لم تذكر دارفور وإلا وصفت بأرض القرآن وذكر الفاشر دار السلطان وذكر السلطان على دينار نفسه "سيدى على" والمحمل وكسوة الكعبة ، من منا لايتذكر مأساة دارفور أحداث الفاشر (2003- 2004) فلا زالت الساحة العالمية والإقليمية والمحلية تعج وتموج بآثارها ، مما يجدر ذكره فى أواخر عام 2006 كنا فى زيارة مشهودة بصحبة كوكبة الصندوق القومى للتأمين الصحى عقب أحداث الحركات المسلحة الشهيرة فى حينها ،إعلتينا الطابق الأول لهيكل أول عمارة يقول أهلها ستكون من أربعة طوابق لم يكتمل حتى طابقها الأرضى فكانت الوحيدة بالفاشر آنذاك " عمارة مجمع جبل مرة الطبى" سألت الدكتور سليمان عبدالرحمن مفوض العون الإنسانى الحالى وكان وقتها مديرا عاما للصندوق القومى وفى حضور مدير الصندوق بالولاية الدكتور أشرف محمد أبكر رد الله غربته لماذا هذه العمارة هنا وسط أجواء الحرب ؟ فرد الدكتور سليمان بسرعة ودون تردد وكأنه يريد تأنيبى " التنمية تبدأ هكذا " إلا أننى أدركت أخيرا عام 2012 ماكان يقصده الدكتور سليمان فعلا هكذا بدأت التنمية! ،فالفاشر 2012 ليست تلك الفاشر 2003 تطاول فى البيان وبأحدث معمار وقصور ماشاء الله بأحدث طراز معمارى وعن القصر الرئاسى حدث ولاحرج ولكن ! حكايات مزهلة يرويها أهالى شمال دارفور عن مأساة سوق المواسير ويقولون إن الذين تسببوا فيه قصدوا به تدمير البنية الإقتصادية لدارفور هم أصلا من خارج ولايات دارفور! ، فما بال الإقتتال الذى أصبح مشاعا ،وأنواعا من المسكرات والمخدرات التى تجاوزت الحشيش المنتشر فى كل مكان "الطفل الهارب ،الإسكراتش ، شاشينا ،هيرويين ،كوكايين وأسماء وأنواع لا أعتقد أنها تكون معروفة حتى لبعض تجار المخدرات أنفسهم ، إلا أن والى شمال دارفور عثمان كبر فجرها داوية قائلا "القتل أصبح سهلا وفى كل مكان ،السلاح منتشر فى أيدي الناس ،حركات مسلحة مؤيدة ومعارضة" ، ويؤكد بأن منطقة "هشابة " خارجة عن أيدى السلطة فأصبحت دروة لتصفية الحسابات بين الحركات المسلحة وسوقا لتجارة المخدرات والمسكرات، فيما يؤكد مواطنون بأن بعض معسكرات النازحين أصبحت مكانا لتسويق المخدرات والمسكرات والفساد ،إلا أن كبر رن جرس الإنذار حينما قال "الطفل الهارب " مهدد خطير لإستئصال شعب دارفور! ولكن ماهو الطفل الهارب ؟ يوضح كبر عبارة عن بدرة فى كيس صغير سريع الذوبان مسكر ومخدر فى آن واحد وبفعالية ،إلا أن مكمن الخطر فيه كما أشار إليه الوالى كبر أنه يفقد "الرجولة والخصوبة " ومازاد مكمن الخطر يقول مختصون فى الشأن ل"الصحافة" الطفل الهارب واحد من أنواع كثيرة من المخدرات ولكنه أخطرها جاءت به الحركات المسلحة لكبح جماح الشهوة عند قواتها المقاتلة إلا أنه سرعان ما تسرب وسط المواطنين سيما الشباب المراهقين والمراهقات ، هذا يتطابق مع تقرير أمنى مستقل خطير جدا يؤكد بان الحرب التى شنتها أمريكا وأوربا وبعض دول أمريكا اللاتينية على تجار المخدرات ومنها الكوكايين جعلت تجار المخدرات يتجهون بها إلى دول غرب افريقيا وتقدر بحوالى (90) طن سنويا من الكوكايين والأنواع الأخرى ، ويشير التقرير إلى أن تجار المخدرات يركزون على الدول الأفريقية التى تحكم عسكريا أو مناطق سيطرة الحركات المسلحة المناوئة لحكوماتها ويفيد بأن تجار المخدرات يعملون على رشوة هؤلاء الحكام الأفارقة لحماية هذه الكميات لإعادة شحنها لأوربا ، ويبين التقرير أن المقابل فى الرشوة نفسها تتم بكمية من المخدرات يتم بيعها محليا ،إلا انه لم يستبعد أن تكون ذات الكميات المتجهة لأوربا قد ضلت طريقها أو ذهبت عمدا لبعض الدول الأفريقية خاصة تلك التى تنتشر فيها الحروب وتكثر فيها الحركات المسلحة ، إلا أن الوالى كبر نفسه يتهم جهات لم يحددها تعمل على توزيع الطفل الهارب مجانا للمواطنين ،إعتبره مراقبون عملا مقصودا لإحداث خلل وسط إثنيات دارفور