٭ التهم حريق شب يوم الإثنين الماضي حوالي «002» محل تجاري بأكشاك سوق «5» داخل السوق الكبير بمدينة واو حاضرة ولاية بحر الغزال، وقدم المحافظ العميد انطوني شارت اعتذار سلطات الولاية للتجار لعدم تمكنهم من اطفاء الحريق مبررا ذلك بأن عربة الاطفاء واحدة ومعطلة وان رجال المطافئ لا يستطيعون عمل شيء لعدم توفر الامكانيات لهم واعرب عن اسفه لعجز السلطات عن نجدة التجار. وهل ينفع الاعتذار في هذه الكارثة التي لولا عناية الله ورحمته لقدمت واو الكثير من الجثث بسبب عدم توفر سيارات الاطفاء في الولاية المترامية وبالاخص في حاضرتها واو التي تعتبر مركزاً تجارياً واسعاً وجاذباً.. كما للمدينة مكانة عريقة وقديمة اشتهرت بها منذ القدم كما اشتهرت بتوافد الكثير من ابناء المناطق الشمالية والشرقية والغربية اليها للعمل بالتجارة بجانب اخوتهم من ابناء المنطقة مما دفع بالتجارة الى الدول القريبة المجاورة والمدن الاخرى التي استفادت من التجربة ففتحت خطاً تجارياً مع واو وجوبا ومريدي وملكال. ٭ مدينة بهذا الارث التجاري القديم تفتقد «حديثا» لسيارة اطفاء «تطفيء نارها» التي اشتعلت في اكثر من «002» محل تجاري؟ ٭ رغم ان الخسارة «باينة وواضحة» الا ان اعتذار الوالي الذي جاء في حينه ربما «بّرد» من النار قليلاً وفتح بابا لتدفق الأسئلة (المخزونة ) للمركز الذي ينتظر المواطن منه دفع الضرر في لحظته بتحضير آليات العمل والبنى التحتية.. بيد ان المركز اعترف بقصوره «واستبدل» ذلك بالاعتذار للمواطن الذي وجد نفسه في هذا «الموقف الناري» ان جاز القول عاجزاً هو الآخر عما يفعله وبضاعته تحترق في مدينة تستعد قريبا ليقدم ابناؤها اصواتهم لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم. ٭ بناء الولايات وبناء حواضرها يحتاج لتوفير معينات دفع ذات امكانيات عالية تعمل على استقرار البنى التحتية الجاذبة للمواطن ولكن ما تم من تقسيم للولايات في ظل الانقاذ لم يعط المناطق حقها كاملاً من التنمية وتحسين بيئتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية اذ ركز «التقسيم الولائي» على «زيادة» عدد الولايات مع «نقص» الخدمات المقدمة من المركز للمواطن في الولايات المعنية مما ادى لوجود «فراغ خدمي» ان جاز التعبير لم تستطع الولاية بعد ذلك ان تسده مع قلة مواردها ونقصان آلياتها ومعيناتها وخواء خزائنها فادى ذلك لوجود عواصم للولايات لكنها لا تملك مقومات العاصمة ومطلوبات مواطنيها مما جعل العاصمة والولاية «ترسب» في أول امتحان. ٭ الاهتمام بالمواطن هو الغاية والوسيلة معاً لذلك كان من «أولى» ان توفر الولاية لهذا المواطن «سبل دفع الضرر» في كل مناحي الحياة وتسعى لجلب معدات السلامة الكاملة كجزء من «اكمال اطار وهيكل الولاية العام» لتكون الولاية «حاضرة» حقيقة بكل ما تملك من دعائم حديدية وبشرية لمواجهة «الحريق والمطر» وغيره. ٭ همسة: رأيت صورتك... خلف نافذة غرفتي الزجاجية... والندى حول وجهك الصبوح... أوقدت قنديل عشقي إليك... وكتبت تاريخ ميلادي الجديد... يا وطني