٭ الرباط.. كازابلانكا - مراكش - أصيلة - طنجة - فاس.. البحر مرَّ من هنا.. والملك محمد السادس، يبحر- سفينته آمنة- في عبابه.. ورعاياه ينعمون بالرضا لا تشغلهم إلا صناعة الحضارة. ٭ المغرب والحضارة.. أصابع يتلوب والصوف.. يضيف المغربي كل صباح، خيطاً جديداً في عباءة الحضارة (لا يكل ولا يمل ولا تنتهي حياكته). ٭ يرجع المغربي - كل صباح - إلى المبتدأ، أول التاريخ والأصالة. ويعود عند المساء للحاضر والمضارع والمعاش، عيناه تحدِّقان بعيداً، حد الارتواء في مستقبل، مشرق، مطمئن. أحلام وبساتين وقباب ومرايا تقترب من أبواب الفجر. سمن وعسل وعطر.. ودفقة ماء ولقمة سائغة وعصفورة بجناحين ٭ يحلق المغرب إلى سماوات، وأرجله ثابتة في الارض. نخلة تغسل جريدها بمعان بعيدة من نبع صاف، واقتباس حنون.. تحلب المغرب من ثدي الإنسانية لبناً بين فرث ودم، وتسقيه للعالم هنيئاً مريئاً غير داءٍ مخامر. ٭ الرباط.. خاتم مشغول بالوعي والاستنارة.. ومدينة تغسل سماءها، كل صباح، بمياه صافية وإبداع جديد.. يلتقط الزائر ثمارها، بالهناء والسرور. ٭ ما أجمل المدن، حين يكون دأبها العمل والانتاج، وما أجمل المدن حين يكون هدفها الرقي والنماء، وما أجمل المدن التي تضع بصمتها في مسيرة الانسانية. ٭ الرباط، مدينة تقبض على أقوى اللحظات ذكاء في التاريخ، وتستثمر في وجودها الجغرافي، وتنظر إلى (الآخر) نظرة محبة ومنفعة، وأصابع المغربي تنسج كل صباح خيطاً جديداً، في بدلة العلاقات الدولية. صحة وعافية ٭ والعلاقات السودانية - المغربية، بخير وصحة جيدة، لا ينقصها سوى تبادل المنافع. ٭ ولتعزيز العلاقات، وتوطيد الأواصر، ورفع قدرات تبادل المصالح والمنافع، احتضنت العاصمة المغربية الرباط، وتحت رعاية وزارتيَّ الخارجية في البلدتين وبإشراف السفارة السودانية في الرباط، المنتدى الأول للعلاقات السودانية المغربية، بتنظيم من مركز ركائز المعرفة للدراسات والبحوث بالخرطوم، ومعهد الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط. نقاش وثمار ٭ وشهد المنتدى حواراً ونقاشاً مثمراً بين السودانيين والمغاربة (له ما بعده)، وقدمت أوراق من الجانبين وامتدت جلسات المنتدى لمدة يومين متتاليين، (12، 22 ديسمبر 2102)، كان محور اليوم الأول في جلسته الصباحية، محطاتٍ من تاريخ العلاقات السودانية المغربية، ترأس الجلسة مهدي ميمون، وسليم أحمينات مقرراً لها، وفي المحور الأول، ناقش المنتدى أوراق: محمد أحمد عبد الغفار (العلاقات السودانية المغربية)، وعبد اللطيف ملين (تاريخ العلاقات المغربية السودانية)، ويونس زكاري وخديجة بوتخيلي (الاطار القانوني والمؤسساتي للعلاقات المغربية السودانية)، ومربيه ربه ماء العينين (الروابط الانسانية المتجذرة بين المغرب والسودان)، وعمر بدري أبو البشر (طريق الحج)، ومحمد بلعيش (العلاقات الثقافية والبشرية والاجتماعية بين المغرب والسودان)، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (العلاقات المغربية السودانية في المجال الديني)، وحسن الصادقي (أوجه التعاون الثقافي بين المغرب والسودان). وخُصصت الجلسة المسائية لليوم الأول، للمحور الثاني تحت عنوان: العلاقات الاقتصادية بين المغرب والسودان، ترأس الجلسة: فتحي أحمد علي الأمين، ومحمد جور مقرراً، وفي الجلسة المسائية قدّم مهدي ميسون (الدبلوماسية الاقتصادية رائدة العلاقات المغربية السودانية)، وعبد السلام محمد الخير القاضي (الشراكة بين القطاع العام والخاص)، ومسلم أحمد الأمير أحمد، وحسن حمزة اسماعيل علي (السياسات الكلية لزيادة التشغيل ومحاربة البطالة والفقر في السودان)، والكندي يوسف محمد عثمان (فرص الاستثمار في السودان)، وحسن رامو (الموارد المائية والاستثمار الفلاحي)، وهشام حافظ (المباحثات التجارية بين المغرب والسودان: الواقع والآفاق)، ومولاى اسماعيل تاقي (فرص تطوير العلاقات التجارية والشراكة بين المغرب والسودان)، ومحمد السنوسي (توسيع العلاقات الاقتصادية لبناء شراكة استراتيجية). وآخر جلسات اليوم الأول، خُصصت للمحور الثالث: تبادل التجارب القطاعية بين المغرب والسودان، ترأس الجلسة الكندي يوسف، ومقررة الجلسة فاطمة أيت بن المدني، وقدمت في الجلسة أوراق: مهدي بشير محمد علي (صناعة السكر في السودان)، وعبد القادر علواني (تحسين طرق تثرية ومعالجة الفوسفات بالمكتب الشريف الفوسفات). ومعتز موسى أحمد (طرق إستغلال حصاد المياه بالسودان)، وعبد القادر ينصر (اشكاليات ومؤهلات المغرب في مجال إستغلال المياه وتدبير حصادها)، ووزارة الصناعة التقليدية- المغرب (الاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصناعة التقليدية - رؤية 3102)، وزهر الدين الطيب (الحق في الحصول على المعلومة في النظامين القانونيين المغربي والسوداني). جيوستراتيجية وفي اليوم الثاني للمنتدى، قُدمت أوراق المحور الرابع: الوضع السياسي والجيوستراتيجي، برئاسة مربيه ربه ماء العينين، وخديجة بوتخيلي مقررة للجلسة، حيث قدم حسن الحاج علي أحمد (الوضع السياسي في السودان بعد انفصال الجنوب)، والموساوي العجلاوي (التحولات الجيوسياسية في منطقة القرن الافريقي - العربي)، وعثمان محمد عثمان ضرار (التجربة السودانية في معالجة قضية دارفور)، وخالد شيبات (مكافحة الانفصال بين التجربة المغربية والسودانية)، وجاك كالياكيان (فرص السلام وجنوب السودان). سيدات ورجال أعمال كان الوفد السوداني رفيعاً وعلى مستوىً عالٍ، ضم خبرات ومعارف في مجالات شتى، وأجرى الوفد لقاءات ومشاورات مع الأخوة المغاربة، حيث التقى وفد إتحاد أصحاب العمل، رئيس وأعضاء جامعة الغرف التجارة والصناعة والخدمات المغربية، والتقى وفد سيدات الأعمال، رئيس جامعة غرف الصناعات التقليدية والمدير العام، والتقى مدير البنك الزراعي، مدير الغرف الفلاحي المغربي، كما التقت سيدات الأعمال، قطاع صناعات النسيج والصناعات الغذائية، كما التقين رئيسة الوكالة الوطنية لتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والتقى وفد أصحاب العمل رئيس المركز المغربي لانعاش الصادرات سعد الدين بن عبد الله، والتقى مدير البنك الزراعي، وكيل المكتب الشريف للفوسفاط. مديح وغناء وكان ختام المنتدى حفلاً غنائياً ساهراً، أحياه الفنان خالد الصحافة حيث (مدح وغنى)، بمشاركة الجالية السودانية بالمغرب وأصدقائهم من المغاربة والجاليات الأخرى. توصيات و ثمار منتدى العلاقات السودانية المغربية.. عصف ذهني ونقاش فوار وحوار هادف وتوصيات ذات ثمار.. وكان لسفيرنا بالمملكة المغربية الطيب علي أحمد، والقنصل العام الدكتور احمد المبارك، وطاقم السفارة دور مقدر في إنجاحه. وخرج المشاركون في المنتدى، وهم أحسن فألاً وأبرح ظناً وأقوى عزيمة، تكسي وجوههم علامات البشر والسعادة، بعد ان فتحوا نافذة جديدة للعلاقات السودانية المغربية.. نافذة تطل منها العافية والبركة والخبرات.. نافذة يبرق منها البرق.. ويرُى منها البحر والفجر.. ويطل منها الشعر والتاريخ والجغرافيا والاسطورة.. نافذة أخاذة ملهمة.. ومستقبل أكثر اشراقاً لبلدين حبيبين. ونواصل