كيف تنظر الأوساط المهتمة الى لقاء الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير والرئيس المصري أحمد مرسي ؟ ان اللقاء القمة يعتبر اول لقاء رسمي يجمع بين الرئيسين اذا استثنينا اللقاءات بينهما على هامش اجتماعات دول عدم الانحياز التي عقدت بالعاصمة الإيرانية طهران مؤخراً او تلك التي تمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ان لقاء القاهرة له دلالات وسيكون له ما بعده على صعيد مستقبل العلاقات بين السودان ومصر خصوصا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلدين فيما يلي قضايا الأمن القومي والأمن المائي والأمن الغذائي واستراتيجيات التعاون المشترك والقضايا العالقة الأخرى التي يتوجب حسمها بروح التفاهم وحسن الجوار . مصر الرسمية في عهد الرئيس مرسي تختلف عن مصر الرسمية على عهد الرئيس السابق حسني مبارك وبالتالي هنالك عدة تساؤلات تتعلق بمصير العلاقات مستقبلا وما اذا كانت مصر الجديدة مستعدة مستعدة للتعامل مع السودان بطريقة مغايرة عن تلك التي سادت ايام حسني مبارك لقد سمعنا عن رسائل ابتزاز كانت ترسل من اجهزة امن مبارك الى بعض القيادات على خلفية المحاولة الفاشلة لاغتيال حسني مبارك ،وجرت مياه كثيرة تحت جسر قضية حلايب وما يمكن فعله حيالها والحيلولة دون تخريب العلاقات بين الجانبين ومواطني الشعبين الشقيقين . الآن الوضع مختلف لدينا امن قومي مشترك او هذا ما يفترض به ان يكون ولدينا دولة وليدة دخلت على الخط واصبحت بحكم الجغرافيا والنفط ذات خطر كبير يمكن ان يؤثر سلبا على كامل الأوضاع في منطقة وادي النيل خصوصا مسألة مياه النيل وما يمثله ملف الأمن المائي من أولوية قصوى بعد دخول إسرائيل على الخط عبر تمتين العلاقات مع دولة جنوب السودان . اضافة الى تلك المسائل هنالك قضايا في غاية الأهمية تتعلق بالاستقطاب الحاد الذي تمثله تقاطعات المصالح الدولية مع قضايا المصالح المشتركة للسودان ومصر ان مصر الثورة تتطلع الي تحسين علاقاتها مع الغرب بصفة خاصة من اجل حماية مكاسب الثورة المصرية من جهة والخلوص الى مايمكن ان تتحصل عليه مصر من دعم وإعانات دولية لمعالجة أوضاعها الاقتصادية المتردية التي ورثتها من نظام حسني مبارك. وفي هذا الإطار يرى المراقبون انه لا يوجد داع لطرح بدائل على مصر باعتبار انه مهما توسعت هوامش التبادلات التجارية فهي لن تغطي احتياجات المصريين وبالتالي ليس من الحكمة المراهنة على هذه المسألة والاوفق ان تتم معالجة إشكالات الراهن السياسي وفق نظرة متكاملة الى معطيات الراهن الدولي ومفاتح المتطلبات السياسية العالمية وضرورات التعاطي مع المجتمع الدولي بالذكاء المطلوب . إن مصر اليوم تتعرض لمؤامرات صهيونية ليست سهلة وتحظى باهتمام امريكي صهيوني فرضته إفرازات الربيع العربي وفوز حركة الاخوان المسلمين في مصر في تسنم مقاليد السياسة والريادة، ومن المهم حين التعاطي مع مصر النظر بعين الاعتبار الى حقائق ومتطلبات المرحلة.