وضع الجانبان السودانى والجنوب سوداني لبناتٍ لحل بعض المشكلات التي تعتبر خميرة عكننة للعلاقة بين الخرطوموجوبا باقدامهم على اتفاق استئناف الرحلات الجوية بين الخرطوموجوبا، حيث ينظر مراقبون الى ذلك الاتفاق بأنه يشكل خطوة مهمة فى مسار العلاقات بين البدين ويعطى دفعه قوية للطرفين للاستمرار في وضع الحلول لكل ما يسبب توترا في علاقاتهم بصورة سلمية ودية بعيدة عن العنف والعمليات العسكرية والتى كانت آخرها فى ابيي المنطقة المتنازع عليها التى يدعى كل طرف تبعيتها له. وقد توقفت الرحلات الجوية بين جوباوالخرطوم لاكثر من اربعة اشهر متاثرة بتازم العلاقه بين البلدين والوضع الجديد الذى خلقه االانفصال والذى بموجبه تحولت الرحلات الجوية من داخلية الى دولية، وكانت الخرطوم ابلغت جوبا بتعليق كافة الرحلات الجوية بين البلدين حتى الاتفاق على تشغيل الرحلات بين البلدين وفقا للعمليات الجوية الدولية وان قرار التعليق شمل كافة الرحلات الجوية من الخرطوم الى جوبا وبالعكس لحين التوصل لاتفاق بين البلدين وفق القواعد الدولية المتعارف عليها. وكانت وزيرة النقل بحكومة الجنوب كشفت فى ذلك الوقت ان هيئة الطيران المدنى السودانية ابلغت حكومة جمهورية الجنوب بانه ستتم معاملة كل المسافرين بين البلدين والشركات الجوية وفقا للقواعد الدولية للهجرة. بعد الاتفاق الاخير هبطت طائرة تتبع لشركة مارسلان السودانية بمطار جوبا وكان هنالك استقبال كبير لها وقال دبلوماسى بسفارة السودان بدولة الجنوب ان الرحلات الجوية تساعد على رتق النسيج الاجتماعى واعرب عن امله في ان يكون استئناف الرحلات الجوية بداية للوصول الى نتائج فى مفاوضات اديس حول القضايا العالقة. ومن المؤشرات الجيدة ايضا للتقدم في العلاقة بين البلدين الاتفاق على تبادل السجناء وتسهيل ترحيلهم بين الخرطوموجوبا ،حيث اتفقت حكومتا السودان وجمهورية جنوب السودان على تبادل السجناء لقضاء بقية مددهم فى بلدانهم بجانب تذليل المعوقات التى تواجه الجنوبيين العالقين فى الخرطوم وكوستى والبحر الاحمر الى بلدهم. وكما يقول بعض المراقبين فإن لهذه الاتفاقات ابعادا ايجابية على المستوى السياسى وستسهم فى اذابة الجليد بين الخرطوموجوبا وذلك ما اشار اليه القيادى بالمؤتمر الوطنى الدكتور ربيع عبدالعاطى فى حديثه ل (الصحافة )عبر الهاتف امس معربا عن تفاؤله بما جرى بين البلدين من تفاهمات ويرى عبد العاطي ان ذلك يساهم فى حل القضايا العالقة ويمهد الطريق للتفاهم لحسم كافة االمشكلات بصورة سلمية، لكنه ابدى تخوفا فى الوقت نفسه من ان تنكث حكومة الجنوب عن التزاماتها مع السودان. ويؤكد ان حكومته ملتزمة بتعهداتها تجاه دولة الجنوب مثلما التزمت في السابق بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل التى بموجبها قرر الجنوب انفصاله وحيث اعترفت الخرطوم بالدولة الوليدة ويعبر عبد العاطي ان حسن النوايا من المسائل المهمة لحسم كافة القضايا الخلافية وتنفيذ ما اتفق عليه الجانبان. ويرى عبد العاطي ان اعلان حكومة الجنوب على لسان مفوضة العون الانسانى جافان لوكا ان تلفون كوكو ليس من بين السجناء الذين سيتم ترحيلهم للسودان رغم استلام سفارة جنوب السودان بالخرطوم مذكرة من حكومة السودان بهذا الصدد يرى ان ذلك الاعلان لا يؤشر على حسن النية، ويعتبر عبد العاطي ذلك كيلاً بمكاييل مزدوجة. ويرى ان ذلك يضر بالثقة داعيا دولة الجنوب الى عدم النكوص وتجزئة الامور .ويقول ايضا ان اى نوع من حسن النوايا واي درجة من التواصل تعطى نتائج وتنعكس بصورة ايجابية فى العلاقات بين البلدين. لكن الامر يبدو بسيطا كما يرى القيادى بالمؤتمر الشعبى ابراهيم السنوسى فى حديثه ل(الصحافة) عبر الهاتف امس مقللا من اهمية ما تم من تفاهمات ويعتبر ان الاتفاقات تمت في جانب من القضايا الهامشية التى لا اساس فى تخريب العلاقة بين الخرطوموجوبا .ويقول هى ليست من القضايا الجوهرية مثل الحدود وابيي ولايعول على تلك الخطوة لانها ليست مثل القضايا الشائكة التي تحتاج الى حلول عميقة ولا يعتبر ذلك نجاحا مشبها اطلاق السجناء لم يكن خطوه موفقة حسب السنوسى داعيا الى عدم التعويل عليها. الا ان استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الدكتور صفوت صبحي فانوس يرى ان الخطوة جاءت نتيجة للانفراج الذي تشهده العلاقة بين البلدين والحديث عن قرب للتوصل لسلام بين الطرفين. ويقول في حديثه ل الصحافة عبر الهاتف امس انها تعتبر مؤشراً على ان المفاوضات تسير بصورة ايجابية بين البلدين، وعن قضية تلفون كوكو المحتجز فى سجون الحركة الشعبية يقول فانوس ان وضعه مختلف عن بقية السجناء لانه كان ضابطا فى الجيش الشعبي التابع لحكومة الجنوب، كما تبرر حكومة الجنوب مؤكدا ان عدم اطلاق سراحه لن يؤثر فى تقدم العلاقات بين البلدين.