٭ جاء عبد الجبار مرعي من المؤتمر الوطني فهو ابنه الذي تقلب في قلبه وحواشيه تشبع بفكرة التنظيم وطبقها بلا ادنى مساومة شرب من كأس الافكار المتداولة حتى الارتواء تماماً فكان له دور في الاصطفاء من النخب التي دعمت فكرة توليه معتمداً لحلفاالجديدة ابنها الذي خرج من صلبها قوياً شاهراً فكره وتمسكه بالوطن وحلفا ولون واحد هو لون الحق والحقيقة مهما كانت السفينة التي ستحمله ستغرق ام تنجو بعد الجهر بالقول. ٭ أقال والي كسلا اخيرا عبد الجبار مرعي الرجل الذي اشعل حماس الجماهير باقالته فخرجت هادرة تنادي بجلوس ابنها على مقعده الذي تركه من قبل «مستقيلاً» لكنه عاد اليه ليبقى زمناً لتأتي اقالته ب «فعل فاعل». ٭ كان عبد الجبار مرعي حصيفاً كما يصفه «أهله الحلفاويون» الذين خبروا دواخله فمنحوه الثقة التي تسربل بها بردة بعرض حلفا وطولها من أجل حقوق حلفا وحظها في كل ما تستحقه من تنمية لبلوغ تنوعها الاجتماعي والزراعي والصناعي والتعليمي بمنحها «اسم عمل» منفصل يتجه بآلياته جميعها لحلفاالجديدة التي غنى اهلها لاحدى قراها «حلفا دغيم ولا باريس». ً٭ لا أعرف عبد الجبار مرعي لكني أعرف وطني وحلفا جزء أصيل منه يشتكي أهلها من تجاوز التنمية لها ومن مشكلات صحية وبيئية أصاب قلبها العليل منذ زمن ليس بالقصير فتوقف عن الخفقان فتمنى الأهل في حلفا بوجود مرعي ان تعاوده حيويته ونبضه ولكن اين مرعي الآن؟ ٭ كثرت «حكاية الاقالات دي» في هذا الزمن الذي ما أن تختلف فيه وجهات النظر داخل «كابينة القيادة» حتى يبدأ القائد باقالة من حوله لاسباب قد لا تحمل موضوعية التنفيذ لتبقى الوظيفة شاغرة أو يزحف نحوها آخر يجهل تفاصيل خطة سلفه وبناء قوائمها وتنفيذ مراحلها فيبطيء من حراك التنمية الذي سعى له السلف ليكون الخلف عقبة في بلوغها «وش الدنيا» لذلك تأتي الاقالات الموجهة قذائف في جسد الوطن «تعيق» ايجابياته من بلوغ الهدف فيتقاصر العطاء والتنمية. ٭ ماذا سيفعل والي كسلا وأصوات تعلو خارج مكتبه وفي الميادين والمنازل تتمسك بمرعي معتمداً خاصة وان المواطن أصابته الدهشة والمفاجأة معاً بعد اقالة المعتمد التي وضعها مواطنو حلفا مع «اعاقة المشروعات التنموية في كف واحدة» خاصة بعد ما انتظمت المحلية التي أظهرت «إجماعها» على مرعي وصبغت صفها بذات الاجماع الوالي محمد يوسف آدم بعدم الموضوعية مع القضايا الأساسية لذلك يبدو أن والي كسلا «أدمن» الاحلال والابدال لمعتمدي ولايته فلقد جلس على مقعد المعتمد أكثر من ثلاثة معتمدين في زمن وجيز «عامين فقط» كل خرج بدون أسباب تدمغ سجله العملي ب «سوء أو استغلال» منصب ما يدل أن التعيين في حكومة آدم يخضع ل «حسابات» غير مقيدة «رسمياً» في أدبيات الحزب. ٭ اختلافات متنوعة باتت تميز حزب المؤتمر الوطني بجانب تكتلات ولوبيات وجماعات تدين بالولاء لهذا وتدير ظهرها لذاك رغم انهم جميعاً قد خرجوا من رحم الحزب ورضعوا لبنه صافياً لكن يبدو أن بعضهم لم تعجبه «مسارات» الفئة الاخرى فآثر الاشتباك معها عبر نظريات الاقالة والاقصاء لتبقى الصراعات السياسية على السطح علامة واضحة لا تتبعها فواصل أو نقط او تنصيص. ٭ همسة: رغم البحر والحرث المستحيل... والوهم الموعود في دنيا الحياة... خرج صوتها عبر الفضاء العريض... ومن خلف الأفق... يرفع راية العصيان...