«تنساح دائماً موجة التحرر الوطني إلى مدى أبعد» هذه الموجة من هذا الخضم فيضان زاخر بين الأمم ومن الموجة فاضت لجة تكسح الذل وتجتاح الرمم بين صيحات تعالت مثلما يقذف البركان أشلاء الحمم والتقى التيار وانساح كما تحضن العالم أفواه الخضم من دجى العسف بدا مولدها كانبعاث الفجر من كهف الظلم شهد التاريخ كم من فاتح لطخ الأرض وعادى وانتقم من جنون العسف يمشي ثملاً فاجر الإحساس تياه القدم يغرس الشر ويسقي غرسه يظلم الحق ويدني من ظلم ما الذي يجنيه من بركة دم غير بغض الشعب ما دام عزم قد بدا من ثغره فيض السنا وطغت لجته ثم انتظم فمضى ثم مضت آثاره وكما ينهزم الليل انهزم ومشى المحكوم نشوان الخطى يملأ الأرض حياة بالنغم وتخطت أرضه أفراحه لشعوب ظامئات وأمم نسمة لو مس بيداً نفحها نضر النبت ثراها وابتسم ستظل الأرض ما دامت لها جنة الفكر ومرقاة الهمم وإذا عاش روحا عطرها عاش للخير وتقديس القيم أنت مني أنت إنسان إذا غمرتنا وكلانا محترم ٭٭٭ حسب هذا العصر روح زحمت رحبة النفس وآفاق القلم كلما امتدت فحيت أمة هتف الفتيان لبيك نعم إنها حرية دافقة تنشر الأقطار من لحد العدم صعدت تخشع في الدنيا لها نفس حر قدست هذا الحرم طرب الشرق وغنى عرب وشدا الجالس في ظل الهرم إنه حر وحريته نعمة من فيضها كل النعم وتغنى حر أوروبا بها وشعوب من بعيد وأمم ثم دوى الطبل في إفريقيا فشجا حرا بأمريكا النغم نغمات صعدت وامتزجت فهى لحن واحد فيه ضرم