اتفق الرئيسان عمر البشير والفريق سلفا كير مياريت رئيس دولة الجنوب عبر اتصال هاتفي أجراه الرئيس البشير أمس، على العمل مَعَاً من أجل تسريع خطوات إنفاذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بين البلدين بأديس أبابا أخيراً، بجانب تسريع وتيرة الحوار حول ملف أبيي الذي شارفت مهلته على الانتهاء، في وقت استهل فيه د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية وعلي أحمد كرتي وزير الخارجية أمس - كلاً على حدة -، جولاتهما الأفريقية التي تشمل عدداً كبيراً من دول غرب وجنوب أفريقيا بغرض حشد الدعم لتثبيت حل ملف أبيي في الإطار الأفريقي. وتطرق البشير وسلفا كير خلال المحادثة الهاتفية إلى العلاقات بين البلدين وضرورة الدفع بها إلى الأمام، وأعلن سلفا كير ترحيب بلاده بدعوة الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع لنظيره الجنوبي للمشاركة في اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة التي تنعقد بالخرطوم خلال الأيام المقبلة. وفي السياق، كشف ميان دوت وول سفير دولة الجنوببالخرطوم، عن توجيهات أصدرها رئيس دولة الجنوب لوزير دفاعه بضرورة الاتصال والتنسيق مع رصيفه السوداني للتسريع بعقد اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة. واعتبر ميان أن حرص الرئيسين على تنفيذ الاتفاق يعد المطلب الأساسي للطرفين. ونوه ل (الرأي العام) أمس إلى أن التوقيع على اتفاق التعاون أكمل شهرين دون حُدوث واقع عملي على الأرض، وكشف عن اتجاه لعقد الوساطة الأفريقية اجتماعاً مع السياسية مطلع ديسمبر المقبل. وفي السياق، قال الفريق سلفا كير، إن السودان رفض الموافقة على مرور صادرات النفط من الجنوب عبر أراضيه بعدما تقدم بطلبات مستحيلة. وقال سلفا كير أمام مسؤولي الحكومة في جوبا حسب (رويترز) أمس، إن الخرطوم طلبت من الجنوب نزع سلاح متمردين يقاتلون الحكومة كشرط للسماح بنقل صادرات النفط. وأضاف أنها مهمة مستحيلة تلك التي يريد أشقاؤنا في الحكومة السودانية أن نضطلع بها. لهذا السبب رفضت سلطات الخرطوم قبول مرور نفط الجنوب عبر أراضيها وصولاً للسوق. وفي الأثناء، قال د. قطبي المهدي عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، إنّ اتفاق التعاون بين الخرطوموجوبا في (غرفة الإنعاش)، وأوضح أن التلكؤ من الجانب الجنوبي بشأن تنفيذ الاتفاق يؤكد الفوضى التي تضرب مفاصل النظام في جوبا، وأرجع التلكؤ إلى عرقلة نافذين يعملون ضد الاتفاق في جنوب السودان ومستعدون لفرض سيطرتهم وإرادتهم على سلفا كير رئيس دولة الجنوب، وزاد: بالتالي يمكن تعطيل الاتفاق. وأوضح للصحفيين أمس، أنّ إصرار تلك العناصر على دعم التمرد في الشمال واستضافة ياسر عرمان ومالك عقار في جوبا يؤكد أن اتفاق التعاون غير قادر على الصمود، وقال إن الاتفاق في (غرفة الإنعاش)، إلا في حال تدخل الوساطة بدور يلزم الجنوب بما تم الاتفاق عليه، وحينها سيصبح هناك أمل. وحول إمكانية استفادة الجنوب من المحاولة التخريبية، قال د. قطبي إنّ النظام في الخرطوم لن يسقط في ظل هذه التعقيدات لأنه نظام كبير، وإن البلاد فيها موارد وإمكانات وليست بحاجة ماسة لاتفاق التعاون مع جوبا، وإن الأخيرة بحاجة إلى الاتفاق أكثر من الخرطوم، وأشار إلى أن الصراعات في حال عدم تنفيذ اتفاق أديس ستؤدي إلى التفكك والتفسخ في الأجهزة الأمنية الجنوبية والذي بدوره سيؤدي إلى انهيار حكومة الجنوب، وقال إن الاتفاق كان سيعطي جوبا فرصة ضخ النفط الذي سيمكنها من تمويل أجهزة الدولة وضمان تماسك الجيش الشعبي، وأضاف: في حالة استمرار الوضع الراهن فإنّ انهيار الجيش الشعبي ودولة جنوب السودان وارد جداً لكن بالنسبة للشمال لا توجد مشكلة، وأن فشل الاتفاق سيكون كارثة على الجنوب أكثر من الشمال. وعلى الصعيد، تنظم الهيئة الشعبية لمنطقة أبيي صباح غد الأربعاء، مسيرة حاشدة بميدان أبو جنزير ومن ثم تتجه إلى مكاتب الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي بالخرطوم لتسليم مذكرة بشأن رفض مقترح ثابو امبيكي. وقال الطاهر الحاج الرقيق نائب رئيس الهيئة حسب (أس. أم. سي) أمس، إن المسيرة ستسلم مذكرة تتعلق برفض الهيئة لمقترح رئيس الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي حول أبيي، وأبان أن المذكرة سيتم تسليمها لمكاتب الإتحاد الأفريقي بجانب الأممالمتحدة. وناشد الرقيق أبناء أبيي من المسيرية للحضور في الزمان والمكان المحددين، وأشار إلى إلى أن الهيئة باشرت الإجراءات اللازمة مع السلطات لخروج المسيرة السلمية الرافضة لمقترح امبيكي حول المنطقة.