تكهنات راجت بسرعة حالما هبطت الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الدكتور نافع على نافع مطار كادقلى وقد سبقته طائرة رئيس البرلمان كذلك على رأس وفد برلمانى رفيع ، زيارة نافع تم تأجيلها إسبوعا ، وفى البال زيارة سابقة لنافع لم تكتمل ابان ملتقى كادقلى للسلام الذي حالت كاتيوشا التمرد بينه وكادقلى ، فيما راجت تكهنات أخرى بذات السيناريو ،فسألت أحد قيادات الولاية عن الحالة الأمنية فرد بلا دبلوماسية «ناس التمرد يكرهون نافع وحتشوف السخانة بعد شوية» فيما رد آخر بقوله «أصلا كادقلى مسخنة منذ يوم الكتمة»، إلا أن رد الإثنين معا يؤكد أن للتمرد رسائل لازالت تعج بها الساحة فى كادقلى وتوقعنا أن نشاهد فلما حيا بسيناريو إمتلأت به المواقع الإسفيرية..ولكن رئيس البرلمان ترجل عن سيارته راجلا لمسافة أكثر من نصف كيلو مبادلا المواطنين الذين إصطفوا على جانبى الطريق،وكانت تلك اولى الرسائل بأن المدينة آمنة، إلا أن لقاءات نافع نفسها كانت بمثابة التأكيد على إتساع الرقعة الأمنية، التي زينها إنتشار الكاكى فى كل مكان على أسطح المبانى العالية وقمم الجبال الشاهقة والطرق والساحات والغابات وإستعراض من نوع آخر للطائرات كادت أن تلامس بحركاتها البهلوانية أسطح سيارات الموكب من المطار إلى المدينة ،جميعها تغرس فى نفس الزائر الاطمئنان وتؤكد بأن القوات السودانية قد بسطت سيطرتها الكاملة ومن هنا جاءت الرسائل. رسالة أولى نافع الذي حرص على بث رسائله قبل يوم من إنطلاقة أعمال لقاء القمة بين البشير وسلفاكير وقبل إسبوعين من جلسة مفاوضات متوقعة بين الحكومة وقطاع الشمال، يقول نافع «أن ما شاهدته من لقاء حاشد بكادقلى رجالا ونساء تؤكد أن من أراد النيل من كادقلى طلب المستحيل»، مشبها محاولات التمرد للنيل من كادقلى ب(لحسة الكوع) وقال إنه ظل يرددها بإستمرار لأنها قاعدة تغيظهم ولم يكتفِ بذلك فحسب بل زاد عليها (كادقلى لحسة كوع وسف التراب وستكون مقبرة لهم ) ،إلا أن نافع أكد بأن الإحتفال بعيد الإستقلال فى كادقلى بمثابة التأكيد على الوقوف خلف القوات المسلحة والقوات المساندة لها والمرابطة معها من الشرطة والأمن ومن المجاهدين من قوات الدفاع الشعبى حتى تكتب شهادة الوفاة الكاملة للتمرد بكل أنواعه فى جنوب كردفان والنيل الأزرق وفى دارفور فى العام الجارى 2013 ، وقال نافع القضية ليست كادقلى فهى (آمنة) برجالها ونسائها ،ولكننا نؤكد (ولا شبر واحد) ما بنديه لخارج أو مارد أو ناهب سلاح أو قاطع طريق عايزين نسلم كل هذه الإخلالات بالأمن للقوات النظامية عشان ننصرف لقضيتنا الحقيقية بناء السودان وتعميره ،فيما جاءت التطمينات حالا من والى جنوب كردفان أحمد هارون مشيدا بترابط أهل كادقلى وجسارتهم وتعاونهم ووقوفهم خلف القوات المسلحة والقوات المساندة وزاد قائلا ديل قادرين يقلعوا التمرد (قلعة ضرس ورانى ) وزاد دا قريب جدا بإذن الله تعالى . الطابور الخامس يقول الدكتور نافع الحديث والإحتفال من كادقلى له طعم خاص ومعنى خاص ولا يهابه المتمردون لوحدهم بل من هم وراءهم من قريب أو بعيد، ولم يترك نافع مساحة للتفكير فأردف قائلا (الجماعة البحرشوهم) كلهم بإسم الحركات المسلحة لتعطيل المسيرة مؤكد أن مسيرة الإنقاذ ماضية ولن تتعطل على مدار (23) عاما من التنمية والخدمات خبروها وعرفوها الناس البحرشوهم والموكلنهم ، وزاد نافع مفتخرا «ربنا أهلنا لأن نقاتل فى كافة الجبهات ،ونقول لأهلنا فى كادقلى وكافة جنوب كردفان والمناطق المستهدفة أن القضية ليست دحر التمرد بل قضية تطهير الصف الخامس و المخزلين والمندسين وفى إشارة مباشرة زاد قائلا (لو فى ناس قاعدين معانا فى المدينة واحد أو إثنين) يعرفوا أن الناس عرفوهم وأدوهم فرصة عشان عيونهم تفتح ويعودوا لصوابهم ،ولم يكتفِ مساعد رئيس الجمهورية بذلك فحسب بل زاد قائلا «دايرين تنقية الصفوف من المخزلين والطابور الخامس وكل أعوان التمرد عشان يشعر بأن خيطه إنقطع وصلته بالعالم إنتهت حتى يجى يومه المحدد له) كلنا مع السلام لم يفت على نافع ومن قبله الطاهر إدراك آمال وأشواق وتطلعات أهل جنوب كردفان (الحوار لأجل السلام) ،فجدد رئيس البرلمان دعوته لحاملى السلاح من أبناء جنوب كردفان الإنضمام إلى مسيرة السلام ،مؤكدا العفو عن كل من حمل منهم السلاح قائلا إن الخيار الأمثل لحاملى السلاح أن يوقفوا هذه الحرب التى تقف وراءها إسرائيل ودول البغى والعدوان ،فيما أكد رئيس المجلس التشريعى للولاية الهادى عثمان أندو لدى مخاطبته فاتحة أعمال الدورة الرابعة للمجلس لأول مرة عقب إختياره رئيسا للمجلس خلفا للشهيد إبراهيم بلنديه الذى إغتالته الأيادى الآثمة ،طالب أندو بضرورة إيقاف الحرب قائلا (الحرب لازم تقف ) لينعم إنسان جنوب كردفان بمستقبل أفضل فى العام الجارى 2013 ، فيما إكتفى أحمد هارون بتسريب (بخرة السلام) لمساعد رئيس الجمهورية فارتفع صوت نافع قائلا نحن من زمان مع السلام ونؤكدها نحن مع السلام ولا يزاود علينا أحد بالسلام ،ولكن السلام الذى نريده (السلام العزيز وليس المفروض) وزاد لسنا من الذين يشتروا السلام بالذلة وليست بتشبهنا ولا بتشبهكم ،عشان كدا الطمعان بأنو يفرض علينا أجندة السلام أحسن يراجع حسابو وإلا يصبح حسابو بالدانة والسلاسل هزيمة نكراء وليست بالمفاوضات ،فالأفضل ليه أن يقبل السلام والتعايش بسلام . عودة غرب كردفان تتصدر التصريحات رغم أن الدكتور نافع تجاوز الحديث عن عودة ولاية غرب كردفان إلا أنها تصدرت مخاطبة رئيس البرلمان دورة المجلس وخطاب الحكومة التنفيذية الذى أودعه الوالى أمام المجلس ،بل أصبحت هنا حديث الناس، فأكد الطاهر أن عودة ولاية غرب كردفان قد إكتملت فى أضابير رئاسة الجمهورية بشكلها القديم بإعتبارها حقا لأهلها كما أكدها رئيس البرلمان ،وقال أنها ذهبت مهرا للسلام وستعود بالسلام ،عازيا تأخر إعلانها لترتيبات إدارية من حدود جغرافية وغيرها ،وقال الطاهر عودة الولاية ليست بمثابة مفاصلة أو مفاضلة بين القبائل بل من أجل تمازج كافة مكوناتها الإثنية ،ونفى الطاهر بشدة أن تكون هنالك بالسودان ولاية لقبيلة ،مبينا أن الولاية حق لكل المجموعات السكانية ،فيما قال رئيس مجلس الولاية التشريعى الهادى عثمان أندو عودة ولاية غرب كردفان تشكل لنا تحديا جديدا ونريدها عودة سلسة وقوية ومتجانسة لأجل السلام الذى ذوبت من أجله ،لا نريدها عودة للإنفصال عن جنوب كردفان بل نريدها عودة تضامنية تكافلية وتضافرا بين كافة ولايات الإقليم ، من جانبه أكد والى جنوب كردفان أحمد هارون أن عودة ولاية غرب كردفان وعد لأهلها ضمن برنامجه الإنتخابي الذى حمل وعداً قاطعاً بإعادتها مؤكدا أن رئاسة الجمهورية إستجابت لرغبة أهل القطاع الغربي وإصدارها للإعلان السياسي الرسمي بعودة الولاية وما ينقصها حسب خطاب الوالى ترتيبات قانونية وإدارية وسياسية لتنزيل ذلك الإعلان فى شكل تشريع يُجاز بواسطة المؤسسات التنفيذية والتشريعية المختصة وفقاً لمقتضى الدستور ، وكشف الوالى عن مشاورات واسعة ستنطلق متزامنة مع تلك المشاورات بواسطة الرئاسة لإحداث أكبر قدر من التوافق السياسي والإجتماعي بين مكوناتها ،وقطع هارون بأن عودة الولاية مسألة زمن فقط ليس إلا وفق ما تقتضيه تلك الإجراءات والمشاورات من زمن ضرورى ولازم لإنجازها.