أزمة جنوب السودان مع الشمال السودانى معلوم بأنها من أطول الأزمات التى مرت على القارة الأفريقية، و فقدت فيها الكثير من الأرواح مما أدى الى عدم الاستقرار على طول أمتداد المليون ميل مربع و كما أدت أيضا الى تدخل العديد من الاطراف ذات المصالح الاستراتيجية الدولية والإقليمية. و من تلك الأطراف المنظمات الدولية والإقليمية من جهة و الدول التى تقوم بتمويل عملياتها من جهه ثانية، وغالبا ما تكون المنظمات هى الأدوات التى تستخدمها الدول للتدخل فى أى صراع دولى أو أقليمى أو محلى لأجل معرفة حقيقة الصراع وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين (دبلوماسية المساعدات الإنسانية) و هذا الباب الواسع قد يكون أيضا مدخلا لتأجيج الصراعات وتمكين تجار الأسلحة لترويج ما عندها من أحدث الأسلحة و فرصة للاتجار بالبشر وغسيل الأموال و النشاطات المحظوره قانونيا و دوليا.... فالمنظمات الدولية و الإقليمية تعتمد أساسا على الإعلام و تشويه صورة المتضررين من أحداث العنف الواقع فى الدول التى تعج بالصراعات مختلفة الجذور و الأسباب ، وما يقال عن جنوب السودان الآن من أحداث للعنف و التنبؤ بالمجاعات و النزوح فيه الكثير من المبالغات و المزايدات و الغرض من تلك الادعاءات و الهجمات الاستباقية و التنبؤ بأشياء مازالت فى طي الغيب يفسر شيئين :-أولا :- تشويه صورة أبناء جنوب السودان عالميا وإقليميا حتى لا ينالوا مبتغاهم (دولة جنوب السودان) . ثانيا:- تشجيع أعمال العنف و الصراعات فى الجنوب بدلا من التشجيع على منعها ومحاربتها و لكن كما يقول المثل( إن مصائب قوم عند قوم فوائد)، فالمنظمات تريد بأن تحدث الكوارث بالجنوب لكى يزدهر سوق عمل المنظمات و تنهال عليها التبرعات من كل الجهات و لكن غالبا تلك التبرعات لا تصل فى مواعيدها لمساعدة المنكوبين بالكوارث، والأموال تذهب الى جيوب المسؤولين فيها و تنفق لأغراض الترفيه. ليتركوا الذين جمعت الأموال بأسمائهم فى بحر المعاناة ، أو إعطاؤهم القليل من الحبوب و الزيت لأجل تضليل المانحين و الذين يقومون بجمع التبرعات وذلك ليستمر دعمهم وهى السياسة التى تعمل بها المنظمات الآن على مستوى العالم و ليس جنوب السودان فقط و المنظمات الإنسانية هى منظمات غارقه أصلا فى الفساد المالى و الإدارى لا محاسبة لها ولا مراجعة مالية . وعليه ما تقوله التقارير المشكوك فيها الصادرة من قبل بعض المنظمات الدولية أو الهيئات عن الجنوب السودانى بأنه لا يستطيع السيطرة على العنف الحاصل و أن قامت كدولة ستكون( دولة فاشله) فهى محض افتراضات ليس إلا، ولا تعكس الواقع و الحقيقة ، بل تريد إفساد (حلم دولة جنوب السودان و تكوينها) والتى سيستفتى بشأنها فى 9 يناير المقبل من عام 2011 م .. وفى واقع الأمر ، خلال هذه الأيام ظهرت بعض التقارير المشكوك فى حياديتها و واقعيتها تسرد الأحداث بصورة مشوة ليست بالصورة الحقيقية التى حدثت و نشرها فى وسائل الأعلام الالكترونية و قد تكاد تجد ثلاثة تقارير مشوة لصورة جنوب السودان فى موقع إليكترونى واحد و تحليلنا لتلك الظاهرة و الحملة هى سوء النية وروادها هم مشجعو الصراعات و جامعو الأموال من الأفراد العاملين بالمنظمات ، فالصراعات أصبحت مصدرا لكسب المال وجنوب السودان صار قبلة هؤلاء البلطجية من الأفراد ، التقارير قصدت أن تبث فى هذه الفترة الحرجة لتشويه الجنوب و أهله وهى أيضا عمل مضاد لرغبة أهل جنوب السودان الذين ناضلوا طيلة القرن ونصف لكى يحصلوا على دولة تحفظ لهم الكرامة وتصون لهم الوحدة والعزة حتى يحققوا آمالهم و طموحاتهم فى التنمية و التقدم و الرفاهية مثل باقى دول العالم، و لكن اصحاب الأجندة الذاتية و الشخصية لا يريدون الخير للجنوب و أهله بل يريدون تشويه صورتهم عبر شراء البنادق و الأقلام المأجورة من العاملين ببعض المنظمات الدولية و الاقليمية و المحلية .. ولكن الرغبة العابرة للبحار و التى تمثلها بعض المنظمات الدولية أو أى جهة كانت .. لا يمكن أن تنتصر مهما كلفها الجهد من تقارير وهمية و كاذبة ، فليشوهوا صورتنا لكى يتحصلوا على الأموال والدعم لتسيير منظماتهم ، ولكننا سنمضى لتحقيق رغبة الشعب الجنوبى في تكوين دولته ؛ لأن الصراعات الهامشية التى تحدث ليست هى المقياس الذى يقاس به رشد الدول.. و العالم يعج بالعديد بالصراعات مختلفة الجذور و الأسباب و حالة جنوب السودان إن أصبح دولة فى الاستفتاء الذى سيجرى فى 9 يناير من العام القادم 2011 م ، فإن الجنوبيين سيتجاوزون الصراعات لأن التاريخ الطويل من النضال سيفيدهم وما أصعب مرحلة مرت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان حين فقدت زعيمها د.جون قرنق وعين نائبه/ سلفاكير ليكون زعيما للحركة الشعبية وحينها تربص الحاقدون بالحركة ، و ظنوا أنها ستخرب و تتشتت الى جزيئات و لكن حرص القادة كان قويا للحفاظ على مكتسبات الشعب ..و سيشهد التاريخ بأن الجنوب سيكون خاليا من الصراعات ... جنوب السودان - جوبا