تفاجأت الاوساط السياسية بدخول مجلس التحرير القومى للحركة الشعبية لتحرير السودان على الخط الساخن فى مسرح الحياة السياسية ،فى هذا الوقت الذى شدد فيه وفد التفاوض الحكومى بقوة بان لا تفاوض مع «قطاع الشمال «، وتؤكد على ان التفاوض سيكون مع أبناء المنطقتين الحاملين للسلاح ، الا ان ظهور أعضاء مجلس التحرير القومى للحركة فى هذا الوقت فى الخرطوم وعبر اجتماعات راتبة استمرت لأكثر من عشرة أيام يدعو للتساؤل، فاجتماعات «ثلاثين « شخصا من المجلس فى الخرطوم ولأكثر من «عشرة» أيام يثير الشكوك ويطرح الكثير من التساؤلات، فهل ما يدور يتم وفق تخطيط من قبل الحزب الحاكم ! ؟ لقد ظلت الاوساط السياسية تتساءل بشدة عن أسباب صمت بل غياب أعضاء مجلس التحرير القومى للحركة الشعبية عما يجرى بجنوب كردفان والنيل الأزرق ،وعما يدور بالساحة السياسية السودانية من تسجيل جديد للحزب باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان تم رفضه ، وجناح السلام تم تسجيله وعقد مؤتمره العام وله تمثيل قوي بالمركز والولايات بل شارك فى صنع قرار مجلس الأمن الدولى «2046» حسب افادات دانيال كودى نفسه ل«الصحافة»، وحزبا آخر للتنمية تحت اجراءات التسجيل، بينما ترك الحبل على الغارب لمالك عقار وعرمان يصولان ويجولان كما يشاءا . دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان للعام 2008 بجوبا نص على ان يتكون مجلس التحرير القومى من «275» عضوا قبل الانفصال منهم 25% تمثيل المرأة ،اما عقب انفصال الجنوب تصبح العضوية الشمالية «76» عضوا وهم بمثابة «6» أعضاء من جملة «13» ولاية، وباعادة ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق من حضن الجنوب ويمثلهما معا «24» عضوا مناصفة بينهما، تصبح العضوية الكاملة لقطاع الشمال «100» عضو، الا ان مصادر رفيعة فضلت حجب اسمها ، قالت ل«الصحافة» ان من بين عضوية الشمال «6» من أصل جنوبى و»6» آخرين بالجنوب وهم من المجموعة التى تخوض الحرب منهم «ياسر سعيد عرمان، وليد حامد ، صديق الجقر « و»7»من عضوية جنوب كردفان من بينهم « الحلو ،جلاب ،كورينا ، رمضان حسن ،أرنو نقوتيلو « و»5» من عضوية النيل الأزرق من بينهم «عقار» و»4» آخرين انضموا لأحزاب أخرى من بينهم « تابيتا بطرس ،عباس جمعة « ،وبما ان جنوب كردفان والنيل الأزرق لم يفصل فى شأنهما المجلس الذى تنتهى صلاحياته فى مايو 2013 بموجب الدستور ونسبة لعدم انعقاده طيلة هذه الفترة تصبح العضوية القانونية والمؤهلة لحضور المؤتمر «60» عضوا . وقد كشفت مصادر «خاصة» ل«الصحافة» ان «ثلاثين « عضوا شكلوا حضورا دائما فى اجتماعات متواصلة طيلة العشرة الاواخر من شهر رمضان المنصرم وفترة العيد بينما «ثمانية « أعضاء تمت مشاركتهم تلفونيا ،وتمخضت الاجتماعات بتكليف لجنة لتسيير المجلس برئاسة اللواء حماد آدم حماد ،عمر الطيب أبوروف نائبا ،والعقيد محمد الجاك مقررا وعضوية كل من محمد يوسف الختيم وعوض عثمان ووليد ساطر وثلاثة آخرين ،وأدان المجلس بصريح العبارة عقار وعرمان لاتخاذهما قرار الحرب فى جنوب كردفان والنيل الأزرق دون الرجوع لمجلس التحرير القومى ،كما اوصى ببطلان تكليف كل من عقار وعرمان من قبل الأمين العام السابق للحزب باقان أموم والذى أصبح أجنبيا بانفصال الجنوب، ودعا المجلس لاقامة مؤتمره العام لتقنين الشرعية لهياكل الحزب ولتصحيح الاوضاع وفقا لمتطلبات المرحلة ومستجدات الساحة السياسية السودانية ، كما دعا المجلس أعضاء مجلس التحرير بالولايات لاجتماع موسع يضم مجلس التحرير القومى لمناقشة كيفية استمرارية الحزب عقب انفصال الجنوب، وطالب المجلس الحكومة باعادة دور وممتلكات الحزب المصادرة والسماح له بمارسة دوره السياسى وفق المستجدات المذكورة سابقا ، كما طالب المجلس الحكومة أيضا عدم التعامل مع عقار وعرمان باسم قطاع الشمال، مؤكدا ان المجلس على أتم الاستعداد لتحديد أشخاص للتفاوض باسمه، فيما دعا المجلس عقار وعرمان للجلوس معهم لوضع الأمور فى اطارها الصحيح ، المجلس أمن على تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل سيما برتكول المنطقتين والحوار الداخلى مع الحكومة فى كافة القضايا الوطنية . اعتبر مراقبون ان خطوة مجلس التحرير ماهى الا محاولة دفع رباعى من قبل المؤتمر الوطنى لسحب البساط من ياسر عرمان والحلو وعقار، وقالوا الخطوة ينطبق عليها المثل السودانى «سيد الرايحة بفتح خشم البقرة» ،وتنبأوا للخطوة بالفشل واعتبروها «غير موفقة» ،فيما انتقد دانيال كودى الخطوة نفسها قائلا ان مجلس التحرير نفسه بانفصال الجنوب أصبح لا وجود له باعتبار المستجدات التى طرأت ،وقال ل«الصحافة» من نهر النيل وهو يدشن خطوات حزبه العملية من هناك ان سلفاكير كلف عقار والحلو وعرمان بتسيير أمور الحزب عقب الانفصال وكلها غير قانونية ،الا انه عاد قائلا : كان على المكتب السياسى للحركة الشعبية هو من يتخد قرار الحرب وليس شخصا آخر ، الا ان الفريق عرديب رحب بخطوة مجلس التحرير واعتبرها شرعية مادامت تدعو للسلام وضد الحرب.