من الملاحظ ان هنالك إقبالاً كبيراً وانتشاراً على مستحضرات التجميل العشبية حيث انتشرت في الاسواق العديد من محال بيع الاعشاب الطبية ومستحضرات التجميل، ولكن ومع ذلك يتخوف الكثيرون من مخاطر استخدام المستحضرات غير المطابقة للمواصفات والتي من الواضح بحسب الانتشار الكثيف لهذه المنتجات والتي اصبحت تدخل البلاد بكميات مقلقة وباتت تشكل هاجساً، الامر الذي أزعج العديد من المهتمين والخبراء في هذا المجال. وكنت قبل اسبوع هاتفت احد كبار الخبراء في مجال مستحضرات التجميل لمعرفة رأيه في تطورات سوق الاعشاب ذلكم هو الاستاذ عبدالوهاب احمد بابكر الخبير المعروف في مجال مستحضرات التجميل والادوية العشبية واحد كبار الناشطين في غرفة الاستيراد من الدول الآسيوية خصوصاً اندونيسيا وقد ادرت معه نقاشا مستفيضا عن الاعشاب والطب البديل والممارسات الخاطئة التي تتم تحت ستار هذا الضرب من ضروب التداوي. ان الادوية العشبية والمستحضرات المنتجة من المواد الطبيعية لمعالجة العديد من الاشكالات تعتبر من ارقى فنون العالم المتحضر ومن المعلوم ان التداوي بالمنتجات الطبيعية اصبح موضة عالمية وانتشر بين الشعوب نسبة لان المنتجات الطبيعية غير ذات ضرر خلاف المواد الكيماوية ولا تكلف مبالغ كبيرة وهي عوضاً عن ذلك ذات مفعول اكيد واثر فعال وفي بعض الدول اصبحت عملية تصنيع وانتاج الادوية والمستحضرات المستخلصة من المواد الطبيعية تتخذ اشكالاً جميلة للعرض ولها اماكن عرض لا تقل جمالاً عن افخم الصيدليات حيث يقول الخبير عبدالوهاب انه لاحظ في اندونيسيا وجود ( كبسولات ) مصنعة من نبات ( الكركدي ) السوداني وهي تجد اقبالاً كبيراً في تلك الاسواق ومن الواضح ان بلادنا يمكن ان تنتج العديد من المنتجات العشبية الطبيعية بما حباها الله من نباتات نادرة ونحتاج فقط لتجويد الصنعة وتحسين طرائق العرض وتشديد الرقابة على اسواق العشبيات وسلوكيات العشابين ولن يتأتى هذا الامر الا بإعمال كافة السلطات والقوانين المختصة بضبط وتنظيم الطب البديل . وكشف الخبير عبدالوهاب احمد بابكر انه ومجموعة من رجال الاعمال الناشطين في التبادل التجاري تمت دعوتهم لتناول طعام العشاء مع السفير الاندونيسي نسبة لنشاطهم التجاري المميز في مجال الاستيراد من اندونيسيا بما يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وبما يخلق المزيد من الروابط المتينة تجارياً وثقافياً واجتماعياً ، ان الاستفادة من البلدان المتقدمة في مجال المنتجات والمستحضرات الطبيعية يساهم في تطوير الصناعات الوطنية ويطور طرائق تصنيع الادوية العشبية وهو امر افضل من استيراد الغث والسمين من كافة دول العالم باعتبار ان هنالك العديد من الشركات العالمية تغرق الاسواق الافريقية والعربية بمنتجات وبضائع غير مطابقة للمواصفات لان التجار الناشطين في تسويق هذه المنتجات لا يطلبون البضائع ذات الجودة العالية وانما يكتفون بالبضائع الرخيصة الرديئة التي تتسبب في العديد من الاشكالات الصحية والاقتصادية وبالتالي هنالك فرصة جيدة عبر رجال الاعمال الوطنيين لمعالجة اشكاليات السوق. ولكن التحدي يظل قائماً امام السلطات المختصة لتشديد الرقابة على كافة البضائع والمنتجات الواردة من الخارج حتى يتم فحصها والتدقيق في مواصفاتها عبر المجلس القومي للادوية والسموم والجهات ذات الصلة . لقد رأينا العديد من الممارسات التي انتشرت تحت ستار الطب البديل وهي ممارسات قمينة بالمتابعة من اجل حماية الباحثين عن العلاج الطبيعي الآمن وغير المكلف وبما ان الاسواق السودانية اصبحت تعج بالمنتجات المتعددة والادوية العشبية ذات الدعايات العجيبة والمستحضرات الغريبة لمعالجة بعض المشاكل فإن قيام الدولة بمهمتها تجاه المجتمع وبالتضامن مع النشطاء الوطنيين في هذا المجال يشكل العلاج الناجع لمضار انفتاح اسواقنا على المنتجات الوافدة بكثافة .