"نعم " "لا " تلك الطريقة التي درج البرلمان على أن يصوت بها على كافة القضايا التي تحتاج للمصادقة أو الاجازة ولا يلجأ الى التصويت بالوقوف الا في حال أن تشكل الاصوات الناطقة "بلا" الاغلبية وذلك لفرز الكيمان وعندها يقع المثل تمخض الجمل فولد فأراً فسرعان ماتذوب اللاءات وتكون الاغلبية "للنعم " وتختل الموازين وتتبدل المواقف ليتبادر سؤال للمراقب لتفاعل النواب مع القضايا فهل فعلا يدركون أهمية كلمة "لا " أو "نعم " وهل فعلا بداخل كل نائب قناعة راسخة بانه انتخب من الشعب أم عين من قبل الحكومة ليكمل الصورة بطريقة مشوهة للدولة الديمقراطية، عملية فرز الكيمان التي دائما ما تلجأ لها المنصة في حالة كثرة الاصوات الرافضة لقانون ما او بيان لوزير او اجابة على سؤال تكررت داخل قبة البرلمان وآخرها كان في جلسة الاسبوع الماضي التي ناقشت تقرير لجنة العمل حول اجابة وزير الموارد البشرية عن "الخريجين والعاطلين " فمقدم السؤال الذي اجرى مداخلات لاكثر من مرة عبر نقاط نظام ليهاجم تقرير اللجنة ويتهمها باقصائه عن اجتماعاتها ويؤكد انها اوردت في التقرير معلومات مضللة ليطلب في نهاية حديثه ارجاء النقاش وعند فشله في ارجاء التقرير اعلن قبيل طرحه للاجازة من قبل النواب انه ضد التقرير وقال بالحرف "ابرئ ذمتي من هذا التقرير " تمسك النائب بمواقفه وكشفه عن معلومات لم تورد في تقرير اللجنة متعلقة بعجز صندوق الخريجين جعل نواباً يقتنعون برفض التقرير فعند عرضه للاجازة شكلت الاصوات الرافضة الاغلبية وبدت على النائب علامات السعادة لانتصاره لقضية الخريجين ولكن لم تكتمل فرحته فما ان لجأت رئيسة الجلسة سامية احمد محمد للتصويت بالوقوف حتى تبخرت الاصوات التي شكلت الاغلبية ليصبح عدد الرافضين لاجازة التقرير (23) فقط والذين امتنعوا عن التصويت (15) ولتقف الاغلبية الساحقة مع اجازة التقرير ويبدو أن الشيخ العلامة البروفسور الحبر نور الدائم رأى أن ينأى بنفسه عن الشبهات فلم يقف الرجل لا مع المؤيدين ولا الرافضين ولا الممتنعين .