ما بين احداث وظواهر حزينة وسعيدة يلملم عام 2012م اوراقه تأهباً للرحيل وافساح المجال لعام جديد، وقبل رحيل العام هناك ملاحظات وظواهر وضحت في العام الذي تقارب أيامه من الانتهاء، تستحق ان تسلط عليها الاضواء حتى لا تتطور لتصل الى مرحلة الازمة في العام الجديد، وابرز الظواهر التي حملها عام 2012م تمتدد مساحات صالات البلياردو والالعاب الالكرتونية التي جاءت خصماً على تحصيل الطلاب والتلاميذ الاكاديمي، حتى باتت أمراً يؤرق مضاجع الاسر، وذلك لأن هذه الصالات باتت وجهة شريحة من يطلق عليهم نصف الحاضر وكل المستقبل، بدلاً من ذهابهم نحو قاعات الدرس بمرحلتي الاساس والثانوي. وفي هذا السياق عبرت ربة المنزل سلمى هارون حماد بمنطقة اركويت، عن سخطها على تلك الأندية وصالات البلياردو والالعاب الالكترونية التي تكشف انها قد شكلت لها معاناة حقيقية، وشكت من استمراريتها في ملاحقتها لابنائها الصغار من نادٍ الى «مقهى نت»، بالرغم من منعها لهم، الا انها اكدت أن الطفل دائماً يحتاج الى متابعة ورقابة، كما حملت الجهات الرسمية المسؤولية، ورأت أن دور اللجنة الشعبية يجب ان يكون اكثر فعالية وصرامة في هذه القضية الكبيرة، وقالت: «نحن لا نريد منعهم ولكن نريد حلاً يحفظ ابناءنا». وحول بروز هذه الظاهرة تحدث ل «الصحافة» مدير مؤسسة نور للتعليم الخاص بمنطقة الشاحنات جنوبالخرطوم، ابراهيم الطاهر، الذي كشف بدوره عن الظاهرة الخطيرة التي تفشت بصورة كبيرة أثناء العام الحالي، مقراً بأنها مهدد حقيقي لمستقبل الطلاب، واصفاً دور اندية الترفيه بأنها صارت ملجأً للطلاب بدلاً من الفصول، وحمل من جانبه المسؤولية الى الاسرة بعدم متابعتها الجيدة لابنائها، وقال ان هذه الظواهر تعيق مسيرة الطالب وتقف في طريق تحقيقه النجاح، وتمنى أن تحل هذه المشكلة، موجها رسائل لعدد من الجهات منها اللجان الشعبية في الاحياء التي طالبها بأن تعمل على محاربة هذه الظواهر للحد منها، كاشفاً عن تغيب الطلاب عن المدراس واتجاههم لممارسة البلياردو والالعاب الالكترونية دون معرفة اولياء امورهم، معتبراً أن هذه القضية من المعيقات التي تهدد مسيرة التعليم في السودان. ويؤكد تلميذ فضل حجب اسمه ذهابه الى صالات المشاهدة يومياً ليمارس هوايته المحببة في لعب البلياردو وغيرها، موضحا أنه يوفر المال المطلوب من المصروف الذي تمنحه له اسرته لوجبة الفطور، وقال انه كثيراً ما يتحايل على اصحاب محال الالعاب حتى يتمكن من الدخول اذا لم يكن يملك نقوداً. الا ان سعيد عبد الرحمن دياب صاحب صالة العاب الكترونية ومشاهدة وبلياردو بأركويت فقد أكد منعه دخول الطلاب والتلاميذ صالة الالعاب التي يديرها اثناء ساعات اليوم الدراسي، وقال: نحن نختلف عن الصالات الاخرى التي لا اعرف ضوابطها، ولكننا نتشدد في المواعيد التي نسمح فيها للطلاب بدخول الصالة وهي الساعة الثالثة ظهراً، كما نفرض عليهم ضوابط اخرى داخل الصالة ولا نجامل فيها، وكل ذلك حرصاً منا على مستقبل هؤلاء الشباب. أخيراً ونحن نسدل الستار على عام مضى، فمثل غيرنا نتمنى ان تُسدل معهُ معاناة أولياء الأمور تجاه هذه الظاهرة السالبة التي تعد واحدة من ظواهر كثيرة برزت في عام 2012م، وتحتاج لاهتمام من جانب السلطات والمجتمع.