يعتبر الشاعر وداعة محمد طلب أحد رواد شعراء أغنية الطنبور أو الدليب كما يحلو له أن يسميها وله اسهامات مقدرة وكبيرة في مشوار طويل مع الجيل القديم والحديث لفناني هذا النوع من الغناء لكنه لا يحب الأضواء كثيراً .عبر هذه المساحة نقف على تجربة هذا الشاعر الكبير الذي قدم افادات مهمة حول مشواره الغنائى. * صورة مقربة - الاسم وداعة محمد طلب مواليد قرية الركابية شمال السودان 1947م درست الأولية بموره والثانوية العامة بالمقل وعملت بالقوات المسلحة في الفترة من 63-1964م. * بداية المشوار مع الشعر عموماً؟ - ابان عملي في القوات المسلحة كنت أحرر صفحة في صحيفة حائطية يصدرها سلاح المهندسين في الستينيات تحت مسمى «مرآة السلاح» وفيها كنت أنشر أشعاري وكان قائد السلاح في ذلك الوقت العميد (م) أحمد محمد أحمد أبو الدهب يضطلع على هذه الصحيفة فأعجب بأشعاري ووجه بطباعة ديواني على نفقة القوات المسلحة واسمه «كلام في الحب» وفعلاً نشر الديوان ونال حظه من الاطلاع ووزع على المكتبات. * ما هي أول أعمالك الغنائية ومن تغنى لك فيما بعد؟ - تغنى لي الفنان عبد الرحمن عجيب أول أعمالي وهي قصيدة أنساك - وتفاحة البطانة وكذلك عاوز أكون رحال وهذه الأعمال قرأها في ديوان «كلام للحب» وطبعاً جمعتنا الصدفة في حي السجانة بالخرطوم حيث كنا نسكن كلانا. بعد ذلك توالت أعمالي الشعرية المغناة تباعاً فتغنى لي عيسى بروي وعبود تبوري وصلاح طه وثنائي العامراب ويعقوب تاج السر وود المساعيد وغيرهم والعطاء متواصل بإذن الله. * ماذا عن مشوارك الفني مع الفنان ود اليمني؟ - أولاً قبل الاجابة أرسل التحايا لهذا الهرم الفني الكبير وأتمنى من الله العلي القدير أن يلبسه ثوب العافية فهو الآن طريح الفراش بمنزله بجبرة ويعاني من مشاكل صحية وطبعاً علاقتي معه بدأت منذ الستينيات وربطتنا صداقة حميمة وكنت ولازلت من أكثر المعجبين بود اليمني الذي يعتبر أحد الرموز في أغنية الطنبور ومن الذين وضعوا اللبنات الأولى لها. وتعاونت معه في العديد من الأعمال الشعرية فاقت الخمسة عشر قصيدة أشهرها عاوز أكون رحال التي غناها بعد الفنان عبد الرحمن عجيب وأغنية ياها ذاتا وأغنية الحنين والغربة وكل هذه الأعمال مسجلة في مكتبة الاذاعة السودانية. * ما هو سر انتشار أغنية عاوز أكون رحال؟ - هذه الأغنية اشتهرت لأنها تتحدث عن الوطن شماله وغربه شرقه وجنوبه مثلها مثل أغنية أم در يا ربوع سودانا لأحمد عمر الرباطابي وهذه الأغنية نالت حظها من البث من هنا أم درمان وربما أنتجها التلفزيون القومي في فيديو كليب قريباً ويشرف على هذا العمل الأستاذ طارق جويلي. * في تقديرك ما هي مساحة أغنية الطنبور في خارطة الغناء السوداني؟ - أغنية الطنبور فرضت نفسها تماماً في خارطة الغناء السوداني منذ روادها الأوائل النعام وما بعده وسر وجود أغنية الطنبور أنها غير معزولة ومواكبة تماماً خاصة من حيث النصوص والأداء والألحان، وعلى سبيل المثال دخلت مفردات جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل المطار - والفولة اتملت - كما عالجت بعض القضايا الاجتماعية مثل قصيدة مرام ماجات وغيرها وأنا من أنصار تسميتها بأغنية الدليب وليس الطنبور لأن آلة الطنبور موجودة في الغناء السوداني عند قبائل شرق وغرب وجنوب السودان «سابقاً». * هنالك من أدخل آلات موسيقية مع الطنبور؟ - أنا ضد ادخال أي آلة أو آلات أخرى مع الطنبور يجب أن تظل أغنية الشمال حصرياً على آلة الطنبور فقط وأي عمل غير ذلك يعتبر تشويهاً غير مقبول وغير مستساغ للمتلقين. * ماذا عن ديوانك الشعري الذي طبع؟ - لدي ديوان شعر طبع عام 2007 تحت اسم ريحة الجروف كتب له المقدمة الأستاذ وابن المنطقة هاشم هارون وساهم كذلك في توزيعه لابد لي أن أحييه عبر هذا الحوار وهذا هو الديوان الثاني لي. هؤلاء في سطور * صندوق دعم المبدعين واتحاد أبناء كنَّار؟ - ليس للصندوق أي اسهام في مشاكل المبدعين وهم جميعاً يعانون الأمرين وصندوق أبناء كنار تجاهل أمر علاجي رغم انتمائي له. * محمد وردي وحميد والنعام؟ - وردي فناني الأول والأخير وحميد سبق زمانه بسنوات والنعام آدم لا يتكرر اطلاقاً. * نادي الطنبور وجماعة الدليب؟ - لابد أن يتوحدا لخدمة الأهداف المنشودة ويصبحا جسماً واحداً هذه رسالة لهما. * تحية واجبة؟ - تحية لمن يحملون هموم أغنية الطنبور صلاح حواية الله وعوض أحمدان وأحمد عبد الوهاب ولغيرهم.