«هل غادر الشعراء من متردم ٭٭ أم هل عرفت الدار بعد توهم كلمات الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي «1» الهدف من قيام المؤتمر الحزبي للحركة: في كل الدول الديمقراطية الملتزمة بها كنظام حكم، نجدها تسعد بتضامن عضويتها لحظة اجتماعها في «مؤتمر عام» لمراجعة حال «احزابها» وهي بكل الشفافية تجرد حسابها خلال عمر نشاطها السياسي وفعلها الاجتماعي.. من الذي مضى .. لتضع عبره «دراسة لجدوى مستقبلها» ثم لتنطلق الى آفاق ارحب في مجالات الحياة التنظيمية وهي اكثر تماسكاً من اجل توصيل رسالتها وتسليم «الراية» لمن هو اقدر واجدر على مواصلة المشوار، وينساب كل ذلك في «تراض وطني» تام دونما وضع لعثرات ذاتية او معيقات ذات علل نفسية.. بل تعتبر ايام قيام «المؤتمرات العامة» هي لحظات ابداع حقيقي لكل عضو ملتزم او ناشط سياسي «حمل بطاقة» الحزب المعنى وايام المؤتمر هي ايضا ساحة للتنافس الشريف لاظهار الجديد من الادبيات العقدية كأجندة يستعان بها «كمراجع» وأرشيف مستقبلي وهذا ما هو متبع تلقائياً وعرفياً في عالم الانظمة ذات الديمقراطيات الراسخة بشكل من «الحوار» يمجده أهل الشأن قبل المراقبين بالخير والمستهدِفين بالشر «بكسر الدال» وهذا ما كان مرجواً من قوانا السياسية بلا استثناء. لكن يا للأسف لما هو حادث اليوم لو نظرنا الى حالهم بعد كل «مؤتمر عام» خاصة بعد قيام «كوتة» مؤتمرات الانقاذ والتي اصبحت سابقة و«سنة متبعة» منذ قيامها في اول ايام قدومها بعد 30 يونيو 1989م. الأحزاب السودانية بين الكيانات وألاعيب السياسة: هناك مسميات قد لامست الذاكرة النشطة والمهتمة بحال المجتمعات وما يحدث فيها من حراك سياسي بل هناك مصطلحات أصبحت اليوم عبارة عن معايير لتقويم وتقييم، لماهية النظم سواء أكانت سياسية او عقدية او حتى كيانات «وهيئات دينية» لطرق وعقائد صفوية. ٭ فعلى سبيل ما هو موجود.. هناك مسميات تقليدية واخرى حديثة او حركات اخذت بوصف معني به ممارسات نشاطاتها في «الارشاد والتوجيه والتوعية»!! متلامسة لاشواق الاعضاء بحكم الانتماء الى الحركة او الكيان المعني وكما هو متعارف هناك كيان الانصار وكيان الختمية وحركة الإخوان وحركة اليسار بأحزابه كل هذه المسميات المختلفة ايديولوجياً في طرح برامجها لا تختلف جذريا اذا ما قيست من واقع الممارسات العملية... لتطبيق برامجها وتكييف اوضاعها وسط عضويتها الملتزمة تنظيمياً وسياسياً. ٭ فاذا رهنا مشروع «المنظومة» المعنية الى كرسي السلطة من لحظة الجلوس عليه والي وقت «الرحيل» فليس هناك من عجب او مفاضلة!! ما بين ادعياء المتباينات في عرف المسميات «يمين ويسار» او «حديث وتقليدي» او هذا حزب تقدمي وذاك حزب رجعي، فمحصلة كل البرامج هي في كيفية «المحافظة» بالخلود والجلوس على كرسي الزعامة وبكل السبل «المشروعة وغير المشروعة».. فقط عبر قيام ما سمي «بالمؤتمر العام» فهو في حقيقة الأمر معني به «التخصيص» وكيفية المزيد من «التمكين» عبر واقع التحايل على اللوائح وتفعيل مواد الدساتير، للتثبيت وفق ما تمليه على النفس شهوة السلطة. ٭ نعم هناك استعداد ونشاط، بل وحراك داخلي وخارجي في المركز الحزبي واستنفار للعضوية في «الهامش» والأقاليم والهدف من ذلك العمل على تدجين رأي العضوية برؤية مسبقة لتصبح بذلك «نهارات وليالي» المؤتمر عبارة عن معسكرات للتنجيد وتجديد للولاء وكل ما يدور من نشاط في السرادق وسط حضور الضيوف والاعيان عبارة عن تحصيل لحاصل وإعادة «للدرس» بشكله النمطي والذي من كثرة تكراره قد ملت الاوراق كتابته والافواه ترديده والعقول حمله والاقلام كلماته. ٭ والمفارقة أن الذي يحدث اليوم وسط العضوية الناشطة قد أصبح مرهوناً لليأس والى نمط من الافكار ما هي بالجديدة لكنها كانت مرهونة لباب «المسكوت عنه» حتى اتت «حركة الإخوان» لتفصح عنه وفي ذلك لا بد أن يسجل للإنقاذ «أنها كانت أكثر جرأة» من غيرها حينما أعلنت عنه صراحة وتناولته «بالمكشوف» حيث «قالت وفعلت» بالنسيج الاجتماعي ما فعلت . ٭ إن الانتماءات وحق العضوية في «الحركة» سواء كانت سياسية او حتى «هيئات دينية» لم يعد مرهوناً الى «المواطنة» كما كان سائدا في السابق، لكن من اهم شروط العضوية اليوم تحديد اسم القبيلة وحجم قوتها وتأثيرها الجهوي الولائي، ثم امكانات ابنائها المادية «بقدر ما تدفع بقدر ما تكسب»، اما شعارات الولاء السابقة على شاكلة «من صدق أو من سبق» فهي لم تعد ذات جدوى واصبحت المناصب والمكاسب لا بالمقدرات ولكن بمدى القبول عند «القيادة التاريخية» فتلقائيا قد شردت وضاعت الكفاءات وحلت محلها «خيالات» الولاءات، وأصبح وسط الشباب الحي لا ملاذ له الا «قروبات الفيس بوك» حيث «ديل أولاد فلان» و«ديك مجموعة علان» وما بين هذا وذاك ضاعت «الوحدة» العضوية للناشط السياسي الحزبي ومفهوم الكيان يُقيم بمبدأ قربه وبعده من «السلطة الحاكمة»، وأصبحت الممارسة السياسية في السودان من أسوأ أنواع الألاعيب لمؤسسات المجتمع المدني لحظة ان فقدت عضوية الاحزاب روح الالتزام وعدم احترام الزعامة ومصدر القرارات، واصبحت حتى القرارات السياسية والسيادية في المنظومة المعنية مرهونة فقط لمقولة «بحبك وبكرهك» بغض النظر عن المؤهلات او المقدرات على تحمل المسؤولية، ونزيد في الشعر بيتاً ان الثقة بين عضوية الاحزاب او حتى الكيانات اصبحت معدومة تماماً بل «سرية الالتزام التنظيمي» في الاجتماعات حتى ولو تمت «تحت الارض» وبقسم الولاء فهي حتماً «مكشوفة» ومرهونة الى «رنة أو رسالة» في موبايل لتصل كمعلومة «فِرِش» طازجة حتى الى العدو ناهيك عن «الصديق» بعد ان اصبحت محاضر اجتماعات المكاتب السياسية «منشرة في السهلة» ومعروفة بلا أدنى احترام لفكرة أو أمانة في كل الوسائط الاعلامية. ٭ يبقى ما الداعي إلى أن تسمى الاشياء دون قيمها التنظيمية، طالما انها قد فقدت تماماً ماهيتها الحزبية والأخلاقية. ٭ وتبقى العلة اليوم ليست في عدم ازالة المعارضة للحكومة لتحل محلها كسلطة اخرى لكن العلة في كيفية ازالة الورم السرطاني .. الذي اصاب المكون الجمعي الجسمي والتنظيمي لماهية الاحزاب في السودان.. بعد ان فقدت الثقة التي كانت تمثل اللبنة في نجاح وبناء كياناتنا السياسية، ولكنها في ظل سلطة «الحركة» التي تتنادى اليوم لجمع عضويتها من اجل قيام «مؤتمرها العام».. ناسية ما فعلت من «فركشة» لعضويتها وعضوية الاحزاب السياسية!! وهي قد كان لها النصيب الاكبر بما قدمت من «صور سيئة للحكم» بزرع بذور الفتن وسط كيانات الشعب السوداني وتفكيك بنياته المجتمعية ومحاربة قيمه الانسانية النبيلة وكشف عوراته الحزبية وتنشيط صراعاته القبلية دونما حياء واحترام لحق الانسان السوداني في التكريم والعيش في الحياة والارض التي خلق لإعمارها بالعبادة. لا بالاساءة لبعضها البعض. ٭ ولكن الشعب السوداني الذي أصابه اليوم من تفكيك لكل «مفاصل» وجوده أو تدمير لكيانه حتى صار عبارة عن حطام «تذروه الرياح» ليصبح من الصعب الحديث عن «بقاء» عضوية حزبية ملتزمة يمكن ان تؤسس لقيام مشروع انساني جامع ناهيك عن قيام «نظام ديمقراطي» شامل».. طالما ان هناك دعوة تفتقد لأبسط مقومات الحياة في الالتزام، وطلما انه قد ضاعت وضاع تبعاً لها صوت كل من ينادي بمشروع «المؤتمر العام» والجامع في السودان. و«يا تحالف ابو عيسى ونشاط أخت هارون، ما يحدث من مشروع مصالحة في الدوحة يعنيكم، فتحوا عينيكم «زي الريال». «3» وقفة مع حرية العقائد الأخرى: إن ديمقراطية الاسلام قد اكدها النص القرآني المقدس، حينما قال في الكتاب الكريم «لست عليهم بمسيطر..» وايضا قال «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...» ٭ تبقى حرية الأديان من صميم دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. فما الداعي الى «خطاب السنة».. والذي ما انفك يبدر من اصحاب العقائد والديانات الاخرى؟! علماً بأن الدين الاسلامي هو مشروع السلام العادل، وما اسم الاسلام الا اشتقاق، لتصريف «نحوي» و«قاعدي» لمفردة «سلم، ،سلام وتسليم وإسلام».. ٭ يبقى السؤال.. أين مشروع الدعوة الى «السلم العالمي» الذي يتشدق به اهل الغرب واصحاب العقائد الاخرى، طالما انهم يرون بام اعينهم كيف تنتهك حرمات إحدى العقائد من التي تنادي الى «السلم في العالم».. وعلي مستوى بنية المفردة التي تحمل اسم الدين «الاسلام»؟!.. ٭ أم أن هناك من يسعى الى اثارة الفتن «بين الاديان» باسم الاساءة الى الاسلام كعقيدة؟! «وهل في تشويه صورته صلى الله عليه وسلم هزيمة للفكرة ام انتصار لها»؟! ٭ كفاية سفه.. وكفاية تجريح لمشاعر حاملي الاسلام كعقيدة.. وليحدث الغافل الجاهل ان لدين الاسلام رباً يحميه، هذا اذا عجز حاملوه من الدفاع عن رسولهم صلى الله عليه وسلم. ٭ وإلا فإن هناك مبرر موضوعي لكل الذي ظل يتباكى عليه ادعياء الحرية والديمقراطية في العالم.. من أن هناك خطاباً إرهابياً يحمله بعض غلاة «الاسلامويين» قد تضرر من فعله انصار السلم في العالم. ٭ يبقى الارهاب هو «العنف اللفظي» «فالحرب اولها كلام».. ثم من بعد يا خيل الله اركبي ... ٭ والارهاب هو الاساءة بعرض الافلام والصور الكاريكاتيرية وجرح الذوق العام لأصحاب العقيدة المعنية.. «لتستنفر كل الخلايا التي أضاعت بالنوم جهدها الكبير». ٭ والآن قد وضحت الصورة في من الذي يستنفر المشاعر ليحرك ادعياء الارهاب.. باسم العقائد.. فبالضرورة هم حتماً من يسعون الى التكريس لخطاب الاساءة الى إحدى العقائد.. دون الاخريات من البدع .. ٭ فهل سمعنا يوماً أن هناك من أساء من «يعبدون الانعام»؟!! ويبقى إذا كان هناك من يحجون الى الغرب عبادة للأصنام.. فبالضرورة عليهم احترام رسالة الانسانية الخالدة «الاسلام» واحترام مبعوثها النبي الامي والرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. «علم الهدى .. يا حبيبي يا رسول الله». هامش: ما حدث لا يمسحه الاعتذار طالما أن هذه الاشياء باتت تتكرر «بالتوالي» فإن كانت الدول المعنية بمصدر «الاساءة» «حريصة» على السلم العالمي بالتعايش واحترام الاديان، حتى ولو وفق قاعدة «ما لله لله وما لقيصر لقيصر...».. فليكن الديدن الالتزام الاخلاقي بحقوق الناس جميعاً في ما يعتقدون، وإلا فإن الادعاء الزائف سيقود إلى ما لا تحمد عقباه.. ويبقى التشدق بحوار الأديان.. ما هو إلا باب من أبواب زيف ما سمي بحريات الأديان «السؤال» أيصح أن هناك حرية للأديان..؟!! ورسول أكبر الديانات يساء إليه عياناً بياناً؟!! «استغفر الله العظيم وأتوب إليه».. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم..