٭ رأيته يحمل حقيبته على ظهره وهو منكفئ الى الامام محاولا السير بسرعة للحاق بالحصة الاولى ولكن ثقل الحقيبة يبطئ من خطوته فيتعثر أحياناً رغم المحاولات المتكررة بتفادي الحفر والمطبات. ٭ تمتلئ الحقيبة المدرسية بالكتب والكراسات (الثقيلة والخفيفة) والتي لا يتناسب حملها مع الاطفال في سنوات الطفولة الاولى وحتى الكبار منهم في المراحل المتقدمة فتخصيص مجموعة من الكراسات لمادة واحدة هي سبب رئيسي واساسي في تكدس الكراسات اضافة للكتب التي هي ايضا تفوق متوسط اوراقها المائة او تزيد ليصبح الطفل امام خيار واحد لا بديل له وهو ان يحمل حقيبته الممتلئة بالكتب على ظهره وفطوره وبعض الماء ان وجد على احدى يديه ويترك الاخرى (حرة) تساعده في ايقاف هذه السيارة او تلك عند عبور الشارع.. ٭ السبب الرئيسي في امتلاء الحقيبة المدرسية بهذا الكم الهائل من الكتب هو وزارة التربية والتعليم التي (تعشق) الحشو والتطويل في مناهجها الدراسية بلا فائدة تذكر مما يزيد اوراق الكتب المدرسية زيادة (غير مبررة) تحمل معلومات (جانبية اضافية) لا لزوم لها وليست ذات صلة بالموضوع الاساسي الذي يمكن ادراجه تحت عنوان مباشر يعكس المطلوب ويسهل الانسياب الى العقل الصغيرا او الكبير وتظهر فائدته بسرعة ليمنح الطالب فرصة للتفكير والسؤال والنقاش وبالتالي الخروج بمعرفة ما عن هذه المادة او تلك.. ولكن هل يحدث هذا؟ قطعا لا.. والمطلوب نقلها ب (حذافيرها) للعقل الصغير الذي غالبا ما يهرب منها داخل (الحصة) ويتجاهلها وذلك لافتقادها الطعم والنكهة والجاذبية. ٭ الحقيبة المدرسية بكتبها وكراساتها ترتبط ارتباطا وثيقا بجهل الطالب بمحتويات حقيبته وذلك لهجره لها سريعا عند الوصول الى المنزل والانصراف لشيء آخر ليس من بينه استذكار الدروس التي لم تلتصق بذاكرته خلال اليوم الدراسي ومرد ذلك كثرة المادة مع قلة العائد المكتوب وتطبيقه ليمنحه الاحساس باصطياد معرفة جديدة وعلم يعزز مقدرته واستعداده لتلقي المزيد واستمراريته. ٭ حقائب أطفالنا تمتلئ حتى آخرها وقلما نجد حقيبة خفيفة الحمل على الطفل الذي يشتكي يوميا من آلام هنا وهناك نتيجة للعبء الثقيل على الظهر الغض ولا نعفي المدارس الخاصة او الأجنبية من ذات (التكدس الكتبي) ان جاز القول، فجميعهم يشتركون في ذات الصفة المذكورة وكثيرا ما نجد أولياء الامور يعيبون خلو المنهج من (المعقولية) والبساطة والقبول لدى الطفل الذي يبدي تذمراً وتأففاً من حمل حقيبة محتوياتها ثقيلة على الظهر والفهم كذلك. ٭ هذه دعوة لمناقشة محتويات الحقيبة المدرسية التي ينوء بحملها العقل والظهر والتي فرضت وعممت وزارة التربية في بلادي محتوياتها وفق مناهج تجاوزت (خبراء) التدريس القدامى عندما كان الطالب يتجه الى المدرسة بقلب وعقل حاضرين.. ٭ همسة: وفي ذات الاتجاه نسير.. وقبل الوصول.. يفترق الطريق.. فنتفق على نهاية واحدة..