حمل مهتمون ومتابعون للأوضاع في دارفور الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية شمال دارفور المسؤولية الكلية عن نتائج الصراع الذي ادى الى سقوط الضحايا بمحلية السريف بولاية شمال دارفور، وطالبوا الدولة والقوات المسلحة بحسم القوات المتفلتة ونزع الآليات القتالية منها وبسط هيبة الدولة وطرد جميع المتفلتين من محلية السريف وتقديم المساعدات الانسانية بصورة عاجلة الي المتضررين واسعاف الجرحى الي مستشفيات العاصمة القومية والخاصة بالدولة، والعمل علي القاء القبض على المجرمين وتقديمهم الي محاكم، وكفالة كافة سبل الدفاع عن انفسهم و اثنوا علي الدور الذي قامت به قوات الشعب المسلحة في مدينة السريف وتصديها للجماعات المتفلتة. وقال معتمد محلية السريف هارون الحسين ان رئاسة المحلية تم الاعتداء عليها قبل الساعة العاشرة صباحا من قبل مجموعات تمتطي عربات الدفع الرباعي والدواب «جمال وخيول» واطلقت النيران علي جموع النازحين وقتلت 53 شخصا وجرحت 65من مواطني المحلية، ولكن القوات المسلحة تصدت لهم وطردتهم من المدينة بعد قتال ضارٍ، وبسطت بعدها القوات المسلحة سيطرتها علي كل المدينة وامسكت بزمام الأمور وطاردت المهاجمين الي خارج المدينة. واوضح الحسين ان الهجوم الغادر خلق نوعا من الرعب والهلع في نفوس المواطنين، مشيرا الي ان والي الولاية ولجنة أمن المحلية وصلت بعد ساعتين فقط من انجلاء الحادثة، ووقف الوفد علي كل مجريات الأمور، ووجه الوالي باخلاء الجرحي بطائرات مروحية خاصة من الحكومة وبعثة اليوناميد، وتم نقل كل الضحايا من مدينة السريف الي الفاشر والخرطوم لتلقي العلاج ، والتقي الوالي بكل أسر الضحايا ، ووجه الوالي كل حكومة الولاية والمنظمات الدولية الوطنية بتوفير الخدمات الضروية لمحلية السريف واطلاق نفير تعمير مادمرته الحرب في محلية السريف، وتوفير كل سبل الحياة الي تلاميذ محلية السريف حتي يتمكنوا من اداء امتحانات الشهادتين الاساس والسودانية . وابان المعتمد ان المحلية الان بها اكثر من 70 ألف نازح نزحوا بسبب الحرب الي المنطقة والان هم بحاجة الي تقديم كثير من المعينات في الايواء والغذاء وغيرهما من سبل العيش. وقال ناظر قبيلة البني حسين ادم حامد الجدي في حديث ل«الصحافة» ان قبيلته تتعرض الان الي اصعب موقف في تاريخ حياتها وتاريخ الانسانية، وقال انها احتسبت عدداً كبيراً من الشهداء في عدوان لايوجد اي مبرر له بعد توقيع الهدنة. وابدي الجدي اسفه لكل ما يحدث لقبيلته في ظل وجود معاهدة صلح، مبينا انه لولا وجود القوات المسلحة ودفاعها عن المواطنين فان القوة المهاجمة كانت ستزهق ارواح الجميع. وطالب الجدي الدولة بان تعزز وجودها الأمني في المنطقة وتساعد في تقديم كل المطلوبات الضرورية الي المتضررين من الحرب في محلية السريف، مبينا ان الموطنين في السريف بحاجة الي نجدة عاجلة والي دعم انساني سريع وعاجل يسدون به رمقهم، وناشد الجدي الجميع بضبط النفس ووقف الهجمات علي محلية السريف. بيد ان رئيس هيئة شورى الرزيقات محمد عيسى عليو قال في حديثه ل«الصحافة» ان المجموعات التي هاجمت منطقة السريف هي في الاصل تتبع الي الحكومة بعد ان تم تسليحها لمقاتلة المتمردين، وطالب الحكومة بوضع يدها علي السلاح الذي تحمله هذه الجماعات المتفلتة تنظيميا ، مبينا ان قبيلة الرزيقات ملتزمة بما وقعته من هدنة وانها بريئة من كل الذي تقوم به هذه الجماعات المتفلتة. وجدد محمد عيسى عليو دعوته الي الدوله ببسط هيبة الدولة ومحاسبة كل المجموعات المتفلتة التي قتلت المواطنين ،مبينا ان الذي يجمع بين قبيلتي الرزيقات والبني حسين و القبائل ومنطقة السريف ليس بالشئ الهين،مؤكدا ان الذي جري في منطقة السريف كبير وان الحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل ما جري في دارفور من احتراب قبلي لانها سلحت الجهال بدون استشارة الناس والان هم اصبحوا يعيثون خرابا. واشار عليو الى ان قبيلتي الرزيقات والبني حسين بمحلية السريف لهما من العلاقات التاريخية الازلية ما لهما ويمكن لهما ان يتوصلا الي حل في حال لجمت الدولة الجماعات المسلحة . فيما اعتبر الدكتور يحيى حماد فضل الله المتخصص في فض النزاعات استمرار احداث محلية السريف وجبل عامر بانه شكل جديد من انواع الصراعات القبلية في السودان. وقال في حديثه ل» الصحافة» ان عدم احتوائها قد يخلق نوعا من الصراعات والنزاعات القبليةالجديدة في دارفور في ظل غياب سلطة الدولة . وابدي حماد امتعاضه من التساهل الذي تعاملت به أجهزة الدولة في ولاية شمال دارفور مع الحدث، مبينا ان الصراع بين القبيلتين كان يمكن للدولة نزع فتيله منذ اندلاعة في مطلع شهر يناير الماضي ولكن لغياب المعرفة بطبيعة وبيئة المنطقة عند الأجهزة الأمنية وضعف وجود الشرطة في المنطقة ساعد في تطاول الأزمة في منطقة السريف بني حسين . وتخوف حماد من ان تحدث هذه الاحداث الاليمة فتقا كبيرا بين المجموعات العربية، ويصنف بعضها علي انه غير مرغوب التعامل معه في المستقبل، وقد ينجم عن الاحداث الحالية تحالف بعض القبائل فيما بينها ضد بعض لتحدث حرب الكل ضد الكل اذا لم تتداعَ الجهود وخاصة جهود ابناء دارفور الخُلص في معالجة الاثار السلبية لهذا التطور السريع في الصراع والنزاعات القبلية في دارفور. وطالب حماد الدوله بتعزيز وجودها الأمني في كل المناطق التي تشهد مثل هذا التشاحن القبلي في دارفور . واشار حماد الي ان استمرار مثل هذا الصراع القبلي يمكن لجهات كثيرة ان تستغله وخصوصا الدوائر العالمية للتدخل في شؤون البلاد الداخلية. وتشير المعلومات الاولية حسب الاحصاءات الي ان الصراع الذي اندلع مؤخرا بين قبيلتي الرزيقات والبني حسين ادي الي مقتل وجرح اكثر من ألف وتدمير اكثر من 50 قرية تدميرا كاملا ونزوح 300ألف نسمة وضياع اكثر من300 مليار من المال الخاص باهل منطقة السريف بني حسين.