاودا / جُلد / هيبان / تنقلى ... إلخ) كما حرصنا على دعوة المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ، ومجلس التحرير للحركة الشعبية بالولاية ، وقمنا بمخاطبتهم بأهداف ومنهج المرحلة الجديدة ووجدت دعمهم وترحيبهم ، لقد كان مفاجئاً لكليهما حضورنا المشترك لمخاطبتهم بخطاب موحد حيث حرصنا على عدم إخطارهم بحضورنا معاً ، ولكن كانت المفاجأة سارة لهم ، وعملنا بعد ذلك على جمعهما فى إجتماعات مشتركة ، وعلى الفور شكلنا لجان عمل مشترك تتولى تفاصيل العمل اليومى وتفعيل تلك الخطة برئاسة مشتركة للأخوين محى الدين التوم نائب رئيس المؤتمر الوطني ومحمد عمر إسماعيل الزبير سكرتير الحركة الشعبية بالولاية والذي سمى نفسه أرنو نقوتيلو لودى فى إطار فوبيا الأفريقانية السابق الإشارة إليها فى الحلقات السابقة... لم تقتصر زيارتنا وإجتماعاتنا على ما تم ذكره فقد قمنا بزيارة الوحدات العسكرية المختلفة معاً (القوات المسلحة / الوحدات المشتركة المدمجة / قيادة الفرقة التاسعة جيش شعبي بمنطقة جاو / الشرطة والأمن) خاطبنا الضباط والصف والجنود ، فأشعلت تلك الزيارات جذوة الأمل فى السلام من جديد .
حرصنا أيضاً على أن نتخذ مكتباً واحداً وعربة واحدة فى تحركاتنا ونلتقى الوفود الزائرة معاً ، ظل ذلك الحال مستمراً حتى تاريخ تدشين الحملة الإنتخابية للحركة الشعبية فى أبريل 2011م .
شرعنا من بعد ذلك فى تكوين الحكومة الجديدة وحرصنا على إختيار كوادر توخينا فيها معياراً حاسماً وهو (القدرة على العمل مع الغير) ... كان لافتاً لى تركيز الحلو على إختيار ضباط الجيش الشعبي فى المواقع الدستورية وقد إستحسنت ذلك التوجه لديه ، فقد أدى عزل هؤلاء خلال الفترة السابقة إلى إنكفائهم على مناطقهم العسكرية السابقة وقفلها ، الأمر الذي أنتج ما عرف بالمناطق المقفولة ، لم ألحظ لديه حماساً تجاه الكوادر التى إلتحقت بالحركة الشعبية بعد السلام إذ كان كثيراً ما يبدى ضجره منهم ... بل لم يتوانَ عن عزلهم من مواقعهم فى أجهزة الحكومة الأخرى وخاصة المجلس التشريعي عندما أحس منهم تحركات لإعاقة التوجهات الجديدة لحكومة الشراكة .
تحالف واسع لبناء السلام :
وسعياً لتوسيع دائرة المشاركة السياسية والإجتماعية جاء تشكيل مجلس الحكماء ، وهى مبادره تفردت بها الولاية وشكلت بدعة حسنة سارت عليها العديد من الولايات من بعد ذلك ، لقد ضم ذلك المجلس رؤساء الأحزاب السياسية بالولاية وقيادات الولاية بالأحزاب السياسية القومية ، وكل أولئك الذين تولوا مسئولية حكم الولاية من قبلنا ، والوزراء من أبناء وبنات الولاية بالحكومة القومية والبرلمان القومي ، ورجالات القضاء والإدارة والشرطة والجيش السابقين ، علاوة على رجالات الإدارة الأهلية والقيادات الدينية فضلاً عن أهل الثقافة والفن والموسيقى والرياضة والإعلام على النحو الذي أشرنا إليه فى الحلقة السابقة ، لقد كان طيفاً واسعاً من التمثيل ضم على سبيل المثال وليس الحصر وإضافة لمن ذكرنا فى الحلقة السابقة اللواء / إيدام واللواء فضل الله برمه بوصفهما أعضاء رأس دولة سابقين على المستوى القومي (مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني والمجلس العسكرى الإنتقالى)، اللواء فضل الله حماد نائب الحاكم الفاتح بشارة ، المحافظ عبد الرحمن إدريس ، ومن قادة الجيش والشرطة السابقين كان الفريق أول ركن مهدى بابو نمر رئيس هيئة الأركان الأسبق والفريق الركن محمد عبد الله آدم والفريق شرطة جلال تاور ، ومن القيادات السياسية الأستاذ مكى بلايل والسيد باكو تالى وسلمان الصافى ، ومن الأكاديميين د. جمعة كنده وبروفسور كبشور كوكو وبروفسور سليمان الدبيلو والبروفسور التجانى حسن الأمين (الكربريتر)، كما يحلو لأهل الفاشر تسميته ... ، ومن رجالات السلك الدبلوماسي السفير الدرديري محمد أحمد والسفير محمد عبد الله إدريس ، وغيرهم من قيادات الولاية ... كان الهدف هو توسيع دائرة المشاركة فضلاً عن بناء إجماع وطنى عريض حول قضايا الولاية المختلفة .
مشروع مارشال :
ومن أجل تخطيط سليم للتنمية فقد إعتمدنا فكرة منبر شركاء التنمية الذي ضم كل الجهات الحكومية المختصة بالتنمية قومياً وولائياً والمانحين الدوليين ووكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والخبراء ... لقد عقد ذلك المنبر العديد من الإجتماعات بكل من كادقلى والفولة وكاودا والخرطوم ، شارك فى قيادة تلك الإجتماعات د. لوال دينق وزير الدولة للمالية وزميله الصادق محمد على وزير الدولة بالمالية ، والأستاذ / يحي حسين أمين عام صندوق دعم الوحدة ، والسيد الفاتح على صديق وكيل التعاون الدولى... لقد أنجز ذلك المنبر مهمته فى التخطيط للتنمية وتنسيق خطط الجهات الداعمة والمانحة على نحو جيد وتعبئة الموارد المالية ... كانت أهم ملامح البرنامج التنموي وأهدافه وأسبقياته ، هى :
1/ إعطاء دفعة تنموية قوية تحقق الإنعاش الإقتصادي بالولاية .
2/ إعادة هيكلة إقتصاد الولاية من إقتصاد ريفي تقليدي قائم على الزراعة التقليدية والرعي التقليدي لإقتصاد حديث .
3/ إزالة الشعور بالغبن التنموي .
4/ تخفيف حدة الفقر .
وذلك عن طريق تنفيذ المشروعات التالية :
أ-مشروعات البنية التحتية (طرق وجسور ، إتصالات ، مقار أجهزة الحكومة) .
ب-مشروعات الطاقة (الكهرباء).
ج-مشروعات الخدمات الأساسية (الصحة التعليم المياه) .
التحدى الأساسي كان هو التمويل لتنفيذ تلك المشروعات ، لقد كان المركز ممثلاً فى السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأستاذ / على عثمان محمد طه ، وحكومة الوحدة الوطنية ممثلةً فى وزير المالية الدكتور عوض الجاز ومن بعده الأستاذ على محمود، ووزير الطرق والجسور المهندس عبد الوهاب محمد عثمان ونائبه المهندس حامد وكيل ، وأمين عام صندوق دعم الوحدة يحى حسين ، كان المركز سخياً وبالقدر الكافى ... لقد أظهر إلتزاماً سياسياً قوياً تجاه إلتزامات الولاية المالية بموجب الإتفاقية والتى تم تحديدها بمبلغ 320 مليون دولار لولاية جنوب كردفان ومثلها لولاية النيل الأزرق ، حددت مبالغ الدعم الإضافى هذه بموجب إتفاق حسبما تنص الإتفاقية بواسطة لجنة ضمت د. عوض الجاز وزير المالية ومالك عقار والى النيل الأزرق وعمر سليمان والى جنوب كردفان والأستاذ الصادق محمد على وزير الدولة للمالية وشخصى ، لم تكتفِ وزارة المالية الإتحادية بالإلتزام بذلك المبلغ بل إلتزمت بسداده وفق البرمجة التى تم الإتفاق عليها وفى آجالها ومواقيتها . سخاء المركز يبرز بجلاء فى تخصيصه لمبلغ واحد مليار وإثنان وتسعون مليون دولار من القرض الصينى لحكومة السودان والبالغ قدره ثلاثة مليار دولار لمشروعات تنموية كبرى بالولاية وهى :
1/ مشروع كهرباء الفولة لتوليد 405 ميغاواط بإستخدام الغاز المصاحب لإنتاج البترول بكلفة قدرها 680 مليون دولار (ستمائة مليون دولار).
2/ مشروع الخط الدائرى لشبكة الكهرباء بطول 630 كيلومتر يمتد من أم روابة عبر العباسية ، رشاد ، أبوجبيهة ، تالودى ، كادقلى ، لقاوة ، الفولة ، أبوزبد ، الدبيبات ، الأبيض ، ويمتد من الفولة إلى بابنوسة ، المجلد ، بتكلفة قدرها 247 مليون دولار (مئتان سبعة وأربعون مليون دولار) .
3/ مشروع الطريق الدائري قطاع (العباسية / أبوجبيهة) بطول 141 كيلو متر وبتكلفة قدرها 65,000,000 دولار (خمسة وستون مليون دولار) (هاجم المتمردون بعد إندلاع الحرب معسكر الشركة الصينية المنفذة للطريق ودمروا الآليات وقتلوا وأسروا المهندسين الصينيين ) .
4/ مشروع طريق (الدبيبات / أبوزبد / الفولة) بطول 184 كيلومتر بتكلفة قدرها 100,000,000 دولار (مائة مليون دولار) .
لم يتوقف عطاء المركز على ذلك فإنطلقت مشروعات صندوق دعم الوحدة لتنفيذ العديد من طرق الولاية وإمتداداتها لربط الولاية مع الولايات الجنوبية المجاورة فى إطار خطة تعزيز الربط بين ولايات التمازج ، حيث بلغت جملة أطوال طرق الربط هذه 715 كيلومتر بتكلفة إجمالية بلغت 918,571,259 جنية .
فتوسعت شبكة الطرق بالولاية حيث تم البدء فى تنفيذ شبكات متكاملة من الطرق القومية والولائية والزراعية والداخلية ، ومن المهم أن نورد هنا جدول شبكات الطرق هذه :
والحال كذلك فإن أهم نتيجتين تحققتا من هذه الأعمال هى :
1/ إمتلاك الولاية لأطول شبكة طرق ، تربط أجزاء الولاية مع بعضها البعض ، ومع ولايات الجوار وشبكة الطرق القومية ، بإجمالى أطوال مقدارها (2595 كيلومتر) .
2/ أكبر طاقة توليد كهربائية خارج شبكة التوليد المائي .
الأثر المباشر لهذه المشروعات وقبل إكتمالها كان توفير فرص عمالة كبيرة لمواطني الولاية ، تغيير وسائل المواصلات من اللواري المتهالكة والجرارات الزراعية ومقطوراتها الى البصات والحافلات السفرية والأتوس والهايس ، وجد المزارعون فرصاً أفضل لتسويق منتجاتهم فبدلاً من تجفيف منتجاتهم من الطماطم كصلصة جافة أصبحت تصل إلى الأسواق كسلعة طازجة ، والأثر الأكبر المأمول كان هو التأسيس لإعادة هيكلة الإقتصاد ، فالمعروف أن الإقتصاد الحديث ينهض ضمن ركائز متعددة على الركائز الأساسية التالية (المواصلات والإتصالات والطاقة وتوفر المواد الخام والعمالة) وها هى تبدأ فى التوفر .
قيمة أخرى مضافة لما ذكر فإن تلك المشروعات تخاطب بالحل واحدة من أهم الأسباب الجذرية للحرب وهو كسر واقع الإنغلاق الجغرافي والإتصالى الذي عاشته الولاية فى السابق بسبب الظروف الطبيعية وتطبيقات قانون المناطق المقفولة زمن الإستعمار وفى زمن السلام بواسطة كمندرات الحركة الشعبية .
وقد دخلت شبكات الإتصالات المختلفة على خطى التنمية فمددت شبكات الألياف الضوئية وأبراج الإتصالات لكل أرجاء الولاية بنسبة تغطية بلغت 91,2% .
علاوة على ما ذكر أعلاه ظلت زيارات السيد الرئيس ونائبه الأستاذ / على عثمان محمد طه تحمل (هدايا) رمزية فى شكل مشروعات تستجيب وبشكل تلقائي لمطالب الأهالى فى اللقاءات الجماهيرية (مدارس / مستشفيات / آبار مياه ... إلخ).
وإليكم أحد هذه النماذج ، ففى زيارة السيد نائب الرئيس علي عثمان محمد طه لكاودا لحضور إحدى جلسات إنعقاد مجلس الحكماء في 28فبراير 2010 م تقدم مواطنوا المنطقة بطلب لسيادته لإنشاء مدرسة ثانوية عليا للبنات كان إلتزامه فورياً ومباشراً،إذ أعلن إلتزامه بتشييدها على نمط نموذجي ،بل وأن تلحق بالعام الدراسي المقبل،وقد تم ذلك وقام بإفتتاحها في 2/8/2010 وضمت المدرسة ثلاثة أنهر و4 معامل حديثة و3 داخليات ومحطة مياه وكهرباء .
السيد سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية وفى زيارته لذات المنطقة وكانت هى الزيارة الأولى له للمنطقة حيث لم يزر ولاية جنوب كردفان مطلقاً من قبل سواء فى زمن الحرب أو بعد السلام ، وقد تمت الزيارة بناءاً على دعوة مشتركة منى والحلو ذهبنا خصيصاً لجوبا لتقديمها له ، فقد إلتزم فى زيارته بإعادة تأهيل مقبرة الراحل يوسف كوة والراحل مستودع حكمة السودان الناظر بابو نمر ، ولم يفعل حتى الآن ، ولك أيها القارئ الكريم أن تستنتج ما تراه مناسباً عن مقدار ما يكنه الجنوب ورئيسه لجنوب كردفان ؟ .
إمتدت مشروعات التنمية لتأسيس وتحديث مقار الحكومة وأجهزة الحكم ، إذ لا معنى لأن يتطور النظام الإداري للحكم من مجلس إلى محافظة إلى ولاية ويباشر المسئولون مهامهم من ذات مكاتب المآمير ومفتشو الإدارة الإنجليزية والضباط الإداريون ، لا بد من نقلة على مستوى الشكل والمضمون تعطى المواطن الإحساس بالتغيير ، وتقنعه بأن تغييراً حقيقياً قد تم ، ليس فقط فى الدرجة الوظيفية لمن يشغل ذلك المقر ، ولكن تغيراً شاملاً قد حدث لأننا ببساطة نخاطب فى جذر آخر من جذور الصراع وهو علاقة المركز بالأطراف .
لم تقتصر تلك المشروعات على ما ذكر أعلاه فقط بل إمتدت إلى مجالات البنية التحتية الأخرى فإمتلكت جنوب كردفان مدينة رياضية رديفة للمدينة الرياضية بالخرطوم ، لا أحسب أن ذلك ترفاً فجنوب كردفان هى المورد الأول للاعبين لكل فرق السودان هذا من ناحية من ناحية أخرى فإنه معلوم دور الرياضة فى بناء السلام .
تأسيساً على كل ما تقدم فإن سخاء المركز على النحو الوارد أعلاه يكشف ليس فقط عن مدى إلتزام القيادة السياسية بالبلاد تجاه قضية جبال النوبة ، بل يثبت أن المركز مؤمن بضرورة علاج واحدة من أهم جذور وأسباب الصراع (التخلف التنموي) والدلالة الأكثر تعبيراً هى أنه وبإستثماره بتلك المبالغ الضخمة فى عملية بناء السلام يؤكد وبقوة أنه ملتزم تماماً وحاسم خياره بشكل لا يقبل اللبس بأن الحرب ليست واحدة من خياراته فى تلك المنطقة .
نلتقى فى الحلقة القادمة يوم الأربعاء بمشيئة الله حول محاور عمل الحكومة الجوالة ، والوضع الأمني بالولاية ، فتابعوا معنا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.