كشف المؤتمر الوطنى عن ترتيبات لإجراء تعديلات إدارية وسياسية داخل اجهزته استعدادا للانتخابات المقبلة التى دعا اليها المعارضة طالبا من الولاياتالمتحدة دفع قوى المعارضة لخوضها .. المؤتمر الوطنى بعد ان تمكن من ازاحة مجموعة المحاولة المسماة انقلابية مباشرة بعد مؤتمر الحركة الاسلامية نجده يرتب الآن لازاحة مجموعة اخرى بدعوى ترتيب وتعديل . الاجراء الذى يحاول عن طريقه الحزب الحاكم ان يصطفى اقرب الاقربين بعد تعيين الفريق بكرى حسن صالح نائبا للامين العام للحركة الاسلامية الحاكمة ما يعنى ان ما يجرى داخل الاروقة قد بدأ يبرز تدريجيا وتم (عجنه) ووضعه على (القالب) المطلوب ليأخذ الشكل المناسب فى 2013م لكن هنالك ماهو اهم من تعديل هنا واقصاء هناك فالازمات ما زالت تلاحق الوطن وتتغلغل فى نسيجه وبنيانه فانهيار المفاوضات المتلاحق وسريان خبر عقد القمة بين البشير و سلفاكير يعد من اهم الابواب التى يعول الشمال على استمرارية فتحها كأحد المخارج من الازمات الاقتصادية الخانقة، كما ان أبيي ما تزال تتنازعها (الظنون) بين الجنوب والشمال ودارفور الاخرى ما تزال تنام على مراقد الرصاص وتنتظر حلولاً تاهت فى غياهب التعنت وفشل التنفيذ خاصة مخرجات قمة الدوحة التى لم يجد ملفها الايقاع المناسب فبات فى حساب (المجمد) او كاد او رهن الانتظار المر ولن يفيدها تعديل سياسى او ادارى فى مركزية الخرطوم طالما ان حلولها كولاية مقيدة .فالمناخ السياسى عامة يعانى من الوجع والاختناق والدستور مايزال على الطاولة وحيدا الا من اهل المؤتمر الوطنى والسؤال هنا هل من كوة لتعديل سياسى تؤدى لانفراج فى اكثر من ازمة ام ان تغيير الامكنة والمقاعد هو ما يسعى الوطنى لطرحه من اجل سد خانات ظلت شاغرة بخروج بعضهم نهائيا او تقوية مراكز اخرى داخل المؤتمر الوطنى ومساندتها فالتعديل الآن لايحمل غير هذا المفهوم ولن يدفع بحلول للازمات الجاثمة على صدر الوطن والتى فشلت القوى السياسية الاخرى فى تبنى حلول لها ولو ب(التقسيط ) للخروج بالوطن خطوات آمنة اذ مازالت المعارضة تتلقى صفعات المؤتمر الوطنى فتخرج ردودها مشروخة وقديمة ومعروفة سلفا فلقد اتقنها المواطن السودانى كما اتقن تعبيرات الانقاذ المعروفة . لن يبدل التعديل السياسى القادم الحال الماثل ولكن ربما يبدل صورة وشكل المؤتمر الوطنى اما طبالوه وماسحو جوخه رغم ان بعضهم اظهر تململا سريا وما يسعى المواطن و يوده تعديلا حقيقيا هو سياسات المؤتمر الوطنى تجاه الضغوط التى قصمت ظهره وقسمت معيشته فأصبح متفرجا على خلافات مجموعاته. يخسر الوطن يوميا ويتراجع الى الخلف ويفقد من الكفاءات والخبرات واساتذة الجامعات اربعة وثمانين فى المائة فى طريقها الى الهجرة لذلك يتطلب التعديل السياسى والادارى ثورة تصحيحية فى كل مرافق الدولة مع توسيع اشراك وجوه جديدة مشهود لها بالتجديد والثقة لا الولاء للمؤتمر الوطنى حتى لا( نصبح كساقية جحا تسوق وتدى البحر ) همسة من نصف الليل دقت أجراس العودة فلبست طفلتى أشكال الزهو والفرح وتدثرت أنا بثوب الوطن لكنى لم أستطع إخفاء هذا الجرح