٭ مازال التمويل الأصغر في السودان أمنية يسعى الفرد ل «اصطيادها» لتوظيف المال في رتق الفجوة المعيشية التي كثيراً ما تتسع ويوميا مقابل العجز عن الحصول على حفنة من الجنيهات تحصل بها الاسرة على لقمة تسد الأفواه الجائعة وتنساب آمنة الى الجوف عبر مشروع تسترد فيه الجهة المانحة «رأس المال» وفق جدول أقساط شهرية. ٭ يطرق المواطن باب التمويل الأصغر الذي يحتل الاعلان عنه مساحات واسعة في الصحف وعبر تصريحات وزارة الضمان الاجتماعي التي تجيد «القول» لا «الفعل»، وفي «البال» مشروع يباعد الفقر ويحمي من السؤال مدعوم بدراسة جدوى متخصصة تحمل في تفاصيلها السداد. ٭ أول «عقبة» في انسياب مال التمويل الاصغر هي «مشرعو التمويل» نفسه، فالمشرع او المانح وعبر آليات نيل حصة التمويل الأصغر يضمنها «اشتراطات» تحول دون الانطلاقة الاولى بسلام، فالزام طالب التمويل ب «شيك ضامن» للمشروع هزم فكرة التمويل إن لم يكن أفشله تماماً وجعل آمال المواطن في الحصول عليه « سراب بقيعة» وحتى لو تبدل الحال بوجود برنامج آخر في قلبه شيء من المرونة والسلاسة إلا أن «المعنى» في مضمون الشرط موجود ولو عبر آلية أخرى. وبانتشار التمويل الاصغر في المجتمع السوداني سعى المواطن للوعي بالفكرة ونيل مكتسبات «التثقيف» فيها، عله يجد مخرجاً في تحسين الوضع الاقتصادي الاسري ومواجهة الاعباء الاخرى التي تنصلت الدولة عن توفيرها من تعليم جيد النوعية وعلاج ودواء ووجبات «تزيد عن الواحدة في اليوم» لذلك جاء اتجاه خطوته نحو تكوين مشروع صغير لا يخرج عن إطار رأس المال الصغير منفذاً وعوناً في حياة مستقرة. واجراءات التمويل الاصغر يرافقها بعض من التأخير رغم الالحاح المتواصل من المواطن عبر «التردد على كاونتر» المؤسسات المختصة لوضع المال المطلوب في قالب الحاجة الآنية التي تفلت فرصتها وتتسرب بسب تطويل هنا وتعطيل هناك، الأمر الذي يخرج المواطن من دائرة فرحة خواتيمها الضياع المرتبط ب «الاجراء البطئ». وجود دكتور بدر الدين عبد الرحيم صاحب التخصص الرفيع في الاقتصاد والباحث في شؤونه التفصيلية والدقيقة والجراح الماهر للجسد الاقتصادي للوصول الى تضميد الجراح، على رأس وحدة التمويل الأصغر يدعو الى «التفاؤل» بوجود «ابداع وابتكار» في خطى التمويل الأصغر القادمة عبر منهجية جديدة لارساء آليات فاعلة تسمح بمرور «طلبات» المواطن، وتستصحب تدفق التمويل فوراً وفق «شروط معقولة».. فهلا نطمع؟ همسة لعينيها.. طفلتي أنظم قصيدتي الأولى وأكتب على أهدابها اسماً جديداً يمنح الفرح ضجة.. والنهار ألقاً ووجهاً جديداً للحياة.. هنا