يبدو ان تحذيرات والي الخرطوم، الدكتور عبد الرحمن الخضر، التي اطلقها لوزارة التربية والتعليم بولايته، مطلع العام الحالي، وذكرها في اكثر من مرة،قد أتت أكلها، عندما طلب اليها ان ترفع اليه كامل احتياجاتها للعملية التعليمية دون مداراة عن النقص الحاد في الاجلاس والمعلمين، والكتاب، وتهيئة البيئة التعليمية، محملا الوزارة كامل المسؤولية حال شكواها من اي نقص يطرأ بعد ذلك، خاصة وأن نتيجة امتحان الاساس العام الماضي والتي بلغت (63%)، قد اظهرت فشلا واضحا للوزارة في ادارة العملية التربوية بحسب مسؤولين تربويين ، فقد افلحت تلك التحذيرات واتت اكلها، برفع نسبة النجاح العامة في امتحان شهادة الاساس للعام (2009م 2010م) الي (83%) بزيادة (20%) عن العام المنصرم. وبدا والي الخرطوم، الدكتورعبد الرحمن الخضر قبل انتخابه، أكثر تشددا وصرامة عندما كان يتحدث حينها في ميدان شمبات ببحري، منتصف العام الجاري، اثناء تدشين المرحلة الاولي من وحدات الاجلاس الخاصة بالمدارس الثانوية، البالغة نحو (10) آلاف وحدة، وكأنه كان ينظر الي مثل هذا اليوم الذي ستعلن فيه نتائج شهادة مرحلة الاساس، ومن بعدها نتائج المرحلة الثانوية، ويحصد فيها الابناء والآباء ثمار مابذلوه من جهد، مؤكدا في ذلك الوقت، ان العملية التعليمية لن تمضي دون وجود المعلم الموفق، رأس الرمح في العملية التربوية، ولفت وقتها الي ان هنالك تكدسا واضحا للمعلمين في محليتي ام درمان وبحري، وأن الولاية ستعمل علي معالجة ذلك الخلل (دون مجاملة) وأن هنالك نقصا في المعلمين يقدر بنحو (3) آلاف معلم ومعلمة ، مشددا علي أن ولاية الخرطوم يتواجد بها اكثر من (600) معلم يفتقدون مقومات التدريب، مؤكدا أن الولاية أكملت سد النقص في الاجلاس بنسبة 100% وان جميع المدارس التي تأثرت بالأمطار والسيول التي ضربت الولاية وقتها تم ادخالها في برنامج التنمية التكميلي للولاية. وبهذه العبارات، استصحبت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، حديث الوالي بشكل جدي، بغية تفادي الاخطاء التي صاحبت العام المنصرم، والتي ظهرت في أداء التلاميذ الذي لم يتجاوز في مجمله نسبة ال(63%) من النسبة العامة، ماترك أثرا بالغا في نفوس الكثير من الآباء والأمهات بولاية الخرطوم، والمراقبين للشأن التعليمي خاصة، اضافة الي بروز الضعف الواضح في المواد الاساسية (اللغة العربية والرياضيات واللغة الانجليزية)، واستصحبت الوزارة هذه التحذيرات في الاعداد المبكر للعام الدراسي الحالي، الذي ستعلن فيه نتائج مرحلة الاساس اليوم. وتسلم والي ولاية الخرطوم، الدكتور عبد الرحمن الخضر ظهر أمس نتيجة مرحلة الأساس بالولاية، والتى ستعلن خلال مؤتمر صحفي فى الحادية عشرة من صباح اليوم الأثنين بصالة المعلم بالخرطوم، وذكر وزير التربية والتعليم بالولاية، الامين عبدالقادر بحسب وكالة السودان للانباء (سونا)، أن هناك تقدماً ملحوظا قد طرأ فى نسبة النجاح العامة حيث بلغت هذا العام (83%) مقارنة ب (63%) للعام الماضي، كما أن هناك تقدما كبيرا فى نسب النجاح فى المواد الأساسية المتمثلة في مواد الرياضيات واللغتين الانجليزية والعربية، وقال الوزير إن الوزارة تبذل قصارى جهدها لتحقيق النتائج المشرفة والمرجوة خلال الأعوام القادمة بالوصول الى معدلات تصل الي ( 85- 90% )، وتجدر الاشارة الي ان عدد الطلاب الذين جلسوا للامتحان هذا العام بلغ ( 116840 ) طالباً وطالبة من بينهم ( 61256 ) بنين، و( 55584 ) بنات. ويري خبراء تربويون تحدثوا ل»الصحافة»، ان وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، انتهجت خلال الاعوام الماضية، سياسات تعليمية متخبطة ووصفوها ب»الفاشلة» تمثلت في عدم قدرة الوزارة علي الايفاء بمتطلبات العملية التعليمية الاساسية والمتمثلة في نقص المعلمين، وعدم تدريبهم التدريب الكافي، بجانب النقص في الكتاب المدرسي والاجلاس والبيئة التعليمية غير المشجعة، التي تم اسنادها الي المحليات والتي أشاروا إلى أنها لا تمتلك المقومات في ادارة عمليات التعليم، بجانب عدم الفصل بين المدارس الحكومية والخاصة، اضافة الي القضية الاساسية والمتمثلة في ضعف التمويل من قبل حكومة الولاية، ما انعكس سلبا علي أداء مهامها وظهور ذلك في النتائج التي ظهرت خلال الاعوام السابقة، خاصة في نتيجة العام الماضي ( التي انكرها الوزير) بحسب الخبراء وارجعها الي الضعف في نتيجة اتحادات المعلمين وغيرها، مشيرين الي ان عملية النجاح ليست بالصعوبة كما يتصورها ولاة الأمر، ولكن الصعوبة في (المحافظة عليها).