أجري الرئيس عمر البشير أمس، اتصالا هاتفيا برئيس دولة جنوب السودان ، سلفاكير ميارديت، تناولا فيه قضايا الارتباط بين البلدين وسبل معالجة الموضوعات المعلقة ،واتفقا علي التوجيه بتسريع عملية تنفيذ اتفاق التعاون المشترك الذي تم توقيعه بينهما في أديس أبابا. وعبر رئيس دولة جنوب السودان عن ترحيبه بالدعوة التي وجهها وزير الدفاع رئيس اللجنة السياسية والأمنية، الفريق عبد الرحيم محمد حسين، للجانب الآخر من دولة جنوب السودان للانعقاد بالخرطوم. واتفق الرئيسان البشير وسلفاكير أيضا علي تسريع الحوار حول قضية أبيي للوصول إلي الاتفاق الذي يحقق الاستقرار والأمن بالمنطقة. إلى ذلك قال سلفاكير أمس إن السودان وضع عقبة جديدة أمام ضخ نفط الجنوب إلى الاسواق العالمية بعد ما فرض «شروطا مستحيلة» مما يقوض خطط استئناف الإنتاج بعد توقف دام 11 شهرا. وقال سلفاكير إن السودان وضع الآن شرطا جديدا لإعادة تشغيل خطوط الأنابيب إذ طلب من الجنوب نزع سلاح متمردي «الحركة الشعبية -قطاع الشمال». وأضاف كير في كلمة ألقاها في جوبا أمام حكام الولايات ومسؤولين من الأممالمتحدة «إنها مهمة مستحيلة تلك التي يريد أشقاؤنا في الحكومة السودانية أن نضطلع بها. لهذا السبب رفضت الخرطوم قبول مرور نفط الجنوب عبر أراضيها وصولا للسوق.» وتابع «نحن دولة مختلفة والحركة الشعبية في دولة أخرى. لا يمكن أن نتصور قيام جيش أجنبي بدخول دولة أخرى للقيام بنزع سلاح. هذا لا يمكن أن يتم ولن يحدث.» (الوطني): الجنوب سيكون الخاسر من فشل اتفاق التعاون: وفي السياق ذاته حذر المؤتمر الوطني، حكومة الجنوب من ان يؤدي التلكؤ والتباطؤ في تنفيذ اتفاق التعاون الى مزيد من التفكك والدمار في الاجهزة النظامية وانهيار دولة الجنوب، وقطع بأن السودان ليست له حاجة ماسة الى اتفاق التعاون «كما يحتاج اليه الجنوب.» وقال القيادي البارز في المؤتمر الوطني، الدكتور قطبي المهدي، في تصريحات صحفية امس ان التلكؤ في انفاذ اتفاق التعاون المشترك من قبل دولة الجنوب يؤكد الفوضى التي تضرب مفاصل الدولة والنظام بجوبا، وأضاف انه اذا كان رئيس دولة الجنوب نفسه يوقع اتفاقاً في مصلحة دولته ومن ثم يبدأ في عرقلته فهذا يوضح ان هنالك قيادات نافذه في حكومته ضد الاتفاق ويستطيعون فرض ارادتهم علي سلفاكير لتعطيل الاتفاق «،وذكر ان ذات العناصر الرافضة للاتفاق تصر علي دعم الحركات المتمردة وقطاع الشمال وتستضيف قياداته « عقار وعرمان « في جوبا،وقال « اذا لم يستقر الجنوب سيظل الشمال يعاني من تلك التيارات المعادية له « ،وطالب لجنة الوساطة الافريقية اذا كان لها دور في الاتفاق ان تلزم حكومة الجنوب به. ووجه القيادي بالمؤتمر الوطني رسالة للمراهنين علي اسقاط النظام بما فيهم الجنوب بأن الحكومة لن تسقط «لان النظام في الخرطوم كبير والبلد ليس في حاجة ماسة لاتفاق التعاون بقدر ما تحتاج اليه دولة الجنوب»، وحذر من ان الفشل في انفاذ الاتفاق سيؤدي الى مزيد من التفكك والدمار في الاجهزة النظامية لدولة الجنوب وسيحدث انهياراً لدولتهم ،مؤكدا ان الاتفاق يعطي فرصة للجنوب لتنمية اجهزته النظامية وان يكون جيشاً متماسكاً «ولكن السودان ليس لديه ما يخشاه»