أثار ثقل حجم الحقائب المدرسية قلق بعض الأسر بولاية كسلا، لما يترتب عليه من مخاطر صحية للتلاميذ صغار السن، وقد يتسبب في آلام ظهر، مطالبين إدارة التعليم هناك الالتزام بجدول أو تخصيص أدراج للتلاميذ. واحتج أيضاً عدد من تلاميذ المدارس على حمل حقائب ثقيلة لا تتناسب مع بيئة المنطقة، إذا أنهم يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة ذهاباً وإياباً، فضلاً عن حملهم للفطور والماء، ما يشكل عبئاً كبيراً للطالب الذي يبذل كل طاقته أثناء اليوم الدراسي ولا يتمكن بعدها من المذاكرة أو حلِّ الواجبات. وأبرزت مجموعة من الأسر ملاحظة على الوضع الصحي لطلاب المدارس، مؤكدين أنهم لا يملكون طاقة ليوازنوا بين المدرسة واللعب والمذاكرة، وأن كثرة المناهج والمقررات شكلت ضغطاً جسدياً وذهنياً بالنسبة للطلاب وهم في أعمار صغيرة، لافتين إلى أن تغذية الطلاب والظروف المعيشية لا تستوعب هذا الضغط. نوم أثناء الدراسة وقال التلميذ بإحدى مدارس كسلا، أبوبكر القاسم، إن الحقيبة الثقيلة تحد من نشاطي اليومي ولا أستطيع معها الهرولة أو التصرف على طبيعتي، فأنا عادة أحمل معي الفطور وقارورة مياه، وعندما أصل المدرسة سيراً على الأقدام أحس بتعب وإعياء وأحياناً ينام معظم التلاميذ أثناء الدراسة. ودعا مدير مدرسة كسلا الأهلية، فاروق جبريل، إلى تخفيف المنهج وتقليل الكتب بالنسبة لطالب الأساس، ودعا جميع المدارس هناك لحل تلك الإشكالية التي تنعكس عليها أضرار صحية بالنسبة للتلاميذ، وإن لم تبرز الآن تظهر في المستقبل. وأضاف يجب أن تعد المدارس جدولاً أسبوعياً يلتزم به التلاميذ أو تخصيص أدراج مغلقة للكتب الثقيلة، محذراً من حمل الشنطة على الرأس لأن هذه الطريقة قد تتسبب في أمراض تصيب أعصاب التلميذ. ولفت مدير مدرسة كريتاي المختلطة، آدم محمد، إلى أن البنية الجسمية للتلاميذ لا تتحمل حجم الشنطة. وقال إن طلاب المدارس بالولايات معظمهم من الفقراء ويعانون نقصاً في الغذاء، مضيفاً تجد التلميذ منهكاً ومجهداً وهو يحمل الحقيبة وأحياناً كثيرة لا يتناول طعام الفطور. جمعية أميركية " دراسة أمريكية تري أن حمل التلاميذ للحقائب المدرسية على الظهر منذ ما قبل المدرسة وحتى الصف التاسع الدراسي، أظهر أن التغيرات الصحية في وضع الجسم تتعاظم إذا كان وزن الحقيبة يزيد على 10 إلى 15% من وزن جسم التلميذ " وذكرت الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي للآباء، بأن حمل الأطفال الحقائب المدرسية بشكل خاطئ أو كونها ثقيلة للغاية يجعلهم عرضة، بشكل متزايد لإصابات الظهر والإجهاد العضلي. وأشارت الجمعية إلى دراسة حديثة بشأن حمل التلاميذ للحقائب المدرسية على الظهر منذ ما قبل المدرسة وحتى الصف التاسع الدراسي، أظهرت أن التغيرات الصحية في وضع الجسم تتعاظم إذا كان وزن الحقيبة يزيد على 10 إلى 15% من وزن جسم التلميذ. وتحذر اختصاصية العلاج الطبيعي عضو الجمعية، ماري آن ويلمارث، من أن الإصابات قد تحدث حين يلجأ الطفل الذي يحمل حقيبة ظهر ثقيلة إلى تقويس ظهره والانحناء للأمام والالتواء أو الميل إلى أحد الجانبين. وهذه التغيرات في وضع الجسم يمكن أن تتسبب في حدوث خلل في العمود الفقري، كما تتسبب حقيبة الظهر حين تكون ثقيلة للغاية أيضاً في جعل العضلات تعمل بشكل أكثر قسوة، ما يؤدي لإصابتها بالتوتر والإجهاد وجعل العنق والكتفين والظهر أكثر عرضة للإصابة. دراسة حديثة " الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي تقترح تنظيم محتويات الحقيبة المدرسية بوضع الأشياء الأثقل أقرب إلى الظهر " ووجدت ويلمارث في دراسة حديثة، أن طلاب الجامعات ليسوا بمنأى عن الإصابة ذات الصلة بحمل حقائب الظهر، موضحة أنهم يكونون عرضة لذلك حين يحملون بشكل خاطئ حقائب ظهر ثقيلة. وتقدم الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي بعض الإرشادات لحمل آمن لحقيبة الظهر منها استخدام الحزامين معاً، الأمر الذي يجعل وزن الحقيبة موزعاً بشكل أفضل على الجسم، كما توصي بوضع الحقيبة فوق عضلات منتصف الظهر. وإضافة إلى تخفيف ما تحمله حقيبة الظهر، تقترح الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي تنظيم محتوياتها بوضع الأشياء الأثقل أقرب إلى الظهر. ويرى الباحثون أن حقائب الظهر ذات العجلات خيار جيد للتلاميذ الصغار الذين لا يغيرون فصولهم أو يحتاجون إلى صعود ونزول الدرج بشكل متكرر. ومع ذلك هناك إجراءات وقائية يتعيّن أخذها في الاعتبار مع استخدام الحقائب ذات العجلات أيضاً، فعلى سبيل المثال يجب أن تكون مقابضها طويلة بدرجة كافية حتى لا يضطر الطفل إلى الالتواء أو الانحناء، كما يجب أن تكون العجلات كبيرة على نحو كاف حتى لا تهتز الحقيبة أو تنقلب.