٭ الأمن والنفط على طاولة البشير وسلفا.. والأمن هو الأهم.. في غياب الأمن، يصبح النفط باباً من أبواب الاقتتال.. ٭ القتال والاقتتال.. وإلى متى؟!. ٭ لابد من وقف الحرب، وبأية وسيلة، وأية وسيلة لوقف الحرب نبيلة.. مهما كانت الوسيلة فادحة، فليس ثمة أفدح من الحرب.. ٭ الحرب تدمر كل شيء: الأنفس والزرع والضرع والمصانع.. المساجد والكنائس والمدارس.. الآمال والأحلام والأشواق.. ٭ ليس هناك أسوأ من القتال والاقتتال، والغريب أن الإنسان، مع ما منحه الله من نعمة (العقل)، يتقاتل ويقاتل، بصورة غير عقلانية.. ٭ أسماك القرش تفعل ذلك و(القرش ليس عاقلا)، بما في ذلك القرش الأبيض لليوم الأسود. ٭ في فيلم تسجيلي، قذف باحثون إلى حفنة من أسماك القرش، بسلة من الطعام، تزاحمت الأسماك حولها، ولما لم يجد أحدهم نصيباً، انقض على جاره بفكيه، واقتطع من جسمه قضمة. ٭ (اقتطع أربعين رطلا)، كما قال الصياد في رواية أرنست همنغواي (العجوز والبحر). ٭ ولاحقاً أضاف ارثر كوستلر إلى أسماك همنغواي، حفنة من الفئران والعناكب. قال ارثر كوستلر: (إن قتل كائنات بواسطة كائنات من النوع نفسه، هو ظاهرة لا يشارك الإنسان فيها سوى حفنة من الفئران والعناكب). ٭ لاحظ (حفنة) من الفئران والعناكب.. وليس كل الفئران والعناكب. ٭ وحفنة هذه، تذكرني ب (بضع)، التي قالها الشيخ الترابي في التسعينيات من القرن الذي انصرم، و(أقامت الدنيا ولم تقعدها)!. ٭ الإنسان هو الحيوان العاقل (الأوحد)، الذي يقاتل، ويتقاتل مع نوعه.. فأسماك القرش والفئران والعناكب، ليست بعاقلة. ٭ ومع ذلك أسماك القرش والفئران والعناكب، لا تتقاتل إلا عندما تجوع أو تعطش.. ومتى وجدت الماء أو الطعام توقفت عن القتال.. ٭ لكن الإنسان (أب كراعين)، يمكن أن يقاتل نفسه، وهو شبعان وريان. ٭ يقول بيير بومارشيه: (الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يأكل وهو ليس جوعان، ويشرب وهو ليس ظمآن، ويتناسل في كل المواسم). ٭ غريب أمره، هذا الإنسان.. يشعل الحروب ويتقاتل، يقضي على الأخضر واليابس، ثم يقضي على نفسه. ٭ لذا فالأمن.. أولاً..